25 نوفمبر، 2024 9:35 م
Search
Close this search box.

جلال الاوقاتي/41

جلال الاوقاتي/41

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
فوجئ العميد الطيار جلال الاوقاتي.. قائد القوة الجوية، بإنقلاب 8 شباط 1963، وهو في منزله خارج خارج وزارة الدفاع، بينما الزعيم عبد الكريم قاسم، محاصر، داخلها.
يؤمن.. بحسب مقربين منه، أن البعثية قتلة مجرمون؛ سيجرون… وصدق ما إستشهد دونه؛ إذ جروا ما آلت اليه حالنا الان، من خراب…
قاد الاوقاتي، سلاح القوة الجوية، في الجيش العراقي، إبان حكم رئيس الوزراء الاسبق.. الزعيم عبد الكريم قاسم.. إلا انه نحر شهيدا، بأيد بعثية، حال وقوع إنقلاب 8 شباط 1963.
آفات أكلت الزرع فنفق الضرع؛ جراء جرائم البعثية؛ يعيثون فسادا في العراق.
احد قياديي الدولة، شكل قتله، إشارة بدء العمليات الانقلابية؛ إذ داهموا بيته، وكعادة البعثية.. يوغلون في الإذلال؛ إذ أعدموه امام داره، في “الكرادة” عندما طرق الباب مسلحون بلباس عسكري، واردوة قتيلا امام انظار أولاده وعائلته، في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا من يوم الجمعة 8 شباط 1963، بداية ساعة الصفر للانقلاب.
إنه رجل ذو افكار وطنية.. تقدمية، يعد من القادة العسكريين البارزين في الدولة، بعد وزير الدفاع.. تقي ورع، راقي  السلوك، مهذب بما يفوق الوصف.. صائم مصل، نزيه، ذو يد بيضاء، كثل زعيمه، بدليل أن البريد قدم له مرة، وفيه قائمة سفر تعود أليه شخصيا، متضمنة مبلغ (45 ) دينارا لسفره خارج البلد، فمزقها، قائلا: “الطائرة التي اقلتني للخارج على نفقة الدولة العراقية، والفنادق التي سكنتها والطعام والنقل، دفعت من قبل الدولة المضيفة، فلماذا اتسلم هذا المبلغ !؟”.
أين البعثية من أخلاق هذا الرجل، الذي أعدموه، بنفس طريقتهم بإعدام الهاربين من حربهم ضد إيران.. إنهم يعيدون تكرار جرائمهم حيثما حلوا، بينما يقتدي هو.. مخلصا، بطبائع زعيمه قاسم، الذي يستنفد ما في جيبه، بإكرام الفقراء، ويستلف من الحماية والمرافقين، مسددا لهم، نهاية الشهر، عند تسلم راتبه.. تبت يدا حزب يوقع بلأبرياء جرائم تفصح عن طويتهم هم وليس من ينكلون ببراءتهم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات