8 سبتمبر، 2024 3:13 ص
Search
Close this search box.

جوهر الكلام: ردود متنوعة على مقال

جوهر الكلام: ردود متنوعة على مقال

منذ أن مُهْد ليّ الطريق لكتابة المقالات في الصحف العراقية والأردنية منذ ما يقرب من 20 عاما، وأنا أحاول أن أكتب بروح الثكلى، وليس بلسان النائحة، لأن النائحة ليست كالثكلى كما يقال.
وقد كتبت مئات المقالات السياسية والاجتماعية والإنسانية، وبين حين وآخر تنهال عليّ التعليقات المؤيدة، وربما المعارضة والمستغربة لفكرة المقال، وهذه، حتما، علامات تفاعل مع الفكرة، وهذا هو المهم.
الأفكار التي يطرحها الكاتب ليس بالضرورة أن تكون محطّ اتّفاق وتأييد الجميع، والكاتب الذي يكتب ما يُريده عامة الناس، ولا تبرز بكتاباته بصمته وأسلوبه الخاصّ لا يمكن عدّه من الكتاب، بل هو مجرّد آلة بشرية فارغة من الأحاسيس تُسود أوراق الصحف والمجلات بكلمات سقيمة، ولا قيمة لها.
ومقالي الأخير قبل خمسة أيام: (اتّهامات باطلة وجاهزة) في جريدة الشرق القطرية الغرّاء فيه غَصّة، وألم وحسرة.
وقد كتبته بسبب أن ظلم تقييمات بعض المأجورين قد بلغت درجات خطيرة، ولكونها قائمة على مجرّد نقل طروحات أُناس لهم قيمتهم في زمانهم ومجتمعاتهم وعموم الفكر الإنساني، سواء اتفقنا معهم أم اختلفا!
وقد وصلتني العديد من التعليقات والتساؤلات المتعلقة بفكرة المقال، وبعيدا عن الإطالة أحاول هنا نقل أهم تلك التفاعلات:
أغلب التعليقات تطرّقت لأسباب كتابة المقال، ومشكلته!
وعلّق صديق كريم بقوله تعالى: “خذ العفو وأمر بالعُرْف وأعرضْ عن الجاهلين، [الأَعۡرَاف: 199]”.
وأشار أحد العلماء الفضلاء: يبدو أن أحداً قد آلمَك!
وذكر صديق: أحسنتم الوصف… أقوال وحكم أكثر من رائعة وأعجبتني: عدو حكيم أفضل من صديق جاهل… فعلا الجهل أعدا أعداء الإنسان، فالجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به!
وبيّن عالم من كركوك: فعلا الحكيم تكفيه الإشارة إن كان يبصر أو يسمع!
وعَلّق صديق مناضل: “واضح الغرض هو حماية قلمك من أن يُتّهم.. ولكن مهما سقت من لطائف الحكم لا أظنّك تَسْلَم، وقد أفتاك إمام المسلمين أحمد: كيف السبيل الى السلامة من الناس؟ قال تعطيهم ولا تأخذ منهم، ويؤذونك ولا تؤذهم، وتقضي مصالحهم ولا تكلّفهم بقضاء مصالحك، قالوا إنها صعبة يا إمام! قال وليْتك تَسلم!
وقال مهندس ذكي: موضوع مهم جدا في ظل اختلال المنظومة الأخلاقية والقيمية!
وقال صديق آخر: مقال ثري بالحكم، والتراث الأدبي والأخلاقي، وتزكية النفس الإنسانية، وتوعية العقل البشرية إلى ماهيته، فاذا وصل إلى قراره جازت مخاطبته والنهل من علومه.. ومن حكم سيدنا علي رضي الله عنه”: “المرء مخبوء تحت لسانه تكلموا تعرفوا، فلغة الكلام دليل على رجاحة العقل وقبح الكلام دليل الجهل”.
وأخيرا قول صديقي المُقرّب: “صح لسانك، ولكن قلّ المتعظون”!
والتعليق المميز لصحفي عربي كبير: “مقالة جميلة تستظهر معاناة عميقة وعنيفة، رشق الناس ولي أعناقهم وأيديهم ونواياهم وأفكارهم مسألة عبثية يقوم بها غالبا عبثيون متعيشون على العبثية”.
وأخيرا كتب لي قائد سياسي عراقي: مَنْ هذا الذي أزعجك يا أبا محمد …فكتبت عنه تلميحاً لا تصريحاً!
وأجمل التعليقات وصلني من ابنتي التي قالت: طريقتك بالكتابة متغيرة هنا، كأنني أقرأ مقالا لشخص آخر وليس لأبي!
وهكذا بقية التعليقات تدور حول ذات الغرض، ويمكن القول بأن سبب المقال عامّ، حيث يُتّهم الناس بسبب النقولات البريئة، وحاولت، جاهدا، تصحيح مسار اتّهامات الناس، وبيان الفرق بين النقولات وبين الإيمان بهذه النقولات!
وهكذا هي الحياة صراع بين العلم والجهل، والوفاء والخيانة، والسعادة والتعاسة، والقوة والضعف، والأمن والخوف، والإيمان والكفر، والأنقياء والخبثاء!
وليْتنا نَسْلَم!
dr_jasemj67

أحدث المقالات