18 ديسمبر، 2024 10:00 م

منذ أطل علينا ( مارك ) باختراعه الجميل ( الفيسبوك ) ونحن نتبادل التهاني والأماني والدعاء بأن تكون ( جمعة مباركة ) وتفنن في الادعية والزخارف وصور الورود ونثقل عيار الأمنيات حتى كدت ألحقها بالصلوات الخمسة المفروضة لكن لما أبحرت في بعض كتب التاريخ الحقيقي والكاذب والمزيف لم أجد لها أثرا في صدر الإسلام ولا حتى وركه إذ كيف تكون فريضة وشعيرة ولم تحفظ لنا صحاح الفرق الإسلامية المختلفة والمتجاوزة عن ( ٧٣ ) فرقة خطبة واحدة على الأقل للنبي في يوم الجمعة كما لم تحمل الصحاح كلام او أثر يدل على أن الخلفاء الأربعة أقاموا صلاة الجمعة وخطبوا الناس فيها وهي التي حملت لنا كل كلام النبي والصحابة في كل مناسباتهم الدينية والشخصية بل ذهبت أبعد في تصوير الاحن والبغضاء بين الصحابة وافردت فصولا طوال لاتهاماتهم لبعضهم البعض التي يعف اللسان عن ذكرها لكن ايا من هذه الصحاح لم يتطرق لصلاة الجمعة وخطبتها كشعيرة كما تحدث عن خطبة الوداع وخطبة ابا بكر يوم ولي الحكم وخطبة فاطمة يوم سلبت فدك منها وخطبة زينب في مسجد الكوفة وخطبتها في الشام كما أن كتاب ( نهج البلاغة ) الذي يحتوي على خطب الإمام علي لم يعنون اي خطبة او يذكر أنه قام بها من على منبر الجمعة وحتى القرآن لم يتطرق إلى أكثر من ( اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ) وكعربي افهم ان حرف ( من ) المذكور في الآية جاء للتبعيض وليس للتخصيص ولم يوضح أن الآية تشير إلى وقت معين وهو الظهر كما لم تشير إلى خطبة وهذا يعني أن هذه الشعيرة سياسية وليس دينية وان من وضعها هو الحاكم وليس الله أمر بها او أوصى بها الرسول ودليلي على ذلك ان الفرق الإسلامية أجمعت انها خاصة بالحاكم هو يقيمها او من ينوب عنه وتؤكد هذا كتب الصحاح عن البعض التي تذكر أن مؤسس الدولة الأموية ( معاوية ) هو من أقام الجمعة وقدم الخطبة على الصلاة ليتمكن من شتم وسب خصمه اللدود ( علي ) من على منبرها كما أن فقهاء الشيعة اختلفوا على إقامتها حيث عطلها الكثير منهم انتظارا لظهور الحاكم الحق ( المهدي ) وهذا يدل على انهم يتفقون مع المذاهب الأخرى في انها تقام للحاكم لكن الفرق بينهم وبين المذاهب الأخرى ان الشيعة لايضفون شرعية على الحكام في حين اضفت المذاهب الأخرى الشرعية على الحاكمين بالمطلق .
و ..