جماهير الموصل تزحف إلى عقرة… حلم الصعود إلى دوري النجوم يقترب

جماهير الموصل تزحف إلى عقرة… حلم الصعود إلى دوري النجوم يقترب

اليوم لم تكن الموصل مدينة ساكنة تنتظر خبراً رياضياً من بعيد كما في الأيام الأخرى التي تُقام فيها مباريات هنا وهناك، بل تحركت بكامل شغفها الرياضي، بشيبها وشبابها، بحماس عوائلها وطلابها ومحبيها، وكأنهم ينتظرون ذلك الخبر المهم الذي يعلقون آمالهم عليه، متجهين نحو ملعب “عقرة”، ليشاهدوا بالصورة الحية جزءًا من ملحمة كروية جديدة… ملحمة عنوانها: نادي الموصل وصراع الصعود إلى دوري النجوم.
والملفت في الأمر مشاركة شخصيات سياسية واجتماعية بأعداد كبيرة يقودهم السيد عبد القادر الدخيل، محافظ نينوى، الذي يعتبر الأب الروحي لنادي الموصل الرياضي من خلال دعمه اللامحدود للنادي وتكريمه المستمر لكل اللاعبين والإداريين في النادي…
اليوم، ومنذ ساعات الصباح الأولى، بدأت الحافلات والسيارات الخاصة والمجموعات الشبابية بالانطلاق من مدينة الموصل متجهة شمالاً نحو ملعب المباراة. كان المشهد أشبه برحلة جماهيرية وطنية، ارتفعت فيها الأعلام الموصليّة، ورددت فيها الحناجر هتافات العز والفخر: “موصلنا تاج الرأس… ما نرضى بغير الكأس!”
ولو قرأنا تاريخ محافظة نينوى الرياضي العريق لوجدنا في صفحاته المواقف البطولية الكثيرة من أهالي هذه المدينة تجاه نادي الموصل الرياضي، وأنها لم تكن هذه المرة الأولى التي تثبت فيها جماهير الموصل عشقها العميق للرياضة، وتحديدًا لكرة القدم. فمنذ عقود، ونادي الموصل يعتبر واحدًا من أعمدة الرياضة العراقية، قدّم أسماء كبيرة للاحتراف والتدريب، مثل محمد فتحي وحارس محمد وهوار ملا محمد وأحمد السومري وطارق الذهبي وغيرهم، وقد مرّ بمحطات من المجد، وأخرى من التحديات، لكنه لم يفقد يومًا دعم جماهيره الوفية.
‏فقد أثبتت هذه الجماهير أنها الرقم الصعب في كل مباراة، حاضرة في المدرجات حتى في أصعب الظروف، تدفع الفريق للأمام، وتزرع الثقة في نفوس اللاعبين. تعتبر مباراة اليوم ضد فريق مصافي الجنوب واحدة من أصعب المحطات في طريق الصعود إلى دوري النجوم، فالفريق المنافس لا يُستهان به، ويمتلك خبرة طويلة، لكن الفارق سيكون في المدرجات. فجماهير الموصل ستكون حاضرة بقوة، وستحوّل ملعب عقرة إلى ساحة موصلية بامتياز، وسيكون صوتها أعلى من كل التوقعات، وشغفها يتجاوز حدود الرياضة. وسنرى اللاعبين يدخلون المباراة بروح عالية، وعينهم على هدف واحد: الفوز والعودة إلى مصاف الأندية الكبيرة. إن الصعود إلى دوري النجوم ليس مجرد ترقية رياضية، بل هو استعادة لمكانة نادي الموصل التاريخية. إنه تتويج لجهود سنوات من العمل، ولتضحيات لاعبين ومدربين وإداريين، ولكل لحظة دعم قدمتها الجماهير. إن نادي الموصل يستحق أن يكون بين الكبار، وأن يمثل المدينة بأفضل صورة على الساحة العراقية. والجماهير التي سافرت اليوم إلى عقرة، لم تفعل ذلك لمجرد مشاهدة مباراة، بل كانت جزءًا من الحلم، من الانتصار، ومن الحكاية التي ستُروى للأجيال القادمة. ختامًا… إن ما سيجري اليوم في ملعب عقرة ليس مجرد حدث رياضي، بل هو تعبير عن هوية مدينة تعشق الحياة، وتحب التحدي، وتؤمن أن الرياضة جزء من نهوضها. كل التوفيق لنادي الموصل في طريق الصعود، وكل التحية لجماهيره الوفية التي أثبتت مرة أخرى أن محبة الرياضة الحقيقية تقاس بالفعل، لا بالكلام. وكل الشكر والتقدير للسيد محافظ نينوى الأستاذ عبدالقادر الدخيل الداعم الرئيسي للنادي، ولكل الجماهير التي أثبتت أنها من عشاق الرياضة وأثبتت دعمها لنادي الموصل الرياضي بالتأهل والصعود إلى دوري النجوم.