23 ديسمبر، 2024 5:37 م

جيش العشائر ميليشيا فتنة وخيانة وطنية يبرأ منها أهل السنة

جيش العشائر ميليشيا فتنة وخيانة وطنية يبرأ منها أهل السنة

أذا شغب شاغب عوتب فأن أبى قوتل | ألامام  علي
على قاعدة ” النتائج تتبع أخس المقدمات ” قتل ألابرياء من الجيش العراقي في الحويجة , ثم قتل المشاغبون الذين لم ينصاعوا للحق ولم يعترفوا بقتل أفراد السيطرة العسكرية ونهب أسلحتهم , والقتلى هم من أبناء الحويجة ؟
وأستمرت روح الشغب مدفوعة بتوجهات التكفير الوهابي المخالف لقيم السماء , وبتغطيات فضائية تحريضية تنفخ ببوق الفتنة التي أدت الى هتك حرمة الجيش العراقي وتعريض هيبة الدولة الى ألانكسار , حيث بدأ البعض بالتجرأ على أستعمال ألفاظ سوقية لايحسن غيرها ولا يعرف أداب المخاطبة , حتى ظهر لنا معمم يرتدي لباسا عسكريا أمعانا في التحدي الذي لايجعل منه بطلا بمقدار مايجعل منه ومن معه من الغوغاء الذين لايملكون بوصلة المشاريع ألاصلاحية , مثلما لايعرفون فن الثورة التي لم تعد لها من مبررات في الواقع العراقي الذي هجر لغة ألانقلابات والعنتريات التي لم تجلب لعراقنا سوى الخيبة والتراجع والضمور في هيبة الدولة , وضياع فرص حضورها السياسي وتقدمها ألاقتصادي .
أن محاولة البعض الدعوة لما يسمى ” جيش العشائر ” في المنطقة السنية هو أساءة خطيرة لولاء العشائر العربية السنية لوطنها العراق , ودعوة من هذا النوع تنطوي على الكثير من الدلالات التي تؤشر الى قرب تحقق مقترحات “جو بايدن ” لتقسيم العراق المنطلقة من مناخ المحور التوراتي
وهذه الدعوة البائسة والتي ولدت ميتة , جاءت لتحقق رهانات أصحاب سباق “الهجن ” وتربية ” الخيول ” الذين لم يحسنوا أستثمار عائدات النفط ألا في بورصة البنوك الغربية التي أصبحت أرصدتها تهتز ليعلن بعضها ألافلاس , ويعلن بعضها ألاخر طلب ألالتماس لتأجيل المطالبات بالسحوبات لاسيما من أصحاب الدشاديش والعباءات التي يتبخترون فيها بأماراتهم ويستبدلونها بالبدلات ألايطالية والعطور الفرنسية عندما يغادرون الى الدول الغربية ؟
أن مايسمى بجيش العشائر هو أنتكاسة تنظيمية , وعجرفة بدوية بدائية تستحضر الروح التسلطية التي تقسم المجتمع الى أقطاع سلطوي مالي يجد من وفرة السيولة الخارجية عبر خلية غسيل ألاموال في عمان التي أصبح بعض أيتام حقبة صدام حسين الذين كانوا أجراء كراية لآموال السحت الحرام من أموال الشعب العراقي , وبعد أن لفظ أنفاسه نزيل حفرة العار الهارب من فضيحة الشعار , أصبح ألاجراء ملاكا , والحواشي أسيادا فأنتفخوا كالطاووس الذي غره زهو ريشه ونسى قبح صوته ؟ والى أجراء يرميهم المتسلط متى شاء على قارعة الطريق كما حدث لمن عمل في الصحوات وهي تسمية خاطئة تستغفل شعور المواطنة بالذنب غائيين لتجعل عقدته ملازمة لنفسه في كيد ماكر صنعه بوش ألابن كما فعل أبوه “بوش ألاب ” الذي جند الصبي المارق “صدام حسين ” في حثالة ألاستخبارات ألامريكية التي تجيد فن أصطياد المغفلين الغوغائيين لتصنع منهم أرقاما فلكية تغري الرعاع والسذج بمظاهر زائفة وأحداث مفتعلة كما يجري اليوم من أحتقان معبأ بالفتنة فيما يسمى أحتجاجات المنطقة الغربية التي تبرأ منها عقلاء القوم .
وأذا كانت ألاشهر ألاربعة التي مضت على تظاهرات الفتنة قد أعطت تنبيها لبعض رؤساء العشائر الوطنيين في المنطقة السنية , فتحركوا لرفضها , وفضلوا ولائهم للدولة والوطن والشعب بكل أطيافه , وهو موقف يدل على أصالة ونقاء , ولكن هذه ألاصالة وذلك النقاء أمامه أختبار جديد , وتحد من نوع أخر , يتطلب من أصحاب ألارادة الوطنية في المنطقة الغربية من رؤساء عشائر وأئمة مساجد , وعلماء فتوى , ومثقفين رأي , وسياسي موقف , وحزبي تنظيم , أن يأخذوا على عاتقهم مواجهة هذه الدعوات بالرفض المبدئي , والحراك السلمي الذين ينصح ويوضح , ويعاتب ويطالب بالتخلي عن مثل هذه الدعوات الخارجة على القانون والمخالفة للدستور , والصادمة لشعور الجمهور لآنها نكران للوحدة الوطنية , وتشويه للروح العشائرية , وذبح لمصداقية العشيرة وأفراغ لمضايفها من المحبة والتألف , وأستبدال التعارف بالعداوة , والصديق بالمخالف ؟
