23 ديسمبر، 2024 2:36 م

جمجمة جوفاء وعين عوراء.. أنموذجا من شعبي!

جمجمة جوفاء وعين عوراء.. أنموذجا من شعبي!

مؤلم جدا ما يجري على شعبنا المظلوم، رائحة الموت تفوح من كل بيت، لم يسلم دار، إلا وقد شبت نار الفراق بداخله، من عزيزا غادر شهيدا، وجريح يبحث بين ركام الإنسانية، عن علاج يشفي به آهات الوطن، ويتيم صمتت شفتاه عن البسمة، وأرملة تجود بعيالها بحثا عن معيل، وزوجة شهيد لم تجف الحناء بيدها، ليصبح فستانها الأبيض حزينا مسودا شاحبا.

تراب ودم، رصاص وبارود، شهقة وزفرة، الم وصراخ، تكسرت الأنامل، وبح صوت، وخاب ألأمل، من شعب يسير وراء العاطفة، يمزق أشلاءه يوميا، ولا يعي ما يحصل، من خطورة الوضع، وما يحاك حوله بأيادي، سرقت وتاجرت وتشبثت بالمناصب.

العزف على وتر الطائفية والقومية، سلاح الفاسدين، وسارقي قوت الشعب، لكسب عاطفة الناس، وتوجيههم إلى مزيد من التفكك والدمار، ما حصل خلال الأعوام الماضية، هي بسبب القائد العام للقوات المسلحة، صاحب القرار الأول والأخير، في الحكومة العراقية المركزية، وما نتج من دمار على المستوى العام، هي بسبب تلك السياسة المزدوجة، والرؤيا الضيقة للأمور.

تشعب الفساد بين أروقة النظام السياسي، تبعه النظام الإداري، للسيطرة على مفاصل الدولة بشكل كامل، حيث جند جميع العاملين، لخدمة قائد الضرورة وحزبه المتأسلم، متخذا من صراع الطائفية سلما، لتحقيق مكاسب كبيرة، على الصعيد المالي والسياسي، تحت قاعدة( المال سلطة وحكم).

أكثر من عشر سنوات، يحكم العراق من قبل عصابة واحدة، توالت أزلامها على السلطة، بعقلية سيكوباتية واحدة، تسعى للحفاظ على الكرسي بشتى الطرق، هؤلاء هم الفاسدون الكبار، يملكون من المكر والخداع، ما يعجز عن كشفه معظم أبناء هذا الشعب، يكذبون باحترافية عالية، يسرقون ويتهمون الآخرين بالسرقة، آلا تبت أيديهم وتب، ما أغنى عنهم مالهم وما كسب، سيصلى نارا ذات لهب.

أبناء جلدتي الكرام، فلنتفحص الإعلام جيدا، ولا نكون كهمج رعاع، ننعق مع كل ناعق ، يجب أن نبحث عن الحقيقة، وندرك الحق، فقد أضلونا بوعودهم، وأشبعونا أحلاما ورديا، ثم سقونا النار والجحيم.. سبيلنا إلى النجاة، هو التمسك بمرجعيتنا الرشيدة، وإعلاء كلمتها الصادقة، وبيانها الحق، فهي أملنا، وما خاب من تمسك بها، وانتهل من نبعها الصافي.

اليوم نحن بأمس الحاجة إلى طريق الصلاح، الذي يجمع شتات الناس، تحت خيمة الوطن، فالصوت المعتدل الوسطي، هو الذي يعلوا دوما، فوق أصوات النشاز، الوسطية هي سبيلنا إلى الحياة، فلنعتنق ذاك المسار، تلك هي جادة الصواب، عنوانها الحكمة، وسبيلها الرشاد، ومنهاجها الأمل، دعونا نبحث عن ذاك الصوت، الذي بحت حنجرته وهو ينادي، فأجيبوا داعي الأمل والحياة .