جوهر الكلام: ممّا لا خلاف عليه!

جوهر الكلام: ممّا لا خلاف عليه!

هنالك جملة من القضايا والآراء والمآلات التي لا خلاف عليها بين غالبية العقلاء والحكماء بغض النظر عن دينهم وأصولهم وأفكارهم وأماكنهم ومستوى معيشتهم، وغالبيتها ثوابت، أو مسلمات، ثَبُتَت بالتجارب الإنسانية، والكتب السماوية، والأفكار البشرية!
وممّا لا خلاف عليه أن الناس يولدون بأقدار لا يد لهم فيها، فهذا يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، وذاك يولد في أتعس الظروف، وهكذا تختلف أحوال مليارات البشر!
وممّا لا خلاف عليه أنّ الناس يتشابهون في احتياجاتهم الضرورية، وإن اختلفت تلك الاحتياجات بحسب أوضاعهم المالية!
وأنّ السياسة الحكيمة تبني الإنسان والدولة، والسياسة الطائشة تسحق الإنسان والدولة!
وأنّ الشمعة الصغيرة يمكن أن تضيء الطريق، وهي في ذات الوقت يمكن أن تحرق الأخضر واليابس!
وأنّ النجاح حليف المثابر العامل، والفشل لصيق الكسول النائم!
وأنّ العدل أساس الملك، وإن اختفى العدل من الأرض لم يَعُد للحياة أي قيمة!
وأنّ الغرور يقتل صاحبه، والتواضع سُلّم النجاح والفلاح!
وأنّ الخبرة تأتي بالعمل والمحاولات المتكرّرة!
وأنّ رغيف الخبز جزء من حياة الإنسان، وقيمة الخبز في عين الفقراء تختلف عن قيمته في أعين الأغنياء والمترفين!
وأنّ الماء سرّ الحياة فينبغي الحفاظ عليه من الهدر والتخريب!
وأنّ الصّحّة نعمة غائبة لا يعرف قيمتها وقدرها إلا من فقدها!
وأنّ الصداقة الصافية نادرة، وهي جزء من مسيرة الإنسان في الحياة!
وأن المحبّة النقية البعيدة عن المصالح أكبر مكسب للإنسان، لأنها قائمة على الحبّ الزلال البعيد عن المكاسب!
وأنّ العاقل هو الذي يدبّر أمواله بالحكمة فلا يشتري إلا الضروريات ويتجنب الكماليات!
وأن الكلمة الطّيّبة الصافية النقية تعمل العجائب، وتزرع الخير، والحبّ والجمال بالقلوب والنفوس والأجساد، على خلاف الكلمة الخبيثة والعكرة والماجنة فإنّها تنبت الشّرّ والكراهية والقبح بالقلوب والنفوس والأجساد!
وأنّ الكلمة الرقيقة أفضل صدقة تُقدّم للفقير المحتاج!
وأنّ السياحة في الأرض، ولو في الحدائق العامة، راحة للنفس والقلب والجسد!
وأنّ الطعام الصّحّيّ الطبيعيّ البعيد عن الشراهة والطمع يبني النفوس والأجساد معا!
وأن النساء قيمة عالية في المجتمع، “ما أكرّمهنّ إلا كريم وما أهانهنّ إلا لئيم”!
وأن الأطفال، إن حَسُنت تربيتهم، نعمة، ومن واجب الحكومات الصافية، مع الأسرة، تربية الأطفال التربية الصالحة السليمة!
وأن السعادة البيتية والمجتمعية قائمة على الود والاحترام والتعاون والتغاضي عن الهفوات البسيطة!
وأن الإنسان الحكيم هو الذي يُرتّب كلامه في المجالس قبل أن يُسْمح له بالكلام!
والعاقل من عَرَف قدر نفسه، ولم يغمط مكانة العلماء والفضلاء وعلية القوم!
وأنّ الخير، كل الخير، والسعادة الكبرى تتمثّل في عدم حمل هَمّ ما لم يقع!
وأنّ مَن عاش بعدّة وجوه مات بلا وجه، وليس محسوبا على أحد، إلا مَن أراد الإصلاح والتقريب بين الفرقاء الأنقياء!
وأن الغضب باب لكلّ شرّ، وعلى العاقل أن يضبط أعصابه قدر الإمكان!
وأنّ التّكبُّر على مَن تكبّر عليك صفة الرجال، والتواضع للناس صفة الأنقياء الأصلاء!
وأنّ الكذب لا يليق بالرجال إلا في الحروب ومع الأعداء!
وأنّ الخير، كلّ الخير، في قلّة الكلام وكثرة الصمت!
والسلام على الناس هو بوابة الولوج إلى القلوب والنفوس!
وأنّ النوم نعمة لا تقدّر بثمن، وأنّ نصف حياة غالبيّة الناس تُسحق بالنوم!
ولا يعرف قيمة “نعمة النوم” إلا المرضى الذين يتألّمون ويتقلّبون على فراش العافية!
والناس أموات حين نومهم، وأنّ غالبيّتهم راكضون وراء ملذّات الدنيا الفانية!
وأنّ حياة الإنسان، مهما طالت، فمصيرها النهاية بالموت المحقّق، وأنّ الموت واحد، وإن تعدّدت أسبابه!
dr_jasemj67@

أحدث المقالات

أحدث المقالات