لم يتفاجأ العراقيون من رؤيتهم لممثلي الكتلة الصدرية في مجلس النواب وهم يرتدون الاكفان فوق ملابسهم لحضور اول جلسة برلمانية.. والغاية منها واضحة المعاني وهي رسالة تحديات من التيار الصدري الفائز بأكبر مقاعد نيابية الى كل الكتل الاخرى شيعية ام سنية عربية ام كردية وان الحكومة الصدرية قادمة ولابد ان تتميز بخدماتها لأبناء الشعب العراقي سواء كانت من ناحية الامن والاعمار او حول موضوع مكافحة الفساد المستشري في البلاد…
نعم ان الصدريون اليوم بأكفانهم البيضاء يعلنون لجماهيرهم انهم مشاريع استشهاد جاهزة بأي لحظة قبل ان يكونوا اصحاب كراسي سلطوية وربما هذه المرة سوف نجد فارق في تشكيل الحكومة الجديدة اذا ما تمسك السيد قائد التيار الصدري بذلك فربما المحاصصة سوف تكون مجرد شكليات واي مرشح لوزارة سواء كان شيعيا او سنيا وكرديا لابد ان يخضع للمعايير الصدرية قبل الموافقة عليه. وهذا ما لمسناه من خلال المحادثات التي سبقت الجلسة الاولى لمجلس النواب… وخاصة اجتماعات الحنانة النجفية التي حولها السيد الصدر من المنطقة الخضراء في العاصمة الادارية بغداد الى منطقة الحنانة في النجف الاشرف وبرغبة صدرية فقط الامر الذي وضع الكتل الفائزة من انبار السنة واربيل الاكراد والفرات والجنوب الشيعية للذهاب للقاء السيد هناك دون اعتراض على المكان..
هذه وجهة النظر تخص التيار الصدري لحضوره الجلسة وطريقة ملبسهم ووجهة نظرهم… لكن السؤال المعلق ماذا سوف يريد الاخرون الذين حضروا اليوم ولم يأتوا بأكفانهم معهم وماذا يدور في تفكيرهم من خطط واحلام وردية وهل وزعت الاثمان مسبقاً ام اننا ننتظر قادم مجهول..
وهل اتفق ممثلي عرب السنة الفائزين في البرلمان مثلا مع السيدان الخنجر والحلبوسي على الولاء المطلق مقابل خفي حنين ام هناك ارصدة بنگية جديدة سوف تظهر خلال الايام القادمة مقابل موافقة وسكوت هؤلاء الاعضاء عن صفقة التنازل للعرش وبيع اصوات الناخبين بثمن بخس…
وبصراحة اننا اليوم نشم رائحة شواء من بعيد ولكننا لانعرف مصدر اللحوم حمراء ام بيضاء ولانعرف عدد المدعوين ونوع هداياهم والاهم من هو صاحب الدعوة…
اما بالنسبة للمكون الاخر من الاخوة الاكراد فان مجيئهم الى بغداد يكون وفق جاهزية كاملة وترشيح مسميات جاهزة ومتفق عليها من قبل كل الاطراف المشاركة في العملية السياسية وربما لا يعنيهم شيء من الموضوع سوى مستحقات الاقليم من الجانبين الاداري والمالي واعتراضهم على بعض المسميات من المكونات الاخرى هو للمصلحة العامة للإقليم وتوافق آراء وهنا لابد لنا الاشارة وباستقلالية تامه ان المسؤولين في الاقليم استطاعوا ان يقدموا خدمات مميزة لكل سكان اقليم كردستان وما نلاحظه من اعمار وبنى تحتية يؤكد ذلك… في حين اننا نرى المحافظات الجنوبية هي الاكثر تضررا من ناحية الخدمات يليها المحافظات التي يسكنها العرب السنة وهذا ما اصبح واضح للعيان ولابد من الحكومة الجديدة ان تفكر بحلحلة الوضع الاقتصادي وبجدية تامة والا فان السنوات القادمة سوف تضع الاصدقاء والاشقاء في دول الجوار وغيرهم في موقف محرج جدا عندها لابد من البديل والذهاب الى حكومة انقاذ او حكومة طوارئ
وكل هذه التطورات قابلة للتغيير على ارض الواقع اذا اراد من يحمل كفنه اليوم في مجلس النواب الى محاربة النفس اللوامة والعمل وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالى…