23 ديسمبر، 2024 5:37 م

جهل المرأة تقليد مقدس عند الخراف!

جهل المرأة تقليد مقدس عند الخراف!

الحمقى دائماً ما ينظرون من النافذة، لأنهم لا يستطيعون الخروج من أزقة تفكيرهم البائسة، والتي تتحدث عن عدم جواز تعليم المرأة، كونها مخلوقة للبيت والخدمة فقط فجهلها ومنعها من دخول المدارس يعتبر تقليداً صارماً، ويتعامل معه المتخلفون وكأنه من المقدسات ولا يمكن المساس بها، لكي يبقى الذكر الرابح وحيداً مستبداً.
السير بين الماشية هو عنوان كتاب لعالم نفس وشاعر هولندي يدعى كوبلاند، تحدث فيه عن المرأة التي لم تنل قدراً من التعليم والإهتمام، وكان وجه التشابه هو أن مجتمع الرذيلة يستقطب الأميات أكثر من المتعلمات، بسبب تفكيرهن بعقلية الخراف، كونها تهتم بالعلف والماء فقط، ولا تمتلك أدنى مواكبة للدين والعلم.
عندما تحتل المرأة الساحة والمساحة، فأعلم أن البلد سيتطور ويتغير نحو الأفضل، وتأكد بأن الجيل سينشأ على مكارم الأخلاق وتعاليم الإسلام، وعندئذ سيكون للوطن شأن كبير، وإلا كيف أصبحت أمة العرب خير الأمم؟ والجواب هو وجود سيدة النساء العالمة الراضية، المعصومة فاطمة الزهراء وأمها خديجة، وأبنتها زينب الحوراء (عليهن السلام).
القضاء على أعراف الجاهلية المقيتة المتعلقة بالمرأة، وجعلها دستوراً في زمن الحداثة، لهو أمر يقودنا الى جملة من الإجراءات والمبادرات، التي تدفع بها الى مراتب العزة والكرامة دون تنكيل أو إنتقاص، لما تقوم به من أعمال جليلة خدمة لأبنائها ولوطنها، وهي ممتنة لبلدها الذي يكرمها ويحفظ مكانتها بأحسن ما يكون.
المرأة بحاجة الى عالم بلا إرهاب، ولطفولة بلا عذاب، ولعيون بلا دموع، ولقلوب بلا جراح، لتقود الحياة نحو بر الأمان، ويتعزز كله بالعقول المتعلمة المطبقة للتعاليم الإسلامية العظمية، التي أعطتها كامل حريتها (فالرجل الذي يعامل المرأة كملكة دليل على أنه تربى على يد ملكة)، فما أجمل كلام شكسبير حول النساء!
  الأمة التي ليس لديها ما تقدمه للأمم سوى ماضيها الموؤد، لن تنتج في واقعها إلا مخلفات الماضي، فلنواجه الواقع ولنجعل من مشاريع تيار شهيد المحراب، نقطة إنطلاق لإستعادة دور المرأة في تقدم المجتمع، والقضاء على الفكرة التي تعتبر تعليمها ذنباً لا يغتفر، وبقاء جهلها تقليداً مقدساً لا يمكن المساس به!