لماذا لايتنازل بعض البشر منا عن التعاظم والغطرسة في تصرفاته ولغة الاستعلاء والتكبر عند الحديث مع الاخر ومخاطباته . لماذا يصر البعض منا على فكرتهولايتقبل فكرة الاخر فيجد في نفسه الصواب مهما كانت فكرته تحمل من سلبيات وملاحظات ويمتنع عن فتح أي باب للنقاش والانفتاح على وجهة نظر ورأي المقابل ، لماذا ينظر البعض منا نظرة ازدراء واحتقار الى الاخر في حالة ان كانت لديه نعمة من نعم الله التي وهبها اليه او متع من متع الدنيا الزائلة كأمتلاكه للمال الوفير او السلطة ، لماذا هذه الدونية وهذه الصفات الذميمة التي أصبحت صفة شائعة بين البشر ، لماذا أصبحنا بعيدين عن الرأفة والتسامح بعيدين عن التكاتف والتلاحم لماذا هذا التراجع في القيم والتدني في الأخلاق أين نحن من مكارم الأخلاق لماذا لانأخذ العبر من عناصر الطبيعة المكونة للحياة ويتنازل كل طرف عن برجه العاجي بشيء بسيط لتحقيق الهدف الأكبر والخير الأوفر. درسنا في مادة الكيمياء حين كنّا طلاب ان الماء هو أحد العناصر الأربعة المهمة المكونة للطبيعة ( الماء ، الهواء ، النار ، التراب ) . و يعتبر من اساسيات أحتياج الانسان في حياته فثلثي وزن جسم الانسان متكون من ماء وأن اول مراحل تشكيل الطبيعة بدأت من قطرات ماء ، فلولا الماء ماكانت هناك حياة وماكان هناك وجود لا للنبات ولا للإنسان ولا لأي شكل او مظهر من مظاهر الحياة .
لو حللنا جزئية الماء (. H2O) لوجدناها تتكون من ثلاث ذرات .. ذرتي هيدروجين وذرة اوكسجين ، هاتان المادتان ( الأوكسجين والهيدروجين ) من خواص كل منهما الكيميائية أنهما قابلتان للاشتعال فالهيدروجين يعتبر من الغازات الخفيفه السريعة الاشتعال ولذلك يستعمل في اللحيم والصهر والبالونات الهوائية (المنطاد ) وكذلك الأوكسجين فهو وقود النار. لكن عند اتحاد هاتان المادتان السريعتان في الاشتعال تفقد كل مادة خواصها الكيميائية في شدة اشتعالها وينتج من اندماجهما عنصر لايشتعل بل يساعد في أطفاء الحرائق الا وهو الماء . الماء الذي لايستغنى عنه أي كائن حي ولا حياة على الارض بدونه .الا نتعلم من ما وهبنا الله.. الا نقف قليلا ونتأمل الحياة بمكوناتها ومكنوناتها وماتحتويه من عناصر و معادن ومواد وكيف ان في اتحادها وتكاتفها تتنازل كل مادة عن خواصها لكي تشكل مادة جديدة مادة ينعم بها كافة البشر , فهلا نتعلم من جغرافية الحياة دروس وعبر .