23 ديسمبر، 2024 1:20 م

“جميلك ابد ما ننساه وانت إعلينة متفضل” ذوو الشهداء يشكرون منير حداد

“جميلك ابد ما ننساه وانت إعلينة متفضل” ذوو الشهداء يشكرون منير حداد

توقفت أمي عن البكاء، يوم سقط الطاغية المقبور صدام حسين، من منصة المشنقة، معلقا بحبل متين، لم يمهله أجزاء الثانية، ميتا، ليلة 30 كانون الاول 2006.
تعودنا والجيران، في انحاء الماجدية “مدخل العمارة” على نواح أمي كلما غابت في صفنة هدوء، مستذكرة شقيقي الذي ذهب في انتفاضة آذار 1991، واستدلت عليه بأمومتها، هيكلا في واحدة من المقابر الجماعية.. ثاكل لا تقطع النواح: “يشويكنا من إرحلت للحين نتنطر.. ذكراك تحت الضلع جمراتها تسعر”.
تراكمات أزاحها القاضي منير حداد، بإعدامه الطاغية، خلال ظروف غاية في التعقيد، إطلعنا عليها مزهوين؛ لأنه رجل أسهم بصنع قدر شعب؛ فإعدام صدام، شكل منعطفا في تاريخ الامة العراقية.
ويوم شرفنا القاضي حداد، بزيارة العمارة، إجتمعت عشائرها.. تهزج “هوسات” أجمع خلالها المهوال.. لسان حال القبائل المنكوبة، طوال عمر من ضيم البعث وجور صدام: “جميلك أبد ما ننساه.. وإنت إعلينة متفضل”.
بينما سيادة القاضي، يردد مع نفسه: “الفضل لله الذي أغدق على شخصي البسيط هذا الشرف” فزاد في أعين مستقبليه إحترما.
ثمة رجال يرون أنفسهم بعين العظمة، التي تصغر في بؤبؤها، جسامة القدر.. ولأن فضيلة القاضي حداد، كبير؛ فهو ينظر الى منجزه التاريخي بإعدام الطاغية صدام، بسيطا.. وهو ليس بسيطا في جوهره، ولا نتائجه.. إنما كفكف دموع أمهات هدرت حياة أولادهن؛ فثأر لهم، وسفحت كرامات وهتكت أعراض، أعاد لها عزة نفسها وبهاء وجودها الممحو سابقا.
كثير من “نعي” الامهات تحول مديحا لمنير، عندما إطلع ذوو الشهداء على الظروف المتضافرة، في سبيل إنقاذ صدام من حبل المشنقة، لولا الجهد الخرافي الذي بذله القاضي حداد؛ إذ جعله الرب سببا في الإستجابة للهفة الإمهات الثواكل والزوجات الارامل والابناء الايتام.
بورك القاضي منير حداد الذي لن ننسى جميل فضله على المهضومين؛ بإعدام الطاغية صدام حسين، يوم أراد الجميع.. من الداخل والخارج.. إنقاذه؛ تفريطا بدم الشهداء.