إن أحداث العراق منذ التغير عام 2003 الى هذه الأيام أظهرت أن جميع المكونات في العراق تحمل أهدافاً وتعمل جاهدةً من أجل تحقيقها ، وهذا شيء مهم جداً لكل إنسان في هذه المعمورة أن يحمل هدفاً يعمل من أجل تحقيقه حتى يكون لوجوده قيمة وثمرة ، فألكرد يحملون هدفاً وغاية يحاولون جاهدين من أجل تحقيقها وهي الدولة الموعودة وجميعهم يتحدون من أجل تحقيق هذه الغاية على الرغم من الأختلافات الكبيرة ما بين تنظيماتهم ، ولكن في القضايا التي تحمل الهم الكردي بشكل عام يتحدون ويصبح خطابهم موحد وهذا شيء جميل ، لهذا نلاحظ الكرد قد قطفوا ثمار موقفهم هذا من خلال ما حصلوا عليه من مكاسب بل يعيش الكرد اليوم في عصرهم الذهبي نتيجة هذه السياسيات التي يعملون من خلالها في الساحة السياسية العراقية.
لقد أفرز المكون السني قيادات تطالب بهدف واحد هو أعادة العملية السياسية الى ما قبل عام 2003 أي سيطرة الأقلية على مقاليد الحكم من جديد ، وهذه الغاية يشترك فيها جميع من أفرزه المكون السني من قيادات مشاركة في العملية السياسية أو خارج العملية السياسية ولكنهم يختلفون في طريقة تحقيق الهدف أو الغاية ، لأن الذي يعارض العملية السياسية يريد تحقيق الهدف بواسطة القوة والعنف وما القتل والدمار إلا من نتاج هذه المجاميع الإرهابية ، وأما الذي يشارك في العملية السياسية فإنه يعمل من داخل قبة البرلمان من أجل تدمير العملية السياسية من خلال تعطيل القوانيين المهمة وعرقلة كل قانون يؤدي الى تطور العراق أو حماية أبناءه من الإرهاب ، إن كان رفض ملاحقة الإرهابيين والتصدي لهم أو عرقلة استيراد العراق للأسلحة وغيرها من المواقف التي تصب جميعها في دعم كل عمل يؤدي الى تدمير العملية السياسية ومن ثم عودة الأقلية الى قيادة العراق ، ونلاحظ قيادات هذا المكون جميعها تجتمع في وقت الشدة وتتخذ موقفاً واحداً وما أحداث الفلوجة وسقوط الموصل ومؤتمر عمان الإرهابي إلا أبسط أمثلة على توحد الرأي والموقف لدى هذه القيادة من أجل تحقيق الهدف والغاية .
أما الأغلبية الشيعية فقد أفرزت على الرغم من كبرها ثلاث كتل قوية ( دولة القانون والمواطن والأحرار) وهذه جميعها تكوّن التحالف الوطني مع بعض التنظيمات والشخصيات الأخرى ، ولكن عمل هذه الكتل في أغلب الأحيان مشتت ومتقاطع بعضه مع البعض الأخر ولم يظهر العمل السياسي أي توحد في الرأي أو الموقف خلال هذه السنين الطويلة نعم بعض الأوقات نتيجة معادلة الموت والحياة التي تضغط على هذه المجاميع الثلاث فتوحد موقفها ، ولكن لم نلاحظ أي توحد من أجل تحقيق الهدف الثابت لجميع هذه الكتل الشيعية وهو تحقيق دولة ديمقراطية عصرية يعيش فيها الجميع بالتساوي بالحقوق والواجبات ، ونتيجة تقاطع المواقف والأراء نلاحظ هذه المجاميع الثلاث توافق بل تنفذ كل السبل التي تؤدي الى عدم تحقيق هدفها وغايتها وما حكومة التوافق إلا عقبة كبيرة في منع تحقيق الأغلبية الشيعية لهدفها وغايتها ، نتيجة تشتت الموقف بل بعضها يدعم من يقف ضد هدفهم وغايتهم من أجل منافع حزبية بسيطة على الرغم من وضوح حقيقة المواقف لكل كتلة أو تنظيم من الذي يجري على الساحة العراقية ، حتى أصبحت الأغلبية كالأقلية بل أقل منها وأضعف في الساحة السياسية العراقية ، لأن نظام الحكم الأن توافقي أي عبارة عن مثلث (كرد وسنة وشيعة) متساوي الأضلاع ونسبة الشيعة فيه الثلث هذا واقع الحال ؟؟؟؟؟ أفرزته العملية السياسية نتيجة ضعف من يمثل الشيعة وتشتت مواقفهم وغياب الرؤيا الحقيقة والواضحة من أجل تحقيق أهدافهم وغاياتهم، ونتيجة تشتت المواقف والأراء بل تقاطعها في أغلب الأحيان للكتل الشيعية أصبح من الصعب معرفة ما يريده قيادات هذه الكتل ، لأن الطرق التي تسلك والوسائل التي تستمعل في كثير من الأحيان تساعد في عرقلة الهدف والغاية التي تنادي بها الأغلبية الشيعية ، لهذا يصعب على المراقب معرفة ما تريده المجاميع الشيعية الثلاث (دولة القانون والمواطن والأحرار) نتيجة تشتت وتضارب المواقف والأراء ما بينها مما أدى الى ضبابية المستقبل الذي ينتظر الإغلبية الشيعية نتيجة عدم معرفة هذه القيادات في طرق تحقيق هدفها وهو بناء دولة ديمقراطية حقيقية .