قبل فترة ليست قليلة اتيت براً قادماً من تركيا الى بلدي العراق عبر بوابة ابراهيم الخليل الحدودية، استأجرت سيارة صغيرة من هناك للذهاب الى بغداد، حيث اكد سائق السيارة الكردي انه بالامكان الذهاب الى اربيل ومن ثم الى بغداد، وافقت وسارت بنا السيارة وركب معنا اشخاص اتراك، وعند وصولنا الى نقطة التفتيش الرئيسية لمحافظة اربيل فوجئت برفض حرس المحافظة دخولي الى اربيل بالرغم من وجود ختم يؤكد تاريخ دخولي الى العراق واخبرتهم باني فقط اود الذهاب الى بغداد وليس لي حاجة بالمكوث في اربيل، بينما تم السماح للمواطنين الاتراك الذين كانوا معي في نفس السيارة بالدخول الى محافظة اربيل. وهنا نضع سؤالاً امام الحكومة المركزية في بغداد وحكومة اربيل، هل الاجنبي اولى من العراقي بدخول العراق؟ أم اننا نواجه حقيقة غير معلنة، هي اننا نعيش بجانب دولة كردستان (المستقلة) المعادية والرافضة لدخول العراقيين على اراضيها الا بالوقوف بطوابير مذلة ومهينة لمنحهم الاقامة وللعوائل فقط.
لابد لي ان اذكر ما لقيته من معاملة سيئة من قبل ما يسمى بالاسايش، حيث قام احدهم بركل حقيبة السفر العائدة لي تعبيراً عن رفضه دخولي الاقليم المزعوم ويقول لي ارحل من هنا. وهذا ما اجبرني على الذهاب ليلاً الى محافظة الموصل لاستئجار سيارة اخرى تقلني الى بغداد الحبيبة، وهذا ما حصل بالفعل وانتهت الرحلة في بغداد في صباح اليوم التالي.
أود ان اخاطب الشعب العراقي لانه يبدو ان الحكومة في بغداد راضية وتعلم بما يحدث هناك ومستعدة للاعتراف بدولة كردستان الموجودة اصلاً، اي معاملة يعاملنا بها الاكراد، ما الذي فعلناه معهم، اين انسانيتهم اين عراقيتهم اين كرديتهم التي يدعون بها، هل هذا كرم واخلاق الضيافة الكردية ان نتلقى منهم هذه التصرفات المهينة؟؟؟
هذه دعوة موجهة الى سماحة السيد مقتدى الصدر (دام عزه)، والى كل الخيريين من ابناء العراق الموجودين على ارضه والذين يعيشون في الخارج، ان يحققوا في هذه الاساليب مع قادة الاكراد وان يحددوا موقفهم من العراق او ينفصلوا ويقطعوا العلاقات. لانه لا يوجد ما يدعو لهذه التصرفات الغير اخلاقية ولا انسانية، وليس لهم ان يتحججوا بالوضع الامني فالعراق كله في خطر، فالاوربي مثلا يدخل 27 دولة ضمن الاتحاد الاوربي دون ان يقف عند نقطة تفتيش او يرفض احد دخوله او يعامل بمثل معاملة الاكراد السيئة.