18 ديسمبر، 2024 4:03 م

جلباب الشعر المعثوث!!

جلباب الشعر المعثوث!!

الشعر المعاصر المكتوب يرتدي جلبابا معثوثا , ويتدثر بأسلاب المشاعر والعواطف وبعواصف الأحاسيس , التي تسكبها القرائحفوق رمضاء وجودنا المتصحر المسجور بالتنور.

يتحدثون عن التجديد , ويحسبونه هدما لشكل وكفى , أما الأفكار والرؤى والأغراض فليست مهمة.

ولهذا فلا يوجد جديد في الجديد , ولا حديث في الحديث.

نقرأ ما يسمى بالشعر , وما هو بشعر , فلا تفهم منه شيئا , ولا يعلمك معنى , ولا يطعمك بفكرة.

هل هو أكذوبة القرن العشرين بنصفه الثاني , الذي تم تعبأته للإجهاز على أمة العرب , وفقا لدراسات وإجتهادات ونظريات وتصورات , وتطلعات تهدف لسحق الأجيال بالأجيال , والعرب بالعرب , والإسلام بالمسلمين.

فالأمة عماد وجودها وقوتها وقيمها وأحلامها مسطورة بالشعر المتوارث , الذي تحشّدت ضده طاقات الأجيال لتنسفه , وتأتي بما يسمى شعرا لا يُقرأ ولا يُحفط , وينام في دواوين لا قيمة لها ولا دور في الحياة.

فالشعر أصبح مجرد كلام , كغيره من الكلام , والكل يدّعيه ويسمي نفسه  بالشاعر؟

فأين الشعر يا أمة الشعر؟

هل أنه في الكلمات المسطورة والمعبرة عن إضطراب الأفكار؟

إن ما نتوهمه شعراً لا يعرف الشعر لا من بعيد ولا من قريب , ولا يمكن للذائقة البشرية والنفس العربية أن تتفاعل مع كلام منخور , وعبارات تعادي ما يترقرق في أعماق الإنسان من أنغام ونبضات متوائمة مع إيقاعات الأكوان.

إن الشعر لسان حال التفاعلات الكونية الكبرى مع الذات البشرية الصغرى , وإن لم تتمكن من إدراك هذه الحقيقة الفاعلة في الوجود فلا تقل إنه شعر.

فهل سنكتب شعرا ولا نتوهم بأننا نكتبه؟!!

وتلك نكبة يؤسس لها أقوام “لايدري أنه لا يدري”!!

و”الشاعر الحق مَن يجلو الشعورُ له….شمساً من الوحي في داجٍ من الظلَم”!!