23 ديسمبر، 2024 12:06 ص

يقولها الكثيرون من أبناء البلدان المنكوبة بأسباب القوة التي فيها , وتجدهم يتفاخرون عندما يجاهرون بها , ويعلنونها بصراحة أن الوطن في خبر كان وأخواتها , والجيب وطن , وأصحاب الجيوب الجشعة هم الفائزون.
وما أكثر الجيوب التي تحقق تعبأتها بأموال البلاد والعباد , بغير مسوّغ ولا سبب مشروع , وإنما أموال منهوبة توضع في جيوب مملوءة , ويتحول أصحابها لأعوان الشر والعدوان.
فهم “يلفطون” , وبألسنتهم يتهكمون , وما هم إلا يكذبون وينافقون , ففي قرارة أنفسهم أن جيوبهم أوطانهم ودينهم , وما أكثرهم وهم بين المساكين والمقهورين يسرحون ويمرحون , ويحسبون ما يأتيهم رزقا من ربهم الذي لا يعبدون!!
هذه من عجائب السلوك في بعض المجتمعات , المبتلاة بالفساد المؤدين , والمشرعن بفتاوى الشياطين , والموالين لأعداء البلاد والدين.
فكم منهم “يلحفون” و”يلهفون” , ويتظاهرون بغير ما فيهم , وقد خبروا أساليب النفاق والخداع والتضليل.
ومن أمثالهم الذين يتبجحون بعدم الرضى على ما يحصل في الوطن , وما يعانيه المواطن من العوز والمرارة , وهم بجشعهم وتخمتهم يختنقون , ولا يأبهون لأنين وشكاوى المظلومين المنكوبين بهم.
وعندما تقترب منهم وتدوس على العصب الحساس , أو على أنبوب إمدادهم بالمال الحرام , تكتشف جوهرهم , وتعرف معدنهم , فهم من أشد المدافعين عن الذي يمدهم بما لا يستحقون من المال المنهوب من الشعب , المتضور من الوجيع والحرمان من أبسط حقوق الإنسان.
وبموجب ذلك فاللعبة مستمرة , لأنها ذات مشجعين كبار , ومساندات متنامية وبقدرات لا محدودة , ما دام الوطن غنيمة , وعلى ضوء ذلك تم تشريع إقامة المؤسسات الريعية المؤدينة , لأنها ترى أن ما في الأرض ملك مشاع , ولكن لها لوحدها من دون أبناء الشعب.
لعنة ما بعدها لعنة على المتاجرين بالدين , والذين أصبحوا أثرياء الدنيا , ومن حولهم الناس في قهر ووجيع فظيع.
فأين الرحمن الرحيم؟!!