23 ديسمبر، 2024 1:15 م

جويس باندا تتحدى المسؤولين العراقيين

جويس باندا تتحدى المسؤولين العراقيين

للذين لايعرفون السيدة الفاضلة جويس باندا ،هي سياسية افريقية تسنمت منصب رئاسة الجمهورية في دولة ملاوي الواقعة جنوب شرق القارة الافريقية بعد وفاة الرئيس بينجووان موثاريكا .
اول اجراء قامت به  هذه السيدة  : تنازلها عن الراتب المخصص لهذا المنصب بنسبة 30% , وتبعها الوزراء والمسؤولون والقادة بهذا التقليد متنازلين طوعا عن مثل هذه النسبة من رواتبهم.
 ثم عمدت الى بيع نصف سيارات المرسيدس التي تستخدها الحكومة ، كما باعت الطائرة  الرئاسية  التي كانت مخصصة لسفر وتنقلات  الرئيس السابق لتستثمر المردود المالي في مشروع وطني يوفر لقمة العيش الكريم لشعبها الذي يعاني الفقر كون جمهورية ملاوي من الدول الافريقية التي تعتمد على حقول الزراعة فقط ولا تمتلك الثروات المعدنية ولا الانتاج الصناعي .
مع ان الرئيس والمسؤولين في ملاوي لايتمتعون بامتيازات ومخصصات استثنائية ،ولايملكون عقارات واسعة ولا ثروات طائلة ولا  شركات ومصارف واساطيل نقل واسهم في شركات عالمية مثل بعض برلمانيينا ومسؤولينا ، كما ان رواتبهم ليست خرافية ولا تصل الى مبالغ  اجور مكالمات وانترنيت مسؤولينا حتى !.
مع ذلك تنازلوا طواعية من دون تظاهرات تندد بجشعهم , وتفضح  فسادهم وتنصلهم عن وعودهم وحنثهم بايمانهم .
للعلم والاطلاع : ان مسؤولينا من برلمانيين، ومسؤولي الرئاسات الثلاث والوزراء ومن بدرجتهم يتقاضون بدل سكن وايجار يقدر ب ( 4 اربعة ملايين دينار )  مع ان معظمهم يسكنون المنطقة الخضراء مجانا!.
ويحق لهم استلام سلفة بناء من المصرف مقدارها ( 100 مائة مليون دينار ) تسدد بالتقسيط المريح .فضلا عن الرواتب المليونية، ومخصصات الحماية والسفر والايفاد والخطورة والعلاج والاتصالات والقرطاسية والصحف .. وما لاعين رأت ولا أذن سمعت من مردودات الصفقات والعقود !!.
لم تكن السيدة جويس باندا الرئيس الوحيد الذي آثر على نفسه وقدم المصلحة الوطنية وهموم الجماهير واضعا اياها فوق كل اعتبار، ولم يكن وزراؤها  فقط . فمعظم الرؤساء والمسؤولين في العالم  فعلو ومازالوا يفعلون ذلك  انطلاقا من شعور وطني ونكران للذات وحسب مقتضيا ت  الاوضاع العامة في بلدانهم والظروف التي تحتم تخليهم عن ابسط حقوقهم احيانا مع انهماكهم في خدمة شعوبهم واوطانهم .
.لقد فعلها كثيرون في العالم ومنهم  : احمدي نجاد الذي باع سيارته الشخصية بالمزاع العلني واستثمر المبلغ في مشروع رعاية الارامل والايتام ، والرئيس الارجنتيني كرستينا فرنانديز ديكيرشنر..وغيرهم
ولم يفعلها في العراق سوى عبد الكريم  قاسم .. ولن يجرؤ على فعلها طواعية .. غيره !.