انتهت المعركه ثم اجتمعنا متفرقين بعد ان هجمنا مجتمعين ، لكن كانت ثمار الفراق انتصاراً لم يكن مجرد انتصار ، انما كان ملطخ بالدم و الارواح، هناك بقايا رفاقي جسد ممزق و أرواح بين الشهيق والزفير تنطق : ان الموت لإجل الوطن ألذ من النصر الذي جاء بعد الموت..
يموت الجنود ليأخذ نصرهم من هم للكراسي عبيد
رائحة الدم و البارود تنتشر لتزيد وحشة الغروب الذي جاء مسرعاً ، بعد ان كانت الساعات تمر وكأنها دهر
كانت المعركة لإجل الموت والنصر فيها الحياة ، اليوم سوف انام وحدي نعم، فذا عمر استشهد و علي بلا جسد لم يبقى منه الا بعض من بزته العسكريه و بسطال صُبِغ بالدم ، كان يقول لي عمر عندما اعود من المعركه سوف اتزوج حبيبتي ذات العيون الاجمل المصابةُ بالعمى .. كان يريد ان يشعرها بالكمال ، لكن شاء القدر ان يكتمل النصر بروحه التي غادرتنا مبتسمةً. . اما علي فهو قصه ممزوجةٌ بالوجع فقد رُزِقَ بطفلته ِالاولى عند وصوله ارض المعركه بعد معاناة لإكثر من خمسة اعوام مضت من دون طفل . ثم ماذا..؟
عاد بنصف جسد لا يستطيع حتى حمل طفلته بين يديه و لربما استطاع ان يحتضنها بقلبه.
نحن الجنود لا تطول اعمارنا بقدر ما تطول اوجاعنا واحزاننا وقصصنا التي تقتل غدنا.. نحن حجر المنزل الذي يسكن به غيرنا ، نحن نهر الدم الذي يعيش من نزفهِ الاخرين ، نحن الجميل الذي نُكرِ ..
ان شهرتنا لا تدوم ابداً هي اقصر من حياة عدونا الذي كشف لنا موضعه ثم برصاص الشجعان قُتل .. اما بطولاتنا لا نأخذ منها غير الكفن و تلك الرصاصات التي استقرت بأجساد رفاقنا .. ..
وهنا اتسائل ولا مجيب ..
لماذا نلتقي في ارض الفراق .. لنفترق في ارض اللقاء.
كيف يبني غيرنا مجداً لهم بدمائنا ولا نجد حتى سقفاً لإطفالنا ..
متى يُكرم الجنود جميعاً و تُذكر اسمائهم في المحافل ليشعر ابن الشهيد بالمجد و ذلك الجريح الذي بترت ساقه ينهض من جديد ، ومن شاء القدر ان يعود منتصر بجسده يجلس مع اطفاله ويبتسم هذا انا انظروا يا اطفالي ان والدكم اجزع الموت ومن الحياة جزع.. !!!