18 ديسمبر، 2024 11:20 م

الوطن كوجود مادي نفسي روحي إجتماعي إنساني , ما عاد له معنى  وأثر في سلوكيات الأجيال , الممهورة بالتبعية والفئوية والخنوع لأضاليل  وأباطيل بهتانية عارمة , فصار الدين عمامة ولحية والوطن جيب  يجب أن يُحشى بالأموال.

وكل جيب مثقوب , تتسرب منه النقود إلى حاويات لا تقنع ولا تشبع , وما أكثر المساكين وأقل المستحوذين على حقوق الآخرين بإسم الدين.

دول ثرية بحكومات رزية  لا ترحم حتى نفسها , وتنتشر في ربوعها رغائب أمارات السوء الشرسة .

إنها كالوحوش السابغة الصائلة على فرائسها بعدوانية وعماء رغبوي يأخذها إلى سوء المصير.

مجتمعات مبتلاة بالكراسي ذات الجيوب الجشعة والنفوس الشرهة , التي لا ترحم غيرها وتستحوذ على حقوق الناس أجمعين.

فلكل زمان ذئابه , وربك يرزق من يشاء ويعز من يشاء , ويأتي الملك لمن يشاء , إنه على كل شيئ قدير.

ورب الكراسي رب كبير عظيم لا يأتيه الباطل من تحنه ولا من خلفه , ويأمرهم بالجور وإغتصاب حقوق المواطنين , فهم غضب الله المسلط عليهم أجمعين.

قال لي: جيبي وطني!!

فاحترت في الجواب , وقال القلم: عليك أن تكتب ما يزعزع الألباب!!

إن الواقع المكلوم بالفساد , يدفع إلى تفاعلات ذات أنياب , فيصنع ما لا يخطر على بال بموجب نوازع البقاء والإندفاع بإتجاه المحال.

أحقا إنقلبت سفينة الأخلاق؟!!

والغارقون أصحاب الفضيلة والعائمون المتوَّجون بالرذيلة!!

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت …فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا”!!