23 ديسمبر، 2024 4:13 م

جولة إبن بطوطة في زمن الدواعش!

جولة إبن بطوطة في زمن الدواعش!

لا يتذمر أبداً من مسيرة رحلته في زمن الحرب والعنف والطائفية، لأنه يرغب بإلحاح عجيب معرفة حدود بلاد النهرين، ويتحدث عن التعايش السلمي منذ القدم، بين أبناء الشعب العراقي، ويستفسر مستغرباً: ماذا حدث لأرض الرافدين؟ ومن هم هؤلاء الخوارج القتلة، الذين مزقوا نسيج الأمة الواحدة، فعم يتساءلون؟ عن النبأ العظيم!.
يسير إبن بطوطة مندهشاً، بين مدن تنزف دماً، وتذرف دموعاً، وتحمل وجعاً، على مجازر أرتكبها اللذين يقال إنهم مدافعون عن الإسلام.
 إذن من يعيش على أرض العراق، من شماله الى جنوبه، ومن شرقه حتى غربه؟، هل هم الروم أم القبط؟، أم أناس جاءوا من جزر الواق واق!، والعجيب أنهم فرحون جداً بسقوط الطاغية، لكن الأعجب هذا الدمار!.
الأمان يريد التصالح مع الزمن الجديد، لكنه يرفض قطعاً هذه العلاقة، بوجود إبن بطوطة المؤرخ والرحالة العربي الذي، يدون كل ما يشاهده بدقة، فكيف نسمح بكتابة تأريخ مليء بالإسلام المزيف، على أرض الأنبياء والأئمة والأولياء، وأن مخاطر الشيعة ستزداد كلما قاتل رجال الحشد الشعبي في المناطق الغربية، وكذلك تزاد معانات اهل الغربية، لأنهم لا يدخلون الى بغداد إلا نازحين، أفبهذا الحديث تقتنعون؟.
سيسجل التاريخ كل المفارقات في مدونات إبن بطوطة، دون النظر الى أي طائفة ينتمون، والفاشلون والقابعون في أحضان التآمر والخيانة، فشلوا وبإمتياز في التأثير على مدونات إبن بطوطة، حيث شاهد بأم عينه القضايا الرخيصة، التي يعتاش عليها هؤلاء الفاسدون، وأن لحظات موتهم قادمة لا محالة، ولا أمل لهم إلا بالإعتراف بعدم القدرة، للعب على الوتر الطائفي والمذهبي والقومي، لان العراقيين أذكى من ذلك بكثير!.
يريدون من إبن بطوطة تدوين الأمر بغية التشهير بالمدافعين عن الأرض والعرض، بدعوى السرقة والحرق، في حين أنهم لا يريدونه أن يصف مشاهد الإنتصار والوحدة والتلاحم، لأبناء المناطق المحررة مع رجال الحشد الوطني الشيعي الشعبي ورجال العشائر الشرفاء.
إختتم إبن بطوطة رحلته، مسطراً أروع العبارات عن بلاد الصمود، ضد قوى التكفير وأظهر حبه للعراق دون رياء، فقام بزيارة الى أرض الكاظمية المقدسة، ومن ثم ذهابه الى الأعظمية فجلس في  أبي حنيفة النعمان فشد الرحيل الى أرض الحسين (عليهما السلام)، وودع رجال المرجعية قائلاً: يا أهل الغربية ليس هناك أية مخاطر للشيعة أو السنة، وإطمئنوا لأن العراق بلد جميل يجمع بين أطيافه السنة والشيعة، والأكراد والصابئة والشبك والإيزيدين، فطوبى لكم هذا النسيج الرائع!.