حرب الحلبوسي بدأت.. وملامح معركة الإنتخابات، راح دخانها يتصاعد في الآفاق!!
وفي الأنبار، راحت مسيرات الحلبوسي ، كما يؤكد كثيرون ، تغطي أجواء المحافظة بأكملها ، وملامح حربه الألكترونية بدأت تتصاعد ، لتصول وتجول ، مع بدء أولى فصول حملات حربه الدعائية النفسية ، التي تهيء للإنتخابات المقبلة ، بعد إن راح يقصف مقرات ومعاقل خصومه، فيتناثر حطامها الواحد بعد الآخر!!
والرجل ، لايريد ، أو لا يتمنى ، أن يخلق أجواء الرعب، في الانبار ، كما يظن الآخرون، فهو له في قلوب أهل محافظته المزدانة بشوارعها الجميلة وأحيائها الحافلة بالإعمار ومعالم التمدن والرقي ، منازل حب وتقدير لايمكن إنكارها ، لكنه يريد أن يقول لخصومه من الساسة المشاكسين ، أن المنازلة بدأت.. و” هذا هو الميدان.. يا حميدان” !!
ربما ، لم يتعرض سياسي كبير من الأنبار ، مثلما تعرض لها رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ، من حملات صخب دعائية ، يصفها البعض بأنها كانت مثيرة للإشمئزاز والقرف، وقد أثارت زوابعها منذ أشهر، مخاوف كثيرة، لكنها إرتدت ، كما يبدو ، الى نحور من وجهها ، ومن أراد إستهدافه شخصيا ، ليؤكد لمن يحاول أن يلعب معه بالنار، أن” ناره ستحرق أصابيعه” !!
كثيرون من جماعات تمتلك السلاح وحرب الدعاية وجيوشهم الألكترونية المدعومة من الخارج، ومن كانوا يظنون أنهم بطائراتهم المسيرة ، وحرب الدعاية الصفراء ، يمكن أن يقضوا على أحلام الحلبوسي ، في أن يبقى يتصدر المشهد السياسي، وقد أدخلوا الرجل في دائرة حرب التلفيقات وتسريب الأخبار ، التي ما أنزل الله بها من سلطان، أرادت كلها أن تصيبه في عقر داره ، وإذا بها تهوى وترتد على أعقابها مذعورة ، تذروها الرياح ، وهو يحيل حملاتهم الألكترونية الى وهم وسراب!!
لقد حاول الحلبوسي إيصال رسائل لمن وجهوا صواريخهم بإتجاه معاقله، أنهم لن يكون بمقدورهم أن ينالوا منه، وإذا بها تهوي بعيدا، دون أن تصيب هدفها!!
وتظهر شمس الحقيقة بازغة ، وهي أن الحلبوسي يحاول في كل مرة أن يظهر لخصومه ، أو من يشن ضده حملات دعائية مغرضة ، أنه أقوى بل والأقوى، مما كان، ولن يكون بمقدور العابثين بالمستقبل العراقي ، ولا بطائراتهم المسيرة أو جيوشهم الألكترونية ، أن تحقق أيا من أهدفها ضده ، إن لم يثبت لهم أنه مايزال الأقوى ، والأكثر مطاولة على الحاق المزيد من الخسائر بهم !!
وفي كل مرة ، يضع الحلبوسي خصومه أو من يحاولون إستهدافه، عندما يحاولون او يسعون لـ (الإطاحة) به، وإذا به يستدرجهم في اللحظة الذهبية التي يختارها الى (دائرة القتل) ، وهو يقتنصهم الواحد بعد الآخر، وتتهاوي قلاعهم ، وهم يتحولون الى فريسة سهلة، يمكن الإنقضاض على بقايا جسدها في الوقت الذي يشاء !!
