18 ديسمبر، 2024 7:17 م

جوبايدن ولعبة القط والفأر مع إيران

جوبايدن ولعبة القط والفأر مع إيران

تفاءل الكثير من مريدي النظام الإيراني،وحتى النظام نفسه، بفوز جوبايدن برئاسة الولايات المتحدة الامريكية،وإزاحة ترمب عن الرئاسة في مشهد تراجيدي،تابعه العالم كله،ولكن سرعان ما خذلهم جوبايدن،وإستمربالضغط والتهدّيد على إيران، مستخدما ًشعارالعصا والجزرة،فمن جهة ،دعا الى إعادة النظر بإجراءات ترمب القاسية، من حيث حركة الدبلوماسيين الايرانيين ورفع الحظرعنهم أو التخفيف، ووافق على إجراء حوار5+1 الذي طلبه الاتحاد الاوربي، بشأن الاتفاق النووي،وسمح لإطلاق بعض الأرصدة الايرانية ،وتخفيف الحصار عنها، ولكن إيران ترى أن هذا لايكفي، وتصرُّ على رفع كامل للحصار، فور بدء الحوارمعها،وهذا ما يرفضه بايدن رفضاً قاطعاً،وهو يرى أن إستخدام سياسة الإنفتاح على الآخر، أجدى من التشديّد عليه، ولكن في النهاية، تذهب إدارته مع ما يخدم مصالحها في الشرق الاوسط، ،وهكذا أعاد جوبايدن قرار رفض جعل منظمة الحوثي منظمة إرهابية ،مستثنياً قادتها،وألغى صفقة الطائرات والأسلحة مع السعودية والإمارات،كبادرة حسن نية للخصوم،وتعامل بندية وقسوة مع السعودية دبلوماسياً، في تغيير سياسي ينبيء عن توتّر مع المملكة العربية السعودية، ربما بسبب قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي ،بالرغم من تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بلينكين أن أمريكا حريصة على دعم وحماية حلفائها من التغول الايراني وهي رسالة تطمينية للسعودية، ،لكن الرئيس بايدن كان أوضح في مواجهة ايران وتغولها،وإعادة التموضّع العسكري في العراق، عن طريق نافذة حلف النيتو، الذي قرّرزيادة التواجد من 500 الى 5000 عنصر عسكري، الأمر الذي دفع فصائل إيران في العراق، دكّ قاعدة بلد ،التي يتواجد فيها عناصرحلف النيتو بأربعة صواريخ ،وإرسال قوات عسكرية ،قادمة من سوريا الى قاعدة التاجي، وإعلان إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في أربيل، وقاعدة عسكرية أمريكية (لأول مرة) في الحسكة بسوريا،هذا يعني أن الرئيس بايدن ،مصمم على إبقاء الوجود العسكري الامريكي ،الضامن للمصالح الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة،وأمن إسرائيل في المنطقة،مرسلاً رسالة حازمة لإيران ،وأذرعها في العراق وسوريا واليمن ولبنان،أن مَن يريد رحيل وطرد قوات أمريكا من المنطقة ،واهم وسيواجه عواقب وخيمة،وهكذا يستخدم الرئيس بايدن، لعبة القط والفأر مع ايران ،وأذرعها في المنطقة، نعم هو يستخدم سياسة (الانفتاح والليونة) مع الجميع ،عكس سياسة ترمب المتهوّرة والقاسية مع الآخرين، ولكن الرئيس بايدن لم يغيّرسياسة ترمب تجاه إيران،وقصقصة أجنحة أذرعها في المنطقة،ونعتقد أن المواجهة الامريكية مع الاذرع والفصائل المسلحة ،حتمّية في العراق، والتصعيّد بقصف القواعد العسكرية، وآخرها حادثة قصف معسكر امريكي قرب مطارأربيل وبلد ،من قبل الفصائل الولائية، وتفجير العبوات ضد الأرتال الامريكية المنسحبة للكويت،الدليل على ذلك،سياسة بايدن تجاه إيران عكس سياسة ترمب كيف، ترمب كان ينوي المواجهة العسكرية المباشرة مع ايران ،بضرب مفاعلاتها وصواريخها الباليستية ومعسكراتها،وبعدها إنهاء أذرعها في العراق والتفرّد بها ، في حين ترمي سياسة بايدن الآن ،هي الإبتداء بالميليشيات والفصائل الولائية ، لأنه يعتقد أن الأذرع والفصائل هي الأخطر، على مصالح أمريكا وإسرائيل، فلابدّ من القضاء عليها ،وتحجيمها ونزع أسلحتها،إذن (السياسة الناعمة )،هي سمة الرئيس بايدن ،في مواجهة ايران واذرعها، ولكن الى أي مدى تنجّح هذه السياسة (البايدنية )،التي فشلت قبلها سياسة القسوة (الترامبية،)نعتقد أن مايجري في العراق، هوإعادة خلط أوراق لا أكثر، لاتوجد سياسة واضحة للإدارة الامريكية ،وتعاملها مع مَن يقصف السفارات والقواعد، ويقتل المتظاهرين ويخطف الناشطين، وهي تعلم علم اليقين الجهات وبالاسماء،الأوضاع تسوء، ويغرق العراق بالفوضى وإنفلات السلاح ،واللادولة، بل نحن الآن دولة ميليشيات ،وفصائل وعشائر مسلحة،وفساد لم