23 ديسمبر، 2024 4:46 ص

أينما تلتفت في هذه الجمهورية ويصطحبك النظر إلا وتشاهد حريقا، تشابهت الايادي فيه واختلفت الاسباب، حرائق في أرواح وممتلكات المواطنين، لاحصر لها بسسب كثرتها، فكل خريطة البلد مشتعلة تارة بسبب مففخات وعبوات (الارهابيين )، وتارة آخرى بسبب (المندسين) ، وتارة آخرى القيد ضد ( مجهول )، فالبيوت محترقة والاسواق والمدارس كذلك، مرورا بمصالح الناس صغيرها وكبيرها وفي كل المحافظات ،والمدن ،والنواحي ،والقرى، نينوى تأن من حرائقها ،والانبار احترقت ومازالت تحترق لحد هذه اللحظة  بالايادي نفسها والاسباب مختلفة ، ، والبصرة لها العنوان نفسه ،أبناؤها أحترقوا من العطش والعوز، والحرمان ،والامراض الفتاكة ،والنزاعات العشائرية ،وفيها العبوات نفسها الموجودة في رقعة العراق, والحال  في المثنى وميسان وباقي مدن الجنوب لايختلف البته عن الحال في صلاح الدين وديالى ومدن العراق الاخرى، فكلها محترقة والحرائق متشابهة، 
وهذه الحرائق طالت أيضا كل مؤسسات الجمهورية التي تنفع والتي لاتنفع ،فمن حرائق غرف العقود التجارية والملفات المهمة في الوزارات،  مرورا بحرائق المعامل والمصانع التي أضحت هياكل فارغة ومصفى البيجي ومعامل ومصانع بغداد والانبار ونينوى خير شاهد، كلها الايادي متشابهة والاسباب مختلفة ، الذي حرق بيوتات الفلوجة والانبار وخرب معاملها وفكك مصانعها، هو الذي حرق بيوتات البغداديين ومحلاتهم ومصانعهم وهو الذي حرق بيوتات ومزارع ديالى الغناء وجعلها هباءَ وهو الذي حرق كل شيء في نينوى ،وهو الذي يضرب أمن واستقرار مدن الجنوب وأبنائها، ولوضاعة العقول ولدناءة النفوس وقذارة الفعل والجريمة، تعدت الحرائق الى المستشفيات والمرضى، كل هذه الحرائق لها الاجندة والمصالح نفسها وإلا كيف استطاعت أن تغطي وتشمل كل أرض هذه الجمهورية التي كانت  في يوم ما دار أمن وسلام ،كانت على مر التأريخ شاهدا حقيقيا على حرائق الارض، واليوم من كثر هذه الحرائق  لاتستطيع أن تكون شاهدتا لنفسها من الخوف والرعب التي هي عليه، حكومتها حرائق ، 
وزراؤها حرائق، نوابها حرائق،أحزابها وكتلها حرائق، فسادها وسرقاتها لكثرتها استعرت، وستظل هذه الحرائق وستستعر أكثر أذا ظل العراقيون متفرجين على ما فعله تحالف الملعون بوش وعملاؤه واذنابه ، ومافعلته الجيرة القذرة لدول الاقليم ، وبعض العرب الإمعات ،  وهذا الثالوث المجرم هو الذي حرق الشام وليبيا واليمن، والسؤال هل فعلا سيحترق البلد أكثر مما هو فيه من الحرق ؟ الجواب ليس من باب التشاؤم  ستكون حرائق في البلد للأسف أكبر وأعنف وأقسى من كل الحرائق التي شهدناها والسبب  نحن أبناء جمهورية الحرائق.