ويدرك الحلبوسي أن الإغراءات التي يقدمها لمن يجد أنهم يمثلون الواجهة السياسية له ، سواء بالمال ، أو من خلال إغراءات المناصب أو الوظائف العليا ، تكفي لحملاته التي تستهدف من تستهدف أنها تعود عليه بمكاسب كبيرة ، وهو في كل مرة، يكون هو الرابح الأكبر ، وهو مطمئن من أن ” واثق الخطوة يمشي ملكا” !!
صحيح ، أن طموحات الحلبوسي ربما تكون، أكبر من عمره الزمني ، وهو الشاب الذي يحلم أن تتحول الأنبار الى مركز لصناعة القرار، ودارا يرتادها الكثير من السياسيين ، لعقد الصفقات السياسية والتحالفات المختلفة ، التي يرون فيها أنها هي من تحقق أحلامهم عند تشكيل الحكومات أو قيادة سلطة البرلمان ، حاليا ومستقبلا!!
ولهذا تجد الكثيرين من كبار الساسة ، وبخاصة من جماعة الإطار، أو ممن هم محسوبون على الطائفة الأخرى، يهرولون الى قصره العامر بقضاء الكرمة، عله يكون بمقدورهم إقناع الرجل، بأن تشكيل الحكومة التي يحلمون بها ، في أية مرحلة سيكون الطريق آمنا لها، عبر الحلبوسي ، ومن خلال ثقله السياسي الذي بنى قلاعه الكبيرة، بقبول عروضهم، وهو يدرك أنه ليس بمقدور أيا كان أن يتجاهل ثقل الحلبوسي في المعادلة السياسية في العراق!!
أما علاقات الحلبوسي مع قادة الكرد، وبخاصة مع السيد مسعود البارزاني ، فهي في أعلى مراحل التقدير والإحترام والمكانة الرفيعة ، وله مع رجالات الكرد وساستهم ونوابهم علاقات طيبة ومتميزة ، وهم يبادلونه الود والإحترام، وهو يقدر عاليا موقف الكرد من أزمة نزوح أهل الانبار الى كردستان، وإقامتهم فيها وتعاملهم الأكثر من لائق معهم، حيث كانت مواقفه شعبها مشرفة ، وشعب كردستان بالمقابل ، لديه صلات حميمة وودية قديمة مع أهل الأنبار، وهو مايزال يذكرهم بالتبجيل والعرفان!!
لقد وضعت دول خليجية وآخرى ضمن المنطقة ، وحتى على صعيد الولايات المتحدة ودول كبرى ، بيضها في “سلة الحلبوسي” وأدخلته في دائرة إهتمامها العليا ، وايقنت أن الحلبوسي له مواقع مهمة في الدولة العراقية، وهو بعدد نوابه الكبير ، وبحكم ما يمتلكه من ثقل في دائرة القرار السياسي ، يمكنه أن يحول أموال وثروات وشركات إستثمارات تلك الدول، الى وأحة آمنة تدر عليهم المليارات، لتكون في صالحه، وهم مطمئنون الى أن أخطبوط الرجل وجمهوريته الضاربة في أعماق الانبار ومحافظات أخرى ، بمقدورها أن تحقق لهم ما يبتغوه من إستثمارات ضخمة!!
وبالمقابل، فإن جيوش الحلبوسي الألكترونية وطائراته المسيرات ، كما يؤكد رجال إعلام ، ماتزال تصول وتجول في الأفق، وهي توجه سهام صواريخها ، وتدك قلاع من كانوا يتصدون له ، او يحاولون الإيقاع به ، وإذا به يصطادهم الواحد بعد الآخر، ويقعون فريسة سهلة بين يديه ، بعد أن وضعهم في دائرة ” مصائد المغفلين ” ، مؤكدا لمن يدرك أنه الأقوى حسب إعتقادهم، أو ما يحلم به البعض، أن منال الشمس أبعد إليه من الوصول الى دائرة إستهداف الحلبوسي !!
أجل.. قد يكون الحلبوسي الشاب مغامرا سياسيا، مثلما هو مغامر (عاطفيا) مع الجميلات، وربما يحسده ( البعض) لأنه دخل عالم (حريم السلطان)!!
