قبل أكثر من اسبوع.. رجعت إلى الجزائر.. جماجم رموز شهداء ثوار المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي الغاشم للجزائر في خمسينات القرن الماضي.. بعد أن كانت معروضة في رفوف متحف الغطرسة الفرنسية.. حيث كان المحتل الفرنسي قد اعدمهم بقطع رؤوسهم يوم ذاك..
فعن أي حرية للغرب الفرنسي يتحدثون.. وعن أي ديمقراطية كاذبة للغرب يتمشدقون..جماجم الشهداء لم تكن يوماً ما مادة للفرجة.. وهي وصمة عار في جبين ديمقراطية الغرب الاستعماري الزائفة .. تلك التي وصف قلوب أصحابها الشاعر الكبير أحمد شوقي، في قصيدته نكبة دمشق، بأنها كالحجارة لا ترق، حتى وإن تظاهروا باللين، حيث يقول :
سَــلِي مَـنْ راعَ غِيـدَك بعـدَ وَهْـنٍ ……… أَبيْــن فــؤادِه والصخــرِ فَـرْقُ؟
وللمســـتعمرِين وإِن أَلانـــوا ……… … قلـــوبٌ كالحجـــارةِ، لا تَــرِقُّ
رمــاكِ بطَيْشِــه، ورمـى فرنسـا ……. أَخـو حـربٍ، بـه صَلَـفٌ، وحُـمْقُ
إِذا مــا جــاءَه طُــلاَّبُ حَــقٍّ …….. يقــول: عصابــةٌ خرجـوا وشَـقُّوا
دَمُ الثُّـــوارِ تعرفُـــه فرنســـا …………….. وتعلـــم أَنـــه نـــورٌ وحَــقُّ
بـــلادٌ مـــاتَ فِتْيَتُهــا لِتحْيــا ……. وزالـــوا دونَ قـــومِهمُ ليبقُــوا
وحُــرِّرَت الشــعوبُ عـلى قَناهـا … فكــيف عــلى قناهــا تُسْـتَرَقُّ ؟؟
ومن هنا يتطلب الأمر الإنتباه إلى زيف ديمقراطية المستعمر، وعدم الانخداع بدعواهم المضللة، وفضح اعلامهم الزائف بالترويج المقيت لها .
فتاريخ الغرب المعاصر، تاريخ مخجل، قائم على العدوان، والاستعمار والاحتلال، والاستيلاء على ثروات الشعوب، ومقدراتها، ومصادرة حريتها، وحرمانها من العيش الكريم، وتعويق تنمية بلدانهم.
ولا ريب أن ذاكرة الشعوب التي ذاقت الأمرين من الاستعمار، غير مثقوبة، وليست متبلدة، وهي لن تنسى هذا الفعل الشائن، حيث يظل المستعمر مثالاً للجلاد، ويظل الشهداء رموزا للتحرر، والاستقلال، والكرامة.