لقد نسينا أو تناسينا بشكل معيب جهود الحكومة المشكورة في استقبال موجات اللاجئين من الإخوة السوريين في بداية مأساتهم بدخول فصائل الإرهابيين والدواعش الذين غزوا سوريا بشكل مرتب ومنظم من الحدود التركية “أربد” ومن الحدود الأردنية “درعا” وقد ساهم كورد بارزاني بفتح الحدود من القامشلي وبدأت خطة تدمير سوريا وإنهاك جيشها وكشف أسلحته ومعرفة معسكراته هذه هي بداية الكارثة على سوريا البلد والشعب بغض النظر عن مَنْ يحكمها وكيف يحكمها.
اندفع عبر الحدود العراقية السورية عشرات الآلاف من الإخوة السوريين كلاجئين ورحبت بهم الحكومة العراقية وهيأت لهم المخيمات وقدمت شتى المساعدات الضرورية؛ ثم تفاقمت الأوضاع وشمل مخطط “الفوضى الخلاقة” العراق الذي نال حصته من الدمار وسفك الدماء على أيدي فرقة الدواعش الأميركية التركية الصهيونية بدعم مادي وبشري من محميات الخليج الغربي ومرتزقتهم و”مجاهديهم”!! وتوجت هذه العمليات باحتلال الموصل بعد التحضير له بمنصات الاعتصام في الفلوجة والرمادي وبدأت موجات النازحين من المدن التي هددها الدواعش والحواضن ومرتزقة البعث الصدامي بدعم غير مباشر من الأردن والسعودية والكويت وقطر أدوات أميركا وإسرائيل ؛ فكانت أكبر عملية نزوح بعد احتلال “الرمادي” وإعادة نفس “سيناريو” احتلال الموصل.
ومع احترامنا للسيدة “ميركل” مستشارة ألمانيا وموقفها المتميز؛ نود أن نذكر الآخرين بأن الحكومة العراقية مع مشاكلها الكثيرة المفروضة عليها من الخارج والداخل فقد استقبلت أكثر من مئة ألف نازح من مواطنيها هجرهم “ولد عمهم” الدواعش وحواضنهم!! واستقبلتهم بغداد وأهلها وكثير من المدن العراقية وخاصة كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وقدموا لهم كل ما يستطيعون تقديمه بدون منة ولا ضجيج مع كامل الإحترام والتقدير؛ ولكن يتعمد الأعداء والحاقدين على الحكومة أن يضببوا على هذه الجهود بل أن بعضهم قد سرق مخصصاتهم وبرر سرقتها بأساليب خبيثة.. حيّ الله “ميركل” و “العبادي” في آن واحد .. ولا تبخسوا المخلصين أعمالهم !! أما الذين يريدون أن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة فهم أحرار بمصير أنفسهم. من هنا نعتذر للسيد “العبادي” في إنتقاده ! وكل مَنْ ساهم في إيواء ومساعدة إخواننا النازحين ونقول رغم الظروف الصعبة والخطيرة التي تمر على العراق وحكومته ورغم الضائقة الإقتصادية الخطيرة وانخفاض أسعار النفط ومتطلبات المعركة مع “الدواعش” فإن اللاجئين والنازحين قد حظوا بالرعاية والعناية ويستحق “العبادي” الآن أن يقارن بالسيدة “ميركل” إذا كان هناك شئ من الإنصاف لدى خصومه!!؟ مع الفرق الكبير في عملية القبول والإستقبال المهينة التي تجري على حدود تلك الدول لمن يحالفه الحظ في الوصول إلى شواطئ الدول الأوروبية سالماً وما ينتظره من مصير مجهول في الغربة التي لا تطاق في كل الأحوال ومشاكلها كثيرة لا مجال لذكرها لحضراتكم هنا.