تمتلئ غرفة المهندسة سماء سلام بعشرات الكتب التي جمعتها منذ بداية ثورة اكتوبر، سماء التي أنشأت برفقة صديقتيها نور وسارة مكتبه بنات اكتوبر في ساحة اعتصامات بابل تنوي الان جعلها حقيقة بانشاء مكتبة بنفس الاسم. تقول سماء 26 سنة ؛ أجمل هدية تلقيتها من ساحات الاعتصام في بابل كانت صداقتي بنور وسارة تطابقت افكارنا ووحدنا حب الوطن، ولان الثورة علمتنا ان اعظم الحقائق تبدأ بحلم، فقد قررنا ان نحقق بعض افكارنا التي اعلناها عبر منصات الاعتصام وأن نجعلها حقيقة فثورتنا فكرة وضوء وسلام بوجه الظلام والعنف والفساد”
وتضيف” كانت فكرة انشاء مكتبة مع اننتين من صديقاتي في ساحة اعتصام بابل اجمل تجربة ذاتية عشتها في حياتي، لم تعش امراة عراقية ماعشناه نحن في اكتوبر هذه الثورة اعطتنا فرصة ثمينة لنكتشف ذواتنا، نحن جيل شجاع ومسالم ومحب للحياة والثقافة والفن وهي وسائل لايصمد امامها الفاسدون لذلك حاربوها بكل قوة ومن كل اتجاه دون ان يعلموا ان الافكار قطعا لاتموت..
فتحت مكتبة بنات اكتوبر ابوابها امام القراء من كل الاعمار واحتوت حينها على مايقارب الف كتاب متنوع بين علوم وفنون وادب واقتصاد وسياسة والخ.. وبالرغم من عدم دعم اي جهة او شخصية ادبية او ثقافية من بابل لهذه المكتبة الا انها استطاعت ان تكون بقعة ضوء لاغلب الشباب المعتصمين، كما انها حملت مبادرات لتعليم بعض الاطفال الذين اضطروا لترك مدارسهم الا أن ماتعرضت له الساحات من قمع وفرض حظر التجوال بسبب انتشار الوباء حال دون ذلك.هذا مااكدته الشابة نور الغزالي (24سنة) قائلة؛ لاننا نثق بان القراءة هي الرحم الذي يلد العلم والثقافة والحضارة والاهم انه يلد الوعي الذي نحتاجه جميعا لبناء وطننا المنهك بفعل الفساد والفاسدين والجهله فقد كانت اولى مبادراتنا انشاء مكتبه داخل ساحات الاعتصام وسنعيدها في حال عدنا للساحات ولن نتردد باقامة دروس لبعض الاطفال الذين تركو امدارسهم واضطرو للعمل في الشارع وساندوا الثورة اكثر من الكثير من الادباء والفنانين والمثقفين من شخصيات ومؤسسات بقيت صامته ولم تدعم الثورة ولو بكلمة باستثناء البعض طبعا والذين لايتعدون عدد اصابع اليد..لذلك نحن نسعى الى فتح مكتبه دائمة تحمل اسم بنات اكتوبر بجهودنا الذاتية..
وتضيف ؛ كانت منصة اكتوبر دافع قوي ومهم لتحسين واقع المراة ومعرفة قدراتها، لقد اظهرت الفعاليات التي تضمنتها الثورة قدرات مدهشة للفتيات من كل محافظات العراق في فنون مختلفة.. كمأ انها ساهمت في التعبير عن احتياجاتنا كنساء في مجتمع ذكوري لم يعط للمراة ربع استحقاقاتها .. مشيرة الى غياب دور المنظمات النسوية في تحسين واقع المراة من خلال برامج توعية بالحقوق..
وتحلم المهندسة سارة الغزالي (27سنة) التي شاركت نور وسماء بفكرة انشاء مكتبة بنات اكتوبر بعراق سلام ومحبة وبحسب وصفها فان هذا لن يأتي الا بالقضاء على الفاسدين وبوجود قانون يحترم كل المواطنين ويضمن حقوقهم الطبيعية..وعن ذلك تقول؛ خرجنا جميعا وواجهنا انواع الاتهامات والتسقيط من جهات سياسية مختلفة لاجل هدف واحد وهو القضاء على الفساد وصور المحسوبية التي انهكت بلادنا منذ تحريرها من النظام السابق واجرامه، لم نطالب الا بوطن يحفظ لكل فرد حريته وكرامته لاشيء غير ذلك.. ونحن مستمرون الى ان تتحقق مطالبنا. واشارت الى أن مشروع المكتبة بدأ لحث الناس على القراءة واستثمار وقت الاعتصام لاننا نؤمن كشباب واعي بان الثورة هي اعادة تصحيح مسار المجتمع بالعلم والوعي والثقافة التي اجبرنا كاجيال واكبت مرحلة مصيرية في تاريخ العراق باسقاط نظام حكم الطاغية على اهمالها، بلا علم وثقافة ستبقى المجتمعات جاهلة ومسلوبة الارادة وهذا بحد ذاته كان ملموسا بضعف تواجد النساء في التظاهرات، على الرغم من كون المراة هي الحلقة الاهم في بناء المجتمعات الا اننا نجدها الاضعف في مجتمعاتنا بعد ان سلبت منها اهم حقوقها في حياة حرة كريمة لها ولاسرتها…