23 ديسمبر، 2024 10:51 ص

جهاز الامن الوطني بين الانتخابات وعلي فيصل فهد الفياض

جهاز الامن الوطني بين الانتخابات وعلي فيصل فهد الفياض

بعد نشر مقالي السابق اتصل بي مجموعة من الاخوة والاصدقاء ممن يعملون في جهاز الامن الوطني وعبروا لي عن تقديرهم لما كتبت وانهم كانوا يتمنون من زمان ان يقوم احد ما بالكتابة عن الجهاز لانهم يخشون طرح مثل هكذا مواضيع خوفا من العقوبة وقطع مصدر رزقهم وحياتهم. اخبرتهم اننا كتبنا بدافع المسؤولية الوطنية والاخلاقية وتنبيها لمن يعنيهم الامر برصد مثل هكذا حالات اينما وجدت في مؤسسات الدولة.
بكل اسف قام الاخوة بتزويدي بمعلومات كثيرة وخطيرة عن جهاز الامن الوطني , ويبدو ان الامور لا تسير جيدا في هذا الجهاز الناشئ حديثا , ويبدو ايضا ان مقالي قد نكأ جرحا غائرا عميقا في نفوس الكثيرين بحيث اني لامست حرقة كبيرة والما لايوصف في حديثهم ومعاناتهم.
واحدة من الامور التي تحدثوا لي بها هو ماجرى قبل الانتخابات الاخيرة وكيف تم انزال منتسبي الجهاز الى المراكز الانتخابية بعنوان مراقبة الانتخابات وتأمينها لكن في حقيقة الامر كان الغرض الحقيقي هو الدعاية والتأثير لصالح كتلة دولة القانون عموما ولصالح المرشح علي فيصل فهد  الفياض شقيق الوزير فالح الفياض رئيس الجهاز.
تولى موضوع الدعاية الانتخابية هذه المرة احد المدراء العامين وهو مدير امن بغداد المعين حديثا في منصبه حجي اثير , وحجي اثير كما قالوا هو من المقربين للبوعامر عشيرة الوزير الفياض وله علاقات وطيدة مع شقيق الوزير علي فيصل فهد الفياض ومع سكرتير الوزير طي ابو حاتم وهم من اثروا على الوزير لغرض ترقيته الى مدير عام امن بغداد وهو منصب لايستحقه وظيفيا او مهنيا.
حجي اثير  تربطه مع اقارب الوزير علاقات عمل ومصالح , منها الحصول على عقود ومقاولات لصالحهم , لكن الاكثر والاخطر من هذا هو عمليات تهريب النفط للشمال , حيث يمتلك حجي اثير اسطولا مكونا من 14 صهريج مهمتها تهريب النفط الى شمال العراق عبر العظيم وكركوك وغيرها , وهو يستغل كونه يعمل في جهاز امني لغرض تمرير وتسهيل تهريب الصهاريج , وقد ذكرنا في مقالنا السابق عن الحنطة المهربة انها تسلك نفس الطرق ويبدو ان عمليات التهريب للحنطة والنفط تقوم بها نفس العصابات ونفس الشخوص.
في الانتخابات الاخيرة قام حجي اثير بالاشراف على اكثر من 2000 منتسب من منتسبي الجهاز تم توجيههم للمراقبة ظاهرا وللدعاية للمرشح شقيق الوزير ثانيا , وتم منح مبلغ 50 الف دينار لكل منتسب مع كارت موبايل , وهذا الكرم الحاتمي لم يحصل سابقا منذ تأسيس الجهاز , وطلب صراحة من المنتسبين التصويت لشقيق الوزير وكذلك التدخل والتأثير على الناخبين في هذا الاتجاه.
المضحك في الامر كله ولعل شر البلية مايضحك ان حجي اثير المتعود دائما على اعمال التهريب والاختلاسات قام بلغف جزء كبير من مبلغ الخمسين مليون ولما انكشف الامر كبت العيطة ونشب خلاف كبير بين كبار مسؤولي الجهاز عن كيفية صرف وتوزيع المبلغ وكارتات الموبايل.
كلام كثير وحديث طويل ذكره لي الاخوة والاصدقاء , ربما نضطر ان نفصل له مقالات كثيرة لما له من خطورة واهمية ترتبط بحياة الناس التي وضعت بأيدي فاسدة غير امينة , واكتفينا الان بهذه الحادثة وذلك لقربها وارتباطها بموضوع الانتخابات الذي لازال ساخنا.