بعد كل ما حصل في العراق وفي العاصمة بغداد من دمار صار لزاماً على الشعب العراقي أن يرجموا كل شياطين السياسة وبمختلف انتماءاتهم لأنهم أثبتوا بعدم اكتراثهم للشعب الذي أوصلهم لما هم عليه الآن, على الشعب العراقي أن يخرج من دائرة الأحزاب الفاسدة التي ضيعت البلد وأن يتحرروا من عبودية الأحزاب التي أخذت على عاتقها انتهاك الحرمات والمقدسات والكرامات.وهنا نقول أن التفجيرات التي تحصل في العراق الآن أعطت الدليل القاطع على إنه داعش حركة تتبناها مجموعة من الكتل السياسية المجرمة … فمنذ الاحتلال الأميركي وإسقاط بغداد سنة 2003م ، لم تتوقف آلة الدمار في العراق عن الفتك بالأخضر واليابس، بين أبناء البلد الواحد، إذ تسبب الأميركان في محو معالم الدولة العراقية الموحدة، ممهدين الطريق أمام القوى الإقليمية التي تنتظر اللحظة المناسبة لقضم قطعة من العراق، خاصة الجارة إيران التي سارعت منذ البداية إلى زرع طائفييها في العراق وتأجيج الصراع المذهبي في كل مناسبة تتسنى لها، معتبرة أن الهيمنة على العراق ومقدراته وشعبه هي البوابة الرئيسية لغزو المنطقة العربية بكاملها طائفياً تمهيداً لإلحاقها بـ”الإمبراطورية الخرافية” التي تسعى لتحقيقها.وبين أميركا وإيران وساسة الصدفة التي جاءت بها تلك الدولتين المحتلتين للعراق ضاع هذا البلد وشعبه, فأميركا وإيران وكما يقول المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني في حواره مع وكالة أخبار العرب (( أميركا وإيران عدوان تقليديان متصارعان متنافسان على استعمارِ الدول والشعوب وسَلْبِ إرادتِها، وقد ابتلى الله تعالى العديدَ من دولِ المنطقةِ وخاصّةً لبنان فسوريا ثم العراق واليمن باَن تكونَ ساحةَ التنافسِ والنزاعِ والصراع وتقاطعِ المصالحِ بين إيران وأميركا، ولأن العراقَ بلد البترول والطاقات البشرية الفكرية الخلاقة فقد تصاعدَ وتضاعَفَ وتعمَّقَ واشتدَّ الصراعُ فيه بين القوتين المتنافستين )).فكان صراع هاتين الدولتين من جهة واتفاقهما بعض الأحيان من جهة أخرى أن يسبب وجود طبقة حاكمة فاسدة مفسدة سببت للعراقيين كل معاناتهم, وكما شاهد جميع العراقيين كيف إن هذه الشرذمة كيف تتألم ” لقنفة ” وبصورة جسدتها على إنها إنتهاك لهيبة الدولة, بينما خيم عليها الصمت والسكوت على الدماء التي سالت وتسيل في عموم العراق وخصوصاً في بغداد, هذه هي حقيقة هؤلاء الساسة الذين يحكمون العراق فقد جفت ضمائرهم ولم تجف دموع أو دماء الأبرياء.