23 ديسمبر، 2024 5:49 م

جيشُ مهزوم … وقائدُ منفوش

جيشُ مهزوم … وقائدُ منفوش

مسكين هذا الجيش فهو كالجمل ( البعير ) ينقل الذهب ويأكل العاكول ( نبات بري صحراوي )  كما قالوها سابقا ، الانتصارات تسجل للقائد العام والخسائر والهزائم والموت والدم يتحمله هذه الجيش الذي تشكل قبل أكثر من تسعين عاما ، لم يشعر هذا الجيش بالراحة مطلقا ، فالحروب والتعب يلاحقه من زمن إلى آخر ومن قائد إلى آخر ، فهذا الجيش دخل حروب لا عدد لها من إسرائيل إلى إيران إلى دول مشتركة عابرة المحيطات تجاوزت الـ ( 31) دولة في تسعينات القرن المنصرم إلى حرب مع أميركا وبريطانيا قبل عشر سنوات وها هم الأن يدخلون حربا مع الشعب مجبرين كما دخلوها مجبرون من قبل دون أن يكون لهم ذنب في هذه الحروب ( الداخلية ) سوى إنهم عناصر الجيش العراقي كما كان الحال في حرب الثمان سنوات وهذا لا يعني أن ابرى الكثير منهم بالخروقات ولكني اتفهم موقف العسكري حين يقع بين سندان الأوامر العسكرية ومطرقة اللعنات العشائرية والشعبية وهو لا يعرف كيف السبيل للخروج من الازمة مع الحفاظ على كرامته العسكرية ودماء أبناء شعبه ، انه موقف صعب لا يقدره القائد العام لان القائد العام لا يفهم إلا لغة النصر ليدعم موقفه سياسيا ورفع درجة الكبرياء ونشوة النصر إلى اقصى حد ، أما هذا المسكين سواء كان ضابطا بسيطا أو كبيرا أو جندي صغير لا يعرف كيف يتخلص من هذه الورطة التي وقع فيها دون ذنب ، فهو لا يريد القتال مع أبناء شعبه ولا حتى مع دول الجوار ولكن رغبات القائد اصبحت رغبات سماوية .
يبقى القائد منفوشا يصرح ويلوح بأنامله متأثرا دون أن يعلم بهتلر وموسوليني دون أن يعي إن زمن هتلر ذهب مع هتلر وأصبح هتلر صفحة مخزية في تاريخ الإنسانية ، ولكن هذا الشعور اللا إنساني بالانتصار يتجاوز حتى الشعور بالإنسانية وتعاليم الأديان السماوية والمصيبة أن كل القادة يتكلمون بالدين والإنسانية وهم أبعد ما يمكن عن ترجمة هذه الحالة على أرض الواقع والأجمل يمنحون منزلة الشهيد لجنودهم ولا نعرف من فعلا هو الشهيد فالجندي الإيراني حينها كان شهيدا والجندي العراقي كان شهيدا والجندي الإسرائيلي كان شهيدا .
المالكي منفوش وجيشه مهزوم في الرمادي والموصل وصلاح الدين وهو يصرح أمام شاشات التلفزة بوجود كم هائل من جميلات الإعلام اللواتي لو شاهدهم أحدنا لكانت الاوامر تنص على اقتحام العراق من الشمال إلى الجنوب وهذه هي صفة الرجال عندما ينتفشون فرحا وينتفخون غرورا .
يصرح المالكي ولا يعلم أن جيشه لا يخرج من الثكنات ليلا في المناطق اعلاه وليس هذا فحسب وإنما مقرات الجيش والشرطة الاتحادية أصبحت هدف ( وتربيع ثابت ) لقنابر الهاون وصواريخ الكاتيوشا واصبح وصول المجازين إلى وحداتهم أو العكس حلم يراود الضباط قبل الجنود وحمدا لله لديهم أجهزة نقال تنقل لأهلهم أخبارهم أولا بأول .
اتمنى أن يكون أي قائد عراقي يفكر بأرواح الجنود وأبناء شعبه فالحياة ما هي إلا سنوات بسيطة علينا أن نستغلها بعمل الخير لا بالدم وكم بقى من عمرك يا أبا إسراء وأنت وصلت لمنتصف الستين وأقتربت من السبعين . أرجع لرشدك وانهي مأساة الشعب والجيش يا هذا .
[email protected]