23 ديسمبر، 2024 8:51 ص

جون واين, والمهندس وسليماني ..وتوفيق الدقن

جون واين, والمهندس وسليماني ..وتوفيق الدقن

كثرت “الحيَل” من تلك الّتي تعود “للستّينات” مثلما نشبّه ساخرين “تنفضّ عجاجها على وجوهنا” , لكثرة ما شبعت ترابًا.. ومن تلك الحيل إطلاق تسميات في غير مسمّياتها, كأن تكون اليوم “سنّيّة” في مواقع “شيعيّة” على أساس عندما يهاجم أصحاب الأسماء المستعارة داعش أو من لا يعجبهم من قادة “السنّة” عندها يكون الهجوم يؤدّي أغراضه ,مثل فلان “سجّاد الفلّوجي” أو علي الفهداوي أو كرّار الحديثي ,ليس اعتراضي على هذا النوع من الأسماء لكن على مقاصدها, يعني ليس “لؤي الفلاني” أو سرمد العلّاني مثل تسميات الّذين يطبّرون أو يزنجلون أو يلطمون كـ ليث أو دريد! أو أو.. أو من اللائي يلطمن “مع الاعتذار لنون النسوة” مثل الملّاية تمارا أو اللطامة ريّا أو الرادودة موناليزا.. “لَيَخُوْيْ بلكن توصّيلنه ـ المهندس ـ نفر عوازة نصر!” بهذه الجملة كان عليّ أن أعقّب على أحد المواضيع المنشورة بهذا اللون ,ومثل ما يقول  عادل امام في مسرحيّته “والنبي حطلّلي شويّة في العضل” .. ليعلم كلّ هؤلاء من ينزع عراقيّته لن يحقّق لوطنه النصر, لا سليماني ولا المهندس ,فللعراقيين مهندس (حديد)! ..العراقيين هم وحدهم من يحقّق النصر ويطرد الأعداء ,وتجربتهم مع الأميركيين معروفة وقريبة ,فقط عليهم يتكاتفوا كما تكاتفوا ضدّ المحتل 2003 ودحروه, فقط هم بحاجة لقيادة عراقيّة بوطنيّة صميمة طائفتها عندها وفردة بابوچ عتيق وأجرب أمام الوطن ,وهم وحدهم سيقررون النصر وسيحصلون عليه إن عاجلًا أم آجلًا “أشوريّون أكديّون سنة شيعة كورد” طالما الشأن شأن عراقي بحت لا أهواء وانحرافات طائفيّة فيه ,ومن ينتخي بغير العراقيين عقوبته الإعدام شرعًا ووفق جميع دساتير الأرض وكلّ من يروّج أو يؤيّد أو يُحرّض ..العراقيين وحدهم من يقع على عاتقهم طرد الغرباء, حتّى وإن كان “بينهم” انتماء مشترك, فالّذي يحصل من أطراف بعينها على صفحات الفيس بوك استجداء معيب لا يستحقّ مروّجه العراقيّة ,فهناك شعوب حرّرت نفسها بنفسها ملحدة منها لا تؤمن كما نؤمن ونصلّي ولدينا رموز مقدّسة نزورها سنويًّا وموسميًا ,نتّخذهم قدوة في الدفاع وعن الحقّ ,أهداف الزيارات هي هذه وليس فقط مسامرات وطعام ولطم ,ومثل ما يقول مثلنا الجنوبي الّذي رفعه ثوّار العشرين: “إلمن تريد الحيل يابو سكينة” ..
لن ينفعنا استنجاد لا بالحمّصاني ولا بالبهبهاني فأولئك لهم مشروعهم ولنا مشروعنا ,أمّا هذا الّذي يحصل من إسفاف فهو خارج الوطنيّة ,فلو كانت عندنا دولة حقيقيّة ولو بحجم مؤسّسات دولة حقيرة الحجم كالكويت عاقبت مواطن لديها لمجرّد تحريض على صفحته بالسجن عشر سنوات ؛لما تجرّأ من ينشر صور رموز لدولة جارة مسح بها عراقيّته! نعم ,استغلّوا الفراغ والصراع الداخليين في مؤسّسات يُطلق عليها دولة عجّت بها مواقعنا الالكترونيّة دون حسيب ولا رقيب مع غياب الضمير يدعوهم لتحرير الوطن! في حين لا يعدون جميعهم أكثر من “ضراط الماينفّه” مثلما نقول بالمثل الشعبي ..من خلال متابعتي لما يحصل على الفيس بوك من كيل لسيول من المديح  لمسمّيات خارجيّة لا استبعد ضمائرهم متأخّرة ,أجراء عند المالكي ,أو ضمن “التوجيه السياسي” للحشد الشعبي يمجّدون بفلان وبفلان وكأنّ العراقيين قبائل متنقّلة بلا عمق حضاري وبلا ومفاهيم راقية في الدفاع عن الوطن وكأنّ العراق لا طاقة له إلّا بهؤلاء ,ولا كأنّ العراقيّين سبق وانتصروا على الجيوش الجرّارة لهؤلاء وكأنّ البطولة اقتصرت على جون واين لا على “عنترة” .. يعني كأنّنا لا زلنا بمرحلة الصبيانيّة نعيش البطولة بالطريقة الزائفة تصوير في تصوير “صوّرني وآني ما أدري” فما فرق صورة بطل أفلام الكاوبوي الأمس عن صور سليماني اليوم؟ كلاهما خلف صورته المطبوعة “علج” نمضغه ونحتفظ بالصورة للعب الورق بطريقتنا كصبية ..كلّما تقع عيني على مثل هذه الدعوات المخزية تعود بي الذاكرة للوراء إلى الأفلام الّتي كانت تعرض في سينمات أيّام زمان عندما كان العراقيّون تلتهب نفوسهم بالوطنيّة إلى عصر ازدهار أفلام الكاوبوي ,حين تقع “البطلة” ,”صديقة البطل” بيد ثلّة من المجرمون من شاكلة أداء الرائع توفيق الدقن, وعادة ما تكون “ريتا هيوارت” رحمها الله وأدخلها الجنّة؛ و”رأسًا” إلّا وخبر محنة بطلتنا تطرق مسامع صديقها بطل الفلم وفي أغلب الأفلام البطل يكون جون واين  ,يطلق لجواده العنان يسابق الريح, لحظتها تلتهب أكفّنا بالتصفيق وتعبث أصابع ألأيدي بالأفواه صفيرًا ويعلو الصياح “إجه الولد إجه الولد إجه الولد”! كثير منّا لا زالت ذكرياته تعجّ بذاك المرح ..واأسفاه ..من يتابع ما يجري على صفحات الفيس بوك لا يملك غير التأوّه وانتظار أمل ,ولا يملك إلّا أن يقول: يا أمة ضحكت من جهلها ومن تفاهة ما يتخاصمون عليه الأمم..