17 نوفمبر، 2024 9:24 م
Search
Close this search box.

جنة البُستانِ يا ريح الصَّبا

جنة البُستانِ يا ريح الصَّبا

جَنَّةُ البُستانِ يا ريح الصَّبا

يا عبير الشَّطْء

يا ذِكرى سُرورْ وخدورْ

بصرةٌ مولودَةٌ والبعثُ ماتْ

دَجلَةٌ مقرونةٌ بالقُرنَةِ، في حوض الفراتْ

وَطَنٌ مَدَّ إلى الشّام الفَرحْ

بجَناحيهِ بَسَطْ

وإلى فارسَ أقواسَ قُزَحْ

نورسٌ بالشَّطْءِ حاكى لَونُهُ،

أبيضٌ مائِجٌ إلْفٌ وأليفْ وشبيه الفقراء

يصْفِقا أجْنِحَةً لَحْنَاً هَسيسَاً كشَجَرْ

تحت أضواء القَمَرْ

والصَّباحاتُ بفيروزَ تُغنّي

بمساءٍ غرَّدَتْ فيهِ عناديلٌ

بفيض الأُمنياتْ

بصرياثا مُلتقى نَسغ الحياةْ

خَرِبَتْ والآنَ تُبعَثْ

إنَّها الفيحاءُ نَسْمَهْ

مَرفأٌ افْتَرَّ بَسْمَهْ

إبنُها مَنسيُّ في المَنفى

صريعٌ مِنْ هوى بغداد في عشق الوطنْ

أرضُها تزخرُ تِبْراً وفسائِلْ

رُبَما سائِلْ

يا طِيْباً خَراباً وطِباعاً في الجَّنوبْ

هلْ تَفي طيبَكَ بالخير القلوبْ؟.

خرابُ حاضرَة البصرة بأيدي «الزُّنج والبعث» المحظور

باستحضار «معجَم البُلدان» للحمَويّ ج1 دار صادر بيروت 1957م.

الشّاعر علي بن العبّاس بن جريج ابن الرُّومي، مولود بغداد عام 221هـ 835م، تُوفي بسُمِّ الوزير القاسم بن عُبيدالله عام 283هـ  896م، أنشَدَ:

.. والشـِّعر كالشـَّعر فيهِ * مع الشَّبيبَة شَيبُ

كمْ عائبٍ كلَّ شيءٍ * وكلُّ ما فيهِ عيـبُ

قدْ تحسن الرُّومُ شِعراً * ما أحسنتهُ العُريبُ

يا مُنكرِ المَجدَ فيهمْ * أليس مِنهمْ صُهيبُ؟.

شَهدَ «ابنُ الرُّمي» خراب حاضرة البصرة على يدِ الزُّنج، وعُمره 36 ربيعاً، فأنشَدَ:

ذادَ عن مُقلَتي لذيذ المَنامِ * شَغلها عنهُ بالدُّموع السّجام

أيُّ نوم من بعد ما حَلَّ بالبصـ * ـرةِ مِنْ تلكُمُ الهَنات العِظام

إنَّ هذا مِنَ الأُمورِ لأمرٌ * كادَ أنْ لا يقومُ في الأوهام

لهفَ نفسي عليكِ أيَّتُها البصـ * ـرة لهفا كمثل لهبِ الضّرام !.بينما أهلها بأحسنِ حال * إذْ رماهم عبيدهم باصطلام دخلوها كأنهم قِطَع اللَّيـ* ـل إذْ راحَ مُدلَهمَّ الظَّلام

كمْ أغصّوا مِنْ شاربٍ بشراب * كمْ أغصّوا مِنْ طاعِمٍ بطعامِ

كمْ أخ  قدْ رأى أخاه صريعاً * تربَ الخدِّ بين صَرعى كرام

كمْ أبٍ قدْ رأى عزيزَ بنيهِ * وهو يصلى بصارم صمصامِ

كمْ فتاةٍ بخاتمِ الله  بكرٍ * فضحوها جهراَ بغير اكتتامِ

كمْ فتاةٍ مصونة قد سبوها * بارزاً وجهها بغير لثامِ

ألف ألف  في ساعة قتلوهـمْ* ثمَّ ساقوا السّباء كالأغنامِ!

رُبّ بيع هناك قد أرخصوهُ * طال ما قد غلا على السّوام

ربّ بيتٍ هناك قد أخرجوهُ * كان مآوى الضّعاف والأيتام

بدّلت تلكم القُصور تلالاً * مِنْ رَمادٍ ومِنْ تُرابٍ رُكامِ

وخَلَت مِنْ حُلولها فهي قفرٌ * لا ترى العَين بين تلك الأكام

غير أيدٍ وأرجل بائناتٍ * نُبذت بينهنّ أفلاق هام

ووجوه قد رملتها دماءٌ * بأبي تلكُم الوجوه الدّوامي

وُطئت بالهوانِ والذُّلِّ قَسراً * بعد طول التبجيل والإعظام فأسألاه (المسجد الجّامع)

ولا جواب لديه * أين عبّادهُ الطّوالُ القيام؟

أين عمّاره الأُولى عَمَّروهُ * دهرهم في تِلاوةٍ وصِيام؟

أينَ فتيانهُ الحسان  وُجوهاً * أينَ أشياخهُ أولو الأحلام؟

كم خذلنا مِنْ ناسِكٍ ذي اجْتهادٍ * وفقيهٍ في دينهِ عَلّام؟

واحيائي منهم إذا ما الْتقينا * وهم عند حاكم الحكّام !.

http://www.factiniraq.com/mod.php?mod=news&modfile=item&itemid=29787#.WPCRdIVOIqQ

أحدث المقالات