23 ديسمبر، 2024 5:03 م

جمل في الصحراء وأقمار في عنان السماء

جمل في الصحراء وأقمار في عنان السماء

البيئة العربية بيئة صحراوية تمخضت عنها تقاليد الجاهلية، وجاء ديننا الاسلامي لغرض أن يصحح الحياة الأجتماعية للعرب والاسلام هو رحمة للعالمين بصفته كتاب الله عز شأنه وقد ركز القران الكريم في آياته على الحب والأيمان والعمل الصالح والعلم وقد جعل فريضة العلم من الاسس الاسلامية التي يجب على كل مسلم ومسلمة أتباعها وجعل الحب مرتبطآ بالايمان؛ لكون أحدى الكبائر هو قطع صلة الأرحام، وجاء ديننا الاسلامي بالعدل لأن الفلسفة الاسلامية فيها عدل لم يسبقه عدل وعلم لم يسبقه علم ومن حق كل شخص أن يبدي رأيه وخير دليل على ذلك عندما أختصم ذلك اليهودي أمام القاضي وكان المدعى عليه هو الامام علي -عليه السلام – والقضية معروفة ولاداعي للخوض بتفاصيلها لأن رب العزة دعانا كمسلمين وكأمة أسلامية أن نتسلح بالأيمان وأن نكون كالبنيان المتراص يشد بعضه بعضآ وجعل من التكاتف الحقيقي الايماني صفة النصر وحذرنا من المنافقين وهناك الكثير من الآيات حول المنافقين ولكن بما أننا أهل جمل والجمل كائن عجيب وغريب لكونه الوحيد الذي يستطيع مقاومة قحل الصحراء فلقد بقت بيئتنا تؤثر على تكويناتنا خاصة البيئة العشائرية منها، وبقت التكتلات الانسانية التي تاخذ منظور( أنا وأبن عمي على الغريب) سائدة في بعض البلدان العربية الى يومنا هذا وتاريخ العرب قبل الهجرة معروف وبعد الهجرة معروف والى يومنا هذا واغلب تاريخنا هو تاريخ دموي فيما كانت قبل الجاهلية يتقاتل الناس على كسب المغانم والجاه القبائلي وبعد الاسلام في فترات متعاقبة تقاتل الناس من أجل نصرة هذه الفئة أو تلك هذا يكفر وذلك يزندق وآخرين يخرجون المسلمين من الملة ويفتون بقتلهم وهذا الشعب يناضل وذلك يحكم وأن قسمآ من الفاسقين تولوا أمور الرعية لحقبات من الزمن ولاداعي لذكرهم لأنهم زندقة ملعونين، والعالم من حولنا قد أستفاد من تجاربه وأصبح أقماره الاصطناعية من أتصالات وتجسس يحلقوا في عنان السماء ونحن بقينا على منوال ليلى فالكل يبكي على ليلى ولانعرف ماهي ليلى أهي أسم مسمى أم فعل مهتدى أم صفة يتغنى بها الشعراء لماذا هذا السبات العقلي والعقائدي لدى الأغلبية أين أنتم من الأسلام أين الاسلام منا أم أنا أصبحنا كبني أسرائيل يحملون أسفارآ أم هناك كبوة نحن أمة مبشرة بالجنة وأمة غير مغضوب عليها حسب وصف القرآن فلماذا هذا التخبط ولماذا هذا التقاتل ولماذا هذا الدم؟ نحن تنزف دماؤنا منذ عشرات القرون ونذبح على دم الخيانة أو الثورات وحاصل محصلة أن أغلبية بلادنا العربية بل أجمعها كانت محتلة قبل قرن من الان  فما الذي أصابنا هل نحن في محنة وكيف نتخلص من هذه المحنة من وراء ذلك هل هو الجهل أم هو الانا البشرية ام ماذا ؟ لماذا كل شعوب العالم تحاول أن ترتقي بابنائها الى سلم العلم والرفاهية ونحن دائمآ في منحدر عكسي وهاوية وتهلكة لايعرف آخرتها الا الله ؟من أخرج لنا تسمية الارهاب ؟ومن صنع الارهابيين؟ لماذا هذا ينادي بدولة الجهاد الاسامية واخر ينادي أسلامية اسلامية واخر يقول بعلمانية ؟وقد تبوؤا قسم من المثقفين الليبرالية هل هو هذا واقعنا الذي نطمح اليه؟ لماذا لا نرتقي الى مصاف الامم التي باتت تحلم بأن تضع موطأ قدم في القمر أو المريخ  أو زحل؟لماذا الامم باتت تبحث ماوراء النجوم ونحن لم نستطيع حتى أتقان بعض الصناعات التي هي أساس لنا؟ أين نحن من الدمار الذي حل بشعوبنا؟ أين الامة العربية التي يعد عدد أفرادها بعشرات الملايين ناهيك عن الامة الاسلامية التي يتجاوز عدد أفرادها المليار بكثير؟ هل أن اليقضة التي ننتظرها ستظهر أم أننا يوم بعد يوم من سئ الى أسوء؟ لاقبلنا بالديمقراطية ولا الاسلامية ولا الليبرالية ولا العدلية فماذا نريد؟ فهناك مثل صارخ في مصر الشعب أتخذ رئيسا يميل الى التيار الاسلامي بل هو أسلامي فأين هو؟ وكذلك شعب آخر أتخذ أسلوب الديمقراطية والبرلمانية للعيش على أساس قانون وضعي فأين أبناؤنا الذين شبح الموت لايفارقهم في الليل ولا في النهار بل أعداد الشهداء من هذا الشعب أصبحت رقم من الخيال لايصدق وكان هذا الشعب كتب عليه أن يموت فأين نحن من تقدم العالم كفانا من هذا ولنقف وقفة حقيقية أيمانية لغرض أن تعود أمجاد امتنا لأن أسلامنا أسلام نور يخرج الناس من الظلمات الى النور ودائمآ يقال من بعض الحكام والملوك نحن منتصرون على الرغم من فشلنا والمستفيد من هؤلاء هم دائمآ في تصفيق وخير دليل على ذلك قسم من المشهد العربي اليوم ومن لايرى في الغربال فهو أعمى بصر وبصيرة.
 
[email protected]