ولآهلنا في المنطقة الغربية نقول : أن هذه الدعوات المشبوهة التي تريد تمزيق ألاجتماع العراقي , وأحلال المليشيات في مقابل الجيش النظامي أنما هي دعوات متقهقرة متخلفة عن طور المدنية والتحضر الذي يسعى الى جمع شمل الجيوش وتوحيدها في الدول المتقاربة في الموقف السياسي والنهج ألاقتصادي , بينما الدعوة الى جيش العشائر هي صناعة تناحر في مواجهة جيش الوطن الذي هو حصن ألامة , وجيش العشائر هو تفتيت لوحدة ألامة , وتمييع لهيبتها , وهذا النمط من التفكير وألانقسام سعت أسرائيل طوال تواجدها غير الشرعي في المنطقة الى أشغال الناس بهذا اللون من العمل الحامل لكل مقومات الفرقة والتناحر , ومن يسعى لمثل هذا العمل يدخل في باب الخيانة الذي لانتمناه لكل عراقي , بل لانتمناه لكل عربي ومسلم , ولا لكل أنسان على قاعدة ” حب لآخيك ماتحب لنفسك” .
أن ماسمعناه من فتاوى مساندة لمثل هذه الدعوات , هي فتاوى قد ضيعت بوصلة الحق , وتاهت في مسارب الفتنة , يرفضها النص القرأني الصريح ” ولاتكونوا كالذين تفرقوا وأختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ” .
ويرفضها قول رسول الله “ص” : لاترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ” .
ويكفي أن يكون على رأس تلك الفتاوى يوسف القرضاوي الذي تحتضنه أمارة الشر والقاعدة ألامريكية التي جعلت من أمراء تلك ألامارة أتباع لتوجهات المحور التوراتي فراحوا يستعملون مالهم لشراء الذمم من داخل التنظيمات ألاسلامية حتى يتمكنوا من تسخير المجموعات ألارهابية التكفيرية في الحاضنة ألامريكية وألاسرائيلية ولهذا قامت أسرائيل علنا بأستقبال جرحى المسلحين ألارهابيين الذين عاثوا فسادا في أمن وأمان الشعب السوري .
والقرضاوي الذي حرض على قتل رئيس رابطة علماء أهل الشام الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي عندما وصفه بأنه فقد عقله لآنه وقف مع شعبه ضد المجموعات المرتزقة من القتلة , ونسي القرضاوي أنه هو من فقد عقله عندما أهدى لآوباما مديحا لايؤجر عليه , وعندما شهر بحزب الله اللبناني الذي جعل الصهاينة يذوقون طعم الهزيمة لآول مرة وهذا مما لم تفعله جيوش أنظمة التبعية التي يعيش على موائدها القرضاوي حتى أصيبت فتاواه بعمى البصيرة , ومايقوله اليوم عن العراق وأيران سيبقى عارا للفتوى التي تتبرأ منها روح الشريعة ألاسلامية ؟
والذين يتباكون على بعض  القتلى الذين سقطوا في ” الحويجة ” وينسون قتلى أخرين بدأ بهم القتل غدرا , هؤلاء هم صناع الفتنة , وجنود أبليس الذين صدق عليهم ظنه , ثم يرفضهم ويتبرأ منهم بعد أن أركسهم في العار الذي يدخلهم النار ؟
وهؤلاء هم من  تسببوا فيمن أصبح يقول : نحن لامن هؤلاء ولا من هؤلاء , ويريدون لآنفسهم طائفة جديدة , ويطالبون أن يكون لهم وضعا قانونيا وهم من فرط صدمتهم نسوا أن الدستور العراقي يضمن حرية ألاعتقاد والرأي فلا حاجة لهم بتشريع جديد , ولكنهم مرة أخرى من فرط صدمتهم لما يحل بوطنهم وشعبهم ذهبوا بعيدا وهذا ما يلامون عليه فكريا حيث جردوا ألانسان من الفكرة السامية , وأرخصوا ثمنها ,وألانسان بدون ألافكار لاسيما الصالح منها لايساوي شيئا , وهذا مايعرفه الفلاسفة , وما سبق اليه الدين حيث كشف عن حقيقة التضحية من أجل ” الدم , العرض ,المال ” والذين يحلوا لهم النأي بأنفسهم عن خطأ التقاتل وهو أمر جيد وصحيح , ولكنهم عندما يغيبون الفكرة الصالحة السامية من حياة ألانسان يقعون بخطأ جديد سيقودهم الى مواجهة نفس الخطأ  الذي هربوا منه ولكن بلغة أخرى وبلون أخر ” تعددت ألاسباب والموت واحد ” .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]