في عام 2014 دعا السيد السيستاني الشعب العراقي في إنتخابات 2014 البرلمانية إلى تغيير الوجوه بمقولته (غيروا الوجوه فالمجرب لا يجرب)، و لكن لم يستجب أحد، فالذين إشتركوا في الإنتخابات أعادوا إنتخاب نفس الوجوه، و الآخرين الذي قاطعوا الإنتخابات تركوا مصيرهم بيد الذين أعادوا إنتخاب نفس الوجوه. الإنتخابات جرت في 30/4/2014 و بعد 40 يوماً في 10/6/2014 هجم داعش و إحتل جزء من العراق، و دفع الشعب العراقي ثمناً باهضاً لطرد داعش من المناطق التي إحتلها مصداقاً لقوله سبحانه و تعالى (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ، هود 117)، و لو أن هذا الثمن دفعه الشعب العراقي في الإنتخابات لتغيير الوجوه لكانت النتائج أكثر إيجابية على أرض الواقع، و لكن هذا الثمن دفعه الشعب و الوجوه نفسها باقية التي دعا السيد السيستاني لتغييرها التي هي سبب دمار العراق.
قال وزير المالية السابق (علي عبد الأمير علاوي)في ندوة إقتصادية بتاريخ 3 تشرين الأول 2020 على قاعة دار الضيافة لرئاسة مجلس الوزراء “أن هنالك 250 مليار دولار سرقت من العراق منذ العام 2003 و حتى الان، و هذا المبلغ يبني عدة دول” و “أن إنفاق هذه الأموال لم يكن هدفه إقتصادياً وإنما إستفادة مالية لبعض الجهات مما أدى إلى تراجع قدرات الدولة“، و لكن الشعب العراقي إعتبر تصريح وزير المالية مزحة على الرغم من أن حصة كل عراقي من هذه السرقة تساوي تقريباً 6250 دولار و التي تساوي 8250000 (ثمانية ملايين و 250 ألف) دينار بسعر تصريف 1320 دينار لكل دولار، و كرر الشعب العراقي سيرته الإنتخابية، ففي إنتخابات 2021 البرلمانية فإن الذين إشتركوا في الإنتخابات أعادوا إنتخاب نفس الوجوه التي سرقتهم، و الآخرين الذي قاطعوا الإنتخابات تركوا مصيرهم بيد الذين أعادوا إنتخاب نفس الوجوهالتي سرقتهم و هم ينتظرون معجزة إلهية لتخليصهم من هذا الحال الفاسد، و لكن الحال إزداد سوءاً، فأصبح اللصوص يسرقون أكثر …
الآن و قبل دخول الصيف علينا جفت مياه دجلة و الفرات في الجنوب، و بدخول الصيف فالجفاف من المحتمل أن يزحف نحو وسط العراق و سيكون صيفاً قاسياً، و ماذا نتوقع عندما يكون اللصوص يصولون و يجولون في البلاد و القضاء يداريهم و الشعب يوليهم أمره بالإنتخابات، فحتماً فإنه سبحانه و تعالى سيهلكهم و هذه المرة بجفاف دجلة و الفرات مصداقاً لقوله (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ، هود 117).