حركات مكوكية سريعة في الشوارعِ العامةِ والفرعيةِ والجدرانِ والأشجارِ .. كلَ شاخصٍ على الأرض أصبح َ مسنداً وُضِعتْ عليه صورةٌ لمرشحٍ من المرشحين لمجالس المحافظات.
يقولون أن إحدى( المرشحات) باعت حُليها الذهبية لتغطي التكاليف الكبيرة لحِملِتها الإعلامية .( ومرشح) آخر باع قطعة أرض كان يمتلكها . وآخر سخرَ إخوانه ومعارفه لنشرِ صوره في جميع شوارع المحافظة .
(ومرشح) قـَـدمَ إغراءاتٍ ماديةٍ ومعنويةٍ لبعضِ شرائح المجتمع الذين لهم مشاكلٌ عالقةٌ مع الحكومة مثل (الحواسم) ووعودٍ بإيجادِ فــُرصِ عملٍ للعاطلينَ وتحقيق طموحات الناس . واخر دفع مبالغ بالدولار لفضائيات معروفه من اجل بث لقاءاته امام الناس
الكل في سباقٍ حثيثٍ لإقناع الناخبين بشتى الوسائل المسموح بها والغير المسموح .. ( لانتخابهم) .
إنهم( جيش المرشحين) البالغ عددهم (8275) حسب هيئة مفوضية الانتخابات في عموم المحافظات نعرف بعضهم ونجهل البعض الاخر ..
في لقاءٍ إذاعي لأحد مدراء هيئة مفوضية الانتخابات في المحافظات . الذي أصغى لسؤال مواطن يستفسر عن مرشح في منطقته الشعبية متهم بأكثر من سابقةٍ خطيرة وعنده سجل جنائي حافل . ومواطن يقول ان المرشح الفلاني لا يحمل شهادة علمية.
وللأسف لم يقتنع المستمع بإجابة هذا المدير الذي كان على الهواء مباشرة والذي كنا نتأمل منهُ ان يجيب تساؤلاتْ المواطنين بشكلٍ اكثر مهنية .
وبقيتْ الحيرة تدور في أذهان كل المستمعين !
هل تم تدقيق مؤهلات كل المرشحين بشكل يجعل المرشح في مأمن من انتقادات المواطنين ! ويصمد بوجه رياح النقد العاتية !
إذا ما عرفنا إنَ انتخابات مجالس المحافظات تظم (150) كياناً سياسياً في عموم العراق والتي من المزمع إجراءها في 20 من نيسان _ ابريل المقبل .
وهل سيتم إجراء الانتخابات بنفس التاريخ أعلاه أم أن التقاطعات السياسية سوف تُلزمْ الجهات المعنية بتأجيل الانتخابات بعدَ ان أصبحت النار تصهر الحديد على خيام القوم ! ولا تميط الأذى عن الطريق الذي بات شائكاً
أم سينطلق هجوم الأصابع البنفسجية ليسجل انتصارهُ من جديد !
تساؤلات كثيرة تطرحها ذائقة المواطن العراقي بعد أن شاهدَ كثير من المخالفات في طريقة عرض الحملات الدعائية للمرشحين .
وهل وضعت المفوضية عقوبات للمرشح الذي يضع صورته الى جانب صورة شخصية دينية عامة او شخصية سياسية او عشائرية بارزة . أو يضع اعلان بالقرب من مركز انتخابي . وهل تَـَـعـَرَفَ المعنيون على الاشخاص الذين يقومون بتمزيق ملصقات المرشحين ولو ان هذا الامر يصعب تشخيصه من قبل اي جهةٍ كانت .
كل دول العالم التي مارست الديمقراطية قبلنا حصلت فيها مشاكل كثيرة أولها هجوم الاف المرشحين على الترشيح . وبعد ان ادرك الناس الذين يعيشون في تلك البلدان وبتقادم الزمن ان الترشيح لتمثيل الشعب يحتاج اعداد قليلة ليست بهذا العدد المهول فانحسرت أعدادهم شيءً فشيءً..
بريطانيا مثلا يمثل شعبها حزبان فقط وأمريكا أيضا فيها الجمهوريون والديمقراطيون. وكل بلاد الله التي عرفت الديمقراطية يمارسون حياتهم السياسية بكل هدوء . فمتى ما نرى ان هناك قانونا للاحزاب ينظم عمليات درج الكيانات السياسية ووضع الضوابط المهنية بعدها تنجلي فكرة التمثيل السياسي وتقل اعداد المرشحين الاف المرات من الرقم (8275) .
يقول ( سينيكا)( من يود الوصول الى الغاية المحدده ينبغي له ان يسلك سبيلا واحدا فلا يسلك سبلا متعدده ).
فالانسان العراقي سيصل الى سبيلٍ واحد . وهو حب العراق بشكل حقيقي . وحب ارضه وماءه وسماءه وقبل هذا وذاك حب العراقيين جميعا بجميع أطيافهم وهذه الروح التي على المرشحين ان يتحلوا بها ويكشفوا عن نواياهم بهمة عالية .
ولا نـُريد مرةً أخرى من أي مرشح أن يُخطئ بإملاءِ مـُلصقهِ ويكتب (محفظتي اولا ) ونحن نعلم انه يريد ان يقول محافظتي اولا.
يقول ( ثورو ) الهي العظيم أنا لا أسالك ثروة اللهم إلا أن لا أُخَيبَ نفسي