والحلبوسي العروبي الأسمر، والعراقي الحنطاوي، وكما هو معروف عن مدينته الكرمة وأهلها الطيبين ، وكما يعرفها أحد رجالاتهم (محمد خضير) ، الإنسان الرائع ، والمضياف الكبير في الثمانيات ، أنها مدينة يهوى رجالها الشعر والأدب العربي وحفلات الطرب الجميل في الأعراس ومناسبات الفرح ، حيث (دق الطبول) مع صهيل صوت (الربابة) و (المطبك) ورقصة (الجوبية) ، و(على الوحدة ونص)، لتشكل أحد أهم معالم شخصية رجالاتها وشبابها الذين يعشقون الحياة حد الثمالة!!
والحلبوسي ، السياسي المحترف، ربما ، يجد في الجميلات ، ومن هن على شاكلة الغزلان، وهو القادم من أعماق الريف العراقي ، وصهيل خيلها، وقد وجد نفسه أنه دخل لاحقا عالم الهندسة والعمران ، ومن ثم معترك السياسة ، حتى وصل الى أعلى هرمها، أن يجد فيمن (يسحرن العقول) مبتغاه ، عله يكون بمقدورهن أن يرضين غروره ، وأن يكن سيدات أعماله ، بعد إن إختار منهم من كانت في دائرة الأضواء ، وهو من (جمهورية الدليم) التي يحلم بإقامتها في يوم ما، حال الكثيرين من أهل الأنبار ، الذين يودون لو أن تعود (الأنبار) تعود كما كانت ، الى حاضرة التمدن والرقي، لتكون عاصمة العراق المقبلة!!
والحلبوسي ، حتى في علاقاته العاطفية ، مايزال يغري الكثيرات ممن يدخلن عالم الأضواء ، أنه بمقدوره أن تكون من يهواها ، زوجته الثالثة أو الرابعة، وهو يطمح أن “يكمل إيمانه” على (الطريقة الإسلامية) ، بـ “الزواج من أربعة” ، إن أراد ان يحقق مبتغاه ، وفي أي وقت يشاء، لكن الرجل كما يبدو إكتفى حتى الآن ، بما أنعم الله عليه ، وهو يتجول بين قصوره وحدائقها الغناء وعشرات من كبار الساسة الذين يقصدونه كل يوم، علهم ينالوا منه مبتغاهم، في أن يكون أحد من يقدمهم الى الواجهة ، ليكونوا في صدارة من يصعنون القرار في المستقبل القريب!!
أفواج وقوافل من شيوخ الأنبار ووجهائها ومن نخبها المثقفة وأساتذة جامعات وصناعيين وتجار ورجال أعمال وإستثمارات وقادة عساكر وأجهزة أمنية مختلفة ، ومن وفود من خارج العراق، وهي تتقاطر الى مواقع وقصور الحلبوسي ، في الأنبار، كل يوم!!
والحلبوسي ، وكما هو معروف عن أهل الأنبار ، أنهم من أهل الكرم والطيبة والشجاعة والغيرة وحسن المعشر ، يحاول أن يغمر ضيوفه بموائده العامرة، بكل مالذ وطاب من الخرفان التي تتدلى فوق الصواني ، بشحمها ولحمها ورائحتها الفواحة، بكل ما لذ وطاب ، مما تطيب له الأنفس ويسيل لها لعاب الكثيرين، ليؤكد لهم أن مضيفه العامر ، بإمكانه أن يكون منطلقا الى حيث يتمنون أو يأملون، وهو لن يتردد في تحقيق رغبات من يدخل بيته آمنا ، ومن يجد أنه يستحق ان يمنح المكانة التي تليق به، ليكون من أنصاره ومن مؤيديه، وهم بالملايين الآن!!
أجل.. ربما .. يريد الرجل أن يؤكد للقاصي والداني.. للكبار ومن رموز السياسة وأوساطها الشعبية ” أن من دخل دار الحلبوسي فهو آمن”..!!