لعل صدمة جمهور (ائتلاف متحدون للإصلاح) لاتصفها الكلمات عندما اطلعوا على بيان الإئتلاف الذي “عبر فيه عن صدمته لما تضمنته جلسة استجواب وزير الدفاع خالد العبيدي من اتهامات خطيرة لرئيس مجلس النواب سليم الجبوري…” ، فافتتاحية البيان توحي بأن ائتلاف متحدون مصدوم لما تعرض له الجبوري من ظلم وافتراءات من قبل وزير الدفاع الفاسد، ولكن إذا تابعنا البيان حتى نهايته سنكتشف أن الإئتلاف وللأسف يدافع عن الوزير الفاسد ويطعن بنزاهة رئيس السلطة التشريعية ، إذ يقول البيان :” ان استجواب السيد وزير الدفاع لم يكن مستكملا لشروطه القانونية ، فالخصومة بين المستجوِب والمستجوَب واضحة بدليل وجود دعاوى مطروحة على القضاء ، وهو استهداف سياسي لتعطيل دور السيد وزير الدفاع وعرقلة جهده العسكري في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي ، ومحاولة تشهير بالمؤسسة العسكرية في ظرف بالغ الحرج والحساسية….. “.
وكلام ائتلاف متحدون واضح وجليّ وليس بحاجة الى تفسير، فقد تم بيع سليم الجبوري، نعم لقد باعوا الرجل بلا خوف أو خجل، متناسين كل ما فعله وما قدمه في ملف حقوق الإنسان منذ أن كان رئيساً للجنة حقوق الإنسان النيابية، الرجل الذي جازف بحياته وعرض نفسه لخطر القتل على أيدي عصابات تسرح وتمرح في بغداد وديالى وبقية المحافظات وأصر على كشف الانتهاكات والممارسات الخطيرة بحق الأبرياء، حتى أن خصومه لفقوا له تهمة الإرهاب التي برأته منها المحكمة، بكل سهولة يُباع سليم الجبوري إرضاءً لتاجرٍ ملياردير نهب المال العام بصفقاته وعمولاته مستغلاً منصبه وزيراً للدفاع !
وإذا كان إئتلاف متحدون حقاً يعبر عن صدمته، فما السبب الحقيقي وراء صدمته ؟ أهو علمهم بأن وزير الدفاع أعطى لمكتب رئيس البرلمان 4 سيارات كما أعطى لآخرين غيره من المسؤولين الذين لم يجدوا سياراتهم التي ادعوا بأن عناصر داعش أحرقوها؟ أم لقول سليم الجبوري لخالد العبيدي بأنه “من الضروري أن يكون لك مكتب في الموصل” ، ما يجعل منه شخصية منافسة ومدعومة من أطراف سياسية اخرى؟ أم أنهم مصدومون لسكوت وزير الدفاع عن توجيه اتهاماته لغير السنة؟ أم أنهم تملكتهم الفرحة مثلاً لأنهم لم يتوقعوا بأنه سيقوم بهذا الفعل؟! أم انهم قرروا تغيير اسم ائتلافهم الى (مصدومون للإصلاح) ؟!
في الحقيقة بيان (متحدون) يذكرني ببيانات الأمين العام للأمم المتحدة التي دأب أن يعبر فيها (عن قلقه) ، دول تحترق وبشر يُبادون عن بكرة أبيهم والأمين العام للأمم المتحدة يعبر عن قلقه، والحال ذاته بالنسبة لإئتلاف متحدون الذي اعتاد أن يطل علينا في الكوارث والنكبات التي يتعرض لها أبناء المكون السني في هذا البلد ليعبر عن صدمته، واليوم هذا الإئتلاف (مصدوم) لأن الوزير (الحرامي) الذي تم استدعاؤه للمثول امام السلطة التشريعية اتهم الرئيس الجبوري بأنه كان يساومه على صفقات أو عقود ، فالإئتلاف لم يُصدم بسرقات العبيدي التي تقدر بملايين الدولارات لكنه صُدم بترهات العبيدي وهذيانه واتهاماته التي ساقها ضد الجبوري دون أي دليل!!!
لقد كان بيان ائتلاف متحدون مخزياً ومشيناً للغاية، الى درجة أنه جعلنا نراجع أنفسنا ونعيد حساباتنا ونتساءل : هل يمثل هذا الإئتلاف الشارع السني حقاً؟ وإذا كان الإئتلاف يجامل وزيراً فاسداً كخالد العبيدي على حساب إنسان يشهد بنزاهته السني والشيعي كسليم الجبوري، فهل أخطأنا في منح أصواتنا لهذا الإئتلاف؟!
نعم أخطأنا، ونحن المصدومون لا أنتم يا أعضاء ائتلاف متحدون، وتذكروا جيداً ان موقفكم المتخاذل تجاه الجبوري سيجعلنا نعاقبكم في الانتخابات القادمة عندما يرفع جمهوركم شعار (نادمون) .