يشهده تاريخ العراق، وطائفية سياسية تهميشية ، وتفرّد طائفي، وإحتراب طائفي، بين المكونات والمكوّن الواحد، دولة فاشلة بإمتياز، تتحكّم فيها داعش وعصابات الجريمة المنظمة، والدولة العميقة، أهذا مايريده الرئيس بايدن، وتريده الديمقراطية الامريكية ،هل من يدلّني على وصف آخر للعراق ،غير هذا الوصف الكارثي،فهل جاء بايدن ليكحلّها أم ليعميّها،ايران تعمل بكل قوتها على ترويض بايدن، والتسويف معه، وتضليله وخداعه، كما خدعت ترمب من قبله، وأفشلت الحصار التاريخي عليها ،بفتح بوابات الاقتصاد العراقي لها، الذي لولاه لسقط النظام من أولى سنوات الحصار بشهادة الجميع، وظلّت تماطل وتسوّف وتضلّل العالم، حتى إنكشفت لعبتها أمام العالم، وظهرت على حقيقتها، أنها تدعم داعش والقاعدة ،وتنسق معهما لتحقيق مصالحها ومشروعها في المنطقة، حتى إستمكنت في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وماقام به الموساد الاسرائيلي، في قتل نائب الظواهري وأبو القنبلة النووية الايرانية ،محسن قطب زادة ،هو من فضح هشاشة الجبهة الداخلية الايرانية والخرق الأمني الفاضح، واثبت وفضح عمق العلاقة الحميمة مع الارهاب ،ودعمه وتغذيته وتنمرّه في المنطقة ، وكما وصفها وزير السابق ماك بومبيو أنها (راعية الارهاب الاول في العالم)، لذلك نقول إن ما يجري في العراق هو من وراءه ايران ،فهي تتحّكم بسياسته وقراراته وأوضاعه ،الامنية والعسكرية بنسبة 90 بالمائة، وأمس صرح علي اكبر ولاياتي مسشتشار المرشد خامنئي قائلاً بالنص(لانسمح للامم المتحدة ان تشرف على انتخابات العراق، نحن وحدنا من يحق له لاننا طردنا داعش منه)،أليس هذا اعترافاً مباشراً بتسلّط وسيطرة ايران على العراق وإحتلاله وزيارة رئيس مجلس القضاء الايراني (رئيسي) مثالاً صارخاً ،على تدخل إيران في العراق، نعم هناك تحركات أوربية وأمريكية، في إرغام إيران للعودة الى طاولة المفاوضات النووية ، وإعادة العمل بالإتفاق، وفق الشروط الامريكية والاوربية، ومنع إيران من إمتلاك صوارخ باليستية وأسلحة نووية، وقد ألمح الرئيس بايدن لهذا علناً قائلا( لايمكن القبول بإمتلاك إيران السلاح النووي، ولا رفع للحصارعنها ،قبل القبول باتفاق نووي جديد) ،بمعنى يجب القبول بالشروط الامريكية ال12، وهذا ما ترفضه إيران جملة وتفصيلاً، في وقت تقترّب من حصولها على السلاح النووي، وما موافقتها على التفاوض،إلاّ للتضليل والتسويف وكسب الوقت ليس إلاّ،وهذا ما جعل وكالة الطاقة الذرية تسرع بتفتيش مفاعلاتها النووية ،لتجد المفاجأة الكبرى هناك، بوجود عمل جاد ومتسارع لإنجازالبرنامج النووي،والخروج على العالم بقنبلة نووية ،تنهي الحصاروتضع العالم أمام الواقع على امتلاك السلاح النووي، والذي أعلنه وزير خارجية إيران امس ،محمد جواد ظريف وقال إن برنامج إيران هو برنامج (سلمي وليس عسكري)، وهذه خدعة يستخدمها نظام طهران دائما ، لاتنطلي على وكالة الطاقة الذرية ،التي ثبت لديها أن البرنامج ليس سلمياً ،وآثار اليورانيوم واضحة ومثبتة لديهّا،ومن هنا ،نسأل الرئيس بايدن وإسرائيل ،ماذا ستفعلان إزاء إعلان إيران إمتلاكها القنبلة النووية،نتعقد رغم كل الجعجعة الأمريكية والإسرائيلية، إيران ماضية في مشروعها النووي بالتسويف والتضليل والخداع، وهذا ديدنها، ومن حقها،لانغمطها الحقو(وعفية عليها)، في إمتلاك السلاح الدفاعي، في غياب المشروع العربي، طالما الحكام العرب سكتوا وإنشغلوا بأمور أخرى ، وتركوا العراق وحيداً، في مواجهة عنجهية المجرم بوش حتى إحتلاله، والتي شاركت وأشرفت وحرّضت عليه الدول الخليجية نفسها ، فتلقفته إيران، وسلمّته لها ادارة بوش الإبن واوباما على طبق من ذهب، اليوم تنتهّج الإدارة الامريكية سياسة مواجهة إيران وأذرعها،التي صنعتهّا بيديها ،لتنقلّب عليها، كما صنعتْ تنظيم داعش وإنقلّب عليها، فلايمكن للرئيس بايدن إنهاء دور الميليشيات والسلاح المنفلت، ودور إيران، ومحاربة داعش بوقت واحد، وهذا ما تعمل عليه إدارة الرئيس الامريكي جوبايدن، وهي لعبة القط والفأروتفكيك قوة الخصوم،في مواجهة خصوم أمريكا في العراق والمنطقة، فهل ينجح الرئيس بايدن..؟؟