16 سبتمبر 2025 11:27 ص

مازالت العديد من الفئات الفقيرة والهشة في البلاد  تعاني الفقر والعوز على الرغم من وجود الموازنات الانفجارية ، وصعود أسعار النفط عالميا، ولكنها محرومة من أبسط متطلبات الحياة خاصة التي تخص السكن والعيش الرغيد والتعليم. تنتظر كل اربعة سنوات الانتخابات والوعود الوردية التي تطلق من المرشحين ولكن تتبخر تلك الوعود والبرامج الانتخابية سريعا حين تنتهي فترة الانتخابات وصعود المرشحين .  لا تنفذ تلك التصريحات الرنانة و(ينكسر جاكوج) رئيس البرلمان وينشل العمل النيابي وتنعدم المراقبة والمتابعة. وتبقى القوانين التي تخص الشعب مركونة وتؤجل باستمرار، بينما القوانين التي تخص طبقة الساسة وحاشيتهم تشرع بسرعة البرق .  متى تسير البلاد بالشكل الصحيح ويكون توزيع عادل للثروات ودعم  واسناد الفقراء خصوصا الذين لديهم رعاية اجتماعية والذين ينتظرون الشمول الجديد وهم حشود كبيرة وغفيرة ،  وزاد من ذلك وجود شرائح جرفها الفقر والبطالة وغلاء المعيشة وأصبحت تعيش تحت خط الفقر والعراق يعد اغنى بلد في العالم ولكن شعبه فقير ومحتاج لشتى الخدمات. يقول الإمام علي (عليه السلام): “والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلباب شعيرة ما فعلت”. وهذا القول يعني أن الإمام علي (عليه السلام) لن يعصي الله عز وجل مقابل امتلاك العالم كله أو أي شيء آخر، حتى لو كان ذلك يتضمن ظلم أضعف المخلوقات كالنملة وسلب قشرة شعيرة منها. تبقى مسألة الفقر وتردي الواقع الاجتماعي من المسكوت عنه في البلاد هو الفقر والحرمان ، باعتراف واقرار من  منظمات  الأمم المتحدة المعنية بالفقر المدقع وحقوق الإنسان  ومنهم من يتحدث عن   مشاهدات “صادمة” تحدث خلال زيارات للمدن العشوائية ومشاهدة الاطفال وهم يحرمون من الغذاء الجيد والتربية والتعليم وغيرهن .  وفي غياب المعلومة من مصادر رسمية بوزارة التخطيط والعمل والشؤون الاجتماعية والعدل  -أو تغييبها- يمكن استقراء تفشي ظاهرة الفقر من التقارير غير الرسمية ، وعلى الرغم من توجهات الحكومة لدعم تلك الشرائح في الفترة الأخيرة ولكن هذا التوجه لا يكفي ويحتاج الى حلول سريعة وعاجلة وتوفير السكن والتعليم والغذاء اولا  وبعض الإجراءات الحكومية، ولا تتوفر أرقام رسمية دقيقة عن نسبة الفقر والبطالة في العراق ، ولا تشير بيانات المؤسسات الدولية إلى هذا الموضوع لاعتبار التكتم الشديد من قبل الدوائر الرسمية  ، لكن التقديرات والشواهد تشير إلى تفشي مشكلة الفقر والبطالة والتفاوت الطبقي والمناطقي في أرض الذهب الأسود والخيرات الكثيرة  والكبيرة وبرزت مشاكل كبيرة منها السرقات والانتحار والنصب والاحتيال وزيادة كبيرة تعج بها المحاكم العراقية وهي الطلاق والتفكك الاسري جراء تلك الاحداث  . نتمنى من الساسة خاصة صناع القرار في البلاد التفاتة انسانية عاجلة الى تلك الشرائح ودعم برامج الشباب وتوفير فرص العمل الحقيقية لا الوهمية والبطالة المقنعة  ،  بعيدا عن الروتين والوعود الكاذبة والتسويف المستمر. حتى يغادر الفقراء والمحرومين هذا الجوع وتلك الجموع ؟!    [email protected]                     

أحدث المقالات

أحدث المقالات