18 ديسمبر، 2024 6:46 م

منذ الأزل والصراع قائم على الموارد المتنوعة المحكومة بزمانها.

فكان الماء والزرع وإستعباد البشر وسبي النساء وأخذهن كجواري , لكي يصبحن معامل لإنتاج البشر , فالثروة البشرية كانت عاملا مهما في القوة والإقتدار , والقبائل والشعوب تتفاخر بكثرتها.

وعلى مر العصور تبدلت الموارد فصارت ملحا قبل عصر الثلاجات , وتوابلا , وغيرها الكثير , حتى وصلنا للقرن العشرين فأصبح النفط فيه من أهم مصادر الطاقة.

وفي القرن الحادي والعشرين , بلغ التطور التقني ذروته , وغدت  بعض عناصر الجدول الدوري لمندليف سببا للصراع.

فالدول المتأخرة لا تعرف لماذا تتصارع الدول المتقدمة  , وهي تتنافس على عناصر نادرة لها أهميتها في صناعاتها وتقنياتها , التي تريد الهيمنة بها على الآخرين.

وتجدنا أمام ثورة الذكاء الإصطناعي التي ستغير لعبة الموارد , وستجعل البشر عبئا , فلا حاجة للبلايين منه , بل ربما لبضعة ملايين تعيش برفاهية وسعادة وكفى!!

إنها محنة كونية وجودية , لها تداعياتها الخطيرة , وتفاعلاتها المريرة , وقد كشرت عن أنيابها أسلحة الدمار الفائق بأنواعها  , القادرة على تحويل الدنيا إلى عصف مأكول.

وتبقى بعض دولنا في قيعان الوجيع , غاطسة في حفر الويلات الغابرات , ومنكوبة بذاتها وبموضوعها  , وترتل خطابات الأجداث , وكأن الزمان في وعيها الجمعي توقف في لحظة من الدهر والأرض لا تدور , وهي مركز الكون , ومَن يقول بغير ذلك فهو الخطر.

وهذا نوع من الصراع العبثي السلوكي الإنتحاري , الذي يوظفه المتنافسون على الموارد , والقابضون على فوهات آبار النفط , ومواطن العناصر النوادر!!

فهل لنا أن نستفيق ونرى بعيون عصرنا؟!!

د-صادق السامرائي