18 ديسمبر، 2024 9:16 م

جودة التعليم….. اساس كل تقدم وازدهار

جودة التعليم….. اساس كل تقدم وازدهار

منذ بدا الخليقة كان التعليم له سبق الريادة في اهتمام الامم والشعوب وحتى الرسالات السماوية تبدا بكلمة ((اقرأ)) ولدى الانسان محاولات لتحسين التعلم والقراءة منذ القدم لانها الاساس في ابراز الهوية الحضارية للامة وخلق ابداعات تنموية تساعد على ازدهار المجتمع . كما بدات في نهاية القرن الماضي تداعيات لتحسين جودة التعليم الى الحد الذي جعل بعض المفكرين يطلقون على هذا العصر (عصر الجودة) فمثلا كوريا الجنوبية كانت قبل 50 عاما من افقر دول العالم وتسلسلها ال50 في التعليم وان كوريا الجنوبية لاتمتلك موارد طبيعية ولكنها تمتلك موارد بشرية ولكن تقدمت كوريا واخذت مراتب متقدمة بين الدول في كافة المجالات والان هي خامس أقتصاد عالمي بفضل (جودة التعليم) جاء ذلك في محاضرة القاها رئيس كوريا الجنوبية في جامعة السلطان قابوس في عمان بهذا الخصوص . اما في امريكا عام 1959عندما ذاع في الاعلام خبر صعود الروس في الاتحاد السوفيتي الى سطح القمر فحينها جن جنون الامريكان وبدات الاجتماعات والمؤتمرات ودعوا المتخصصين والباحثين بتقديم الدراسات والتوصيات لمعرفة السبيل لذلك وكان الرأي بان يتم تغيير المناهج اعتبارا من رياض الاطفال الى التعليم الجامعي لتحسين جودة التعليم وكان من نتيجتة بعد سنتان وبالتحديد في عام 1961 مشى الامريكان على سطح القمر فضلا عن الصعود اليه من هذه وتلك نستطيع القول بان جودة التعليم اساس كل تقدم وازدهار .
اما في العراق فان الدولة منذ ستينات القرن الماضي اولت الاهمية والرعاية الى التعليم ولتحسين جودته بدات في حينها بارسال البعثات الدراسية وبعدها في 1976 سنت قانون الخدمة الجامعية وفي 1982 سنت قانون خاص بالدراسات العليا ثم تعديلاته لسنة 1992 اما الدولة الحديثة بعد 2003 فاولت اهتماما خاصا ورعاية لذلك اذ اصدرت قانون الخدمة الجامعية رقم (23) لسنة 2008 ثم اجرت التعديل الاول والثاني عليه في 2012 وشملت جميع المنتسبين في التعليم العالي في قانون التفرغ الجامعي ثم صدر قانون رئاسة الوزراء لتطوير التعليم العالي في العراق فتم منذ 2010 ارسال البعثات الى دول اوروبا والعالم بواقع 10000بعثة لجميع الوزارات وبتكلفة 350 مليون دولار سنويا فضلا عن بعثات وزارة التعليم العالي البالغة 1000 بعثة كما انها اي الدولة اشركت القطاع الخاص في العملية التعليمية فرخصت افتتاح الجامعات الاهلية لتنافس القطاع الحكومي ومع كل هذا وذاك عندما ظهرت نتائج مؤتمر دافوس لسنة 2015 صنفت العراق في المراتب الاخيرة من حيث جودة التعليم وعندما حدثت الهجرة الجماعية الى اوروبا في اواسط 2016 تعالت الصيحات هناك بان القادمون الجدد لا يمتلكون ابسط مؤهلات التعليم في الوقت الذي اعلنت فيه اليونسكو عام 1977 بان العراق افضل منظومة تعليم في الشرق الاوسط عندما كانت القاهرة تؤلف ولبنان تطبع وبغداد تقرأ من كل ما تقدم كان من الضروري ان تكون هناك وقفة ومشاركة للعلماء والنخب المثقفة في العراق لوضع ضوابط واليات جديدة لاختيار قيادات العملية التعليمية لتقديم الرؤى والحلول ووضع دراسات تحليلية وتشخيصية لتحسين جودة التعليم كونها ….اساس كل تقدم وازدهار