22 ديسمبر، 2024 11:39 م

( جمهورية العراق العربية )

( جمهورية العراق العربية )

عنوان افتراضي يقوم على سؤال افتراضي أيضا .. وهو :
ماذا سيحصل لو طرح ( العرب ) العراقيون مقترحا للاستفتاء ، يدعو الى تغيير توصيف العراق في الدستور، ويكون ( جمهورية عربية ) ، باعتبار أن العرب هم ( الاغلبية ) ، وان التاريخ والجغرافيا والاجتماع معهم فيما يقترحون .. ؟..
إنه مجرد سؤال جدلي لغرض المناقشة والحوار للوصول الى جواب ( للفرضية ) التي تقوم عليها فكرة هذه الاسطر ، لأن العراقيين لم يفكروا به أساسا ، ولم يتعاملوا بهذه الصيغة ( الاستعلائية التي تقوم على الاكثرية ) ، و ( النظرة التقسيمية المريضة ) أو ( انتهاز ) فرصة أن الاغلبية ستكون معهم في الرأي ..
ويكفيهم فخرا أنهم عراقيون … وكفى ..
ولكن…
هل سيقبل الاكراد بهذا المقترح ( العربي ) الافتراضي ، لو تحول الى حقيقة ، أم سيعترضون ، ويتحججون بالدستور، و( قاعدة ) التوافق بين مكوناته ، التي تقوم عليها العملية السياسية ..؟.. ويقولون .. أنه لا يصح ان تقترن ( جمهوريتنا جميعا ) بمكون معين ، أو قومية معينة ، أو دين معين أو طائفة معينة ، وتأخذ صفتها منهم …
فلماذا ( إذن ) إنفرد الاكراد برأيهم في موضوع يتعلق بالدستور، ويمس وحدة البلاد كلها ، ويعرضها للخطر ، والتقسيم ، وذهبوا الى الاستفتاء ، دون الرجوع الى الشعب العراقي ، ومكوناته في هذا الموضوع ، والاحتكام الى الدستور ..؟..
وما دام الأمر يتعلق بوحدة العراق … أليس من الناحية القانونية والوطنية معا أن يكون الاستفتاء عاما في العراق كله من أقصاه الى أدناه ، وليس في مناطق معينة فقط على اساس أن لهم فيها الاغلبية …ويُستفتى الشعب كله من زاخو الى الفاو .. وليس في جزء من الوطن … هل هو مع إنفصال هذا الجزء العزيز منه ، أم لا ولماذا ..؟..
وهذا السؤال الافتراضي لست الوحيد الذي أطرحه ، بل يدور في ذهن الكثيرين غيري .. وهو مستوحى من سؤال وقع تحت بصري سبق أن طرحه المؤرخ الكردي المعروف الدكتور( عمر ميران) معترضا على تسمية ( المنطقة الكردية ) بكردستان ، لما تحمله من ( عنصرية ) على حد ما يرى ، لانها تلغي الوجود الفعلي للكثير من القوميات المتواجدة فيها من ( الاشوريين ، والايزيديين ، والكلدان ، والعرب ، والتركمان ، وغيرهم ) ..
ومع ذلك اُقرت هذه التسمية ، وجرى التعامل بها رسميا وشعبيا دون إعتراض …
ولا ( حساسية ) .
ويتساءل الدكتور ميران.. ماذا لو كان العراق اسمه ( دولة العراق العربي ) .. هل كان الاكراد سيقبلون بهذه التسمية ..؟..
ويجيب هو نيابة عنهم .. لا .. لن نقبل .. فلماذا نقبل بما لا نقبله نحن على أنفسنا ؟ ..على حد قوله ..
هل هي فرصة ..؟.. الواقع يجيب …
ويرى الكثير ان العراق اليوم ( مريض ) وسيتعافى حتما ، وهو يدفع الأن ( أخطاء وخطايا ) العملية السياسية التي يُعد ( الاكراد السياسيون ) طرفا رئيسيا ، وشريكا فاعلا فيها ، ونتائج إستشراء الفساد المالي والاداري الذي أضعف البلاد ، وأنهك العباد ، بصرف الاموال الطائلة في غيرإتجاهاتها الصحيحة للبناء الحقيقي ، والمحافظة عليه ، وسوء الادارة التي قامت على المحاصصة المقيتة ، وأضعفت المواطنة ، وتجاوز ليس على الماضي والحاضر فقط ، وانما على المستقبل كذلك ، لأنها تترك للاجيال اللاحقة إرثا خطيرا لم تسلم منه حتى الارض …
والمشكلة ، كما يرى الكثير من المراقبين ، ( ليست في الاستفتاء ، وتقرير المصير لانه محسوم في نظرهم ، إن لم يكن اليوم فغدا.. بل في ما يعقبه من خطر حقيقي بسبب الخلافات التي قد ( تستعر) على حدود الدولة الجديدة المقتطعة من العراق ) على حد ما يرى أحد المحللين …
وفي كل الاحوال تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية في ما حصل ويحصل ، وهي مسؤولة قانونيا واخلاقيا عن وحدة العراق الى أن يتعافى ..
وآه يا عراق …