انا على يقين أن من يقف مانع لذلك هو تعنت الأستاذ نوري المالكي وتمسكه بالترشح لولاية ثالثة.. هذا نص كلام السيد جعفر الصدر.. واضح صريح محدد ، ولا يقبل التأويل، شأنه شأن الشهيدين الصدريين..
ولاني اتوقع ان تبدأ أبواق جماعة (ما ننطيها) بشن هجوم ضد هذا الشاب الثائر، كما هي عادتها، دائما.. صار من الضروري ان أوضح نقاط.. ستكون مفاجئة للقارئ.. لان أخلاق السيد جعفر الصدر، حالت دون نشرها.. وهي:
…. اخلاق السيد جعفر الصدر:
اولا: ان السيد جعفر، عقلية فذة، قد لا تجد لها منافس على الاطلاق، في وسطه، وانه قد ألف في صباه، قبل اكثر من 20 سنة، كتب علمية، رصينة، وحديثة المنهجية، نشرها بأسم احد المقربين له، لعدم تمكنه من نشرها باسمه الصريح.. بسبب الحظر الحكومي ضد ابن الشهيد محمد باقر الصدر وعائلته..
ثانيا: بعد 2003، لم يكشف السيد جعفر هذه الحقيقة، واحتفظ بها لنفسه، ولم يعيد طبعها باسمه الصريح..!!
ثالثا: هو اقرب المقربين من السيد الشهيد محمد الصدر (رض) على الاطلاق.. وقد ذكره في لقاء الحنانة فقال: هو نفسي..
رابعا: هو افضل طلبة البحث الخارج عند السيد الشهيد الصدر لغاية 1998م.
خامسا: خاطر في سفره الى ايران عام 1998 لاجل فتح مكتب للسيد الشهيد الصدر.. وتعرض هناك الى مضايقات شديدة .. لم يكشف عنها الى يومنا هذا..
سادسا: نزع الصدر اللباس الروحي، احتجاجا على ما لازم هذا اللباس المقدس من قلة تورع، ونفعية، غالبا، في السنوات الاخيرة..
سابعا: تحرك في خطوات رصينة، لتصحيح العملية الديمقراطية، واجهها حزب السلطة بمعارضة شديدة، عرقلت مساعي الصدر لاصلاح الواقع العرقي..
ومناقب عظيمة اخرى نتركها لفطنة القاريء اللبيب..
…… هل في التحالف رجال (متحدون)..؟
وكشف الصدر في بيانه، مهزلة التحالف الوطني، الذي يتصدر المشهد، وهو ليس اهل له.. وامتاز الصدر بالشجاعة والوضوح والانصاف، لانه اشار الى انجاز كتلة (متحدون) والى ما انجزه (الكردستاني) ..بينما بقي (التحالف) يراوح مكانه.. خائفا مرعوبا من (رئيس) الصدفة.. فقال:
ونحن نعيش هذا الظرف العصيب الذي ألم على وطننا الحبيب، أود أن أتقدم بالتهنئة مرتين ، الأولى الى شعبي الصابر الأبي لأنتخابه رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وملأ هذين المنصبين السياديين برجال وطنيين أكفاء ، وتهنئةٍ ثانيةٍ الى التحالف الكردستاني وإتحاد القوى الوطنية لتحملهم المسؤولية التاريخية وتعاليهم على المصالح الشخصية ونبذ الخلافات الداخلية .
وأتمنى وأدعو التحالف الوطني الى الأقتداء بهما ، والأسراع بتوحيد الكلمة وتقديم مرشح لمنصب رئاسة الحكومة ضمن المهل الدستورية ، وانا على يقين أن من يقف مانع لذلك هوتعنت الأستاذ نوري المالكي وتمسكه بالترشح لولاية ثالثة..انتهى.
والسيد جعفر استخدم طريقة (المقارنة) ليلفت انتباه (التحالف) الى انهم يحللون افعالهم ويحرمون فعل غيرهم..! ولو استخدمنا طريقة (المخالفة) او (عكس القضية).. يعني لو افترضنا ان الاخرين، قد تاخروا في الترشيح.. او ان (متحدون) اصروا على ترشيح النجيفي.. ماذا سيكون رد التحالف.. او جماعة القانون..؟؟!
ولم يقف عنوان شيعي الى يومنا هذا، ليتكلم بشجاعة ووضوح وحس وطني، بمستوى السيد جعفر .. وال الصدر ..!
والمتابع، يجد ان اغلب ما صدر من الاخرين، لا يحل المشكلة ، بل يعقدها..وبالرغم مما يتعرض له الوطن من تهديد، والشعب من معاناة، وبالرغم من الخطر الذي يتهدد الشيعو، الا ان التحالف (دايخ) بالاستاذ نوري المالكي..!!
….. ثم قال الصدر موجها كلامه لهم:
انكم الأن أمام محطة أختبار كبيرة وامتحان عصيب ، وأنتم تشاهدون مايجري على عراقنا الحبيب وشعبنا الصابر المظلوم من خطر قادم من خارج الحدود من عصابات الشر والظلام والتي تدعي الأسلام زوراً وتريد أن تهلك الحرث والنسل ، ومن خطر داخلي يهدد وحدة هذا الوطن ونسيجه الداخلي وهي السياسات الخاطئة والأستبداد والأثرة في الحكم، ونفوس سيطر عليها الشيطان فأنساها ذكر الله العظيم ويا للأسف تدعي الانتساب الى سيدنا الصدر ومنهج دعوتنا الأسلامية وهما منهم براء .
فليس من الدعوة الاستبداد بالرأي والإنفراد بالقرار وقد قامت على أساس الشورى والحوار وليس منها شعارات التفرقة والطائفية وهي التي نادت بالوحدة الأسلامية ونبذ الفرقة ، وليس منها التمسك بالمصالح الشخصية الضيقة وهي قد حملت على عاتقها مصالح الوطن وهموم الأمة .ولذا فأني أدعوكم لموقف شجاع حازم ينحاز لمصلحة الوطن وشعبه ويصدع بقول الحق ورفض الظلم ويؤثر مصلحة الوطن والمذهب ، موقف يمثل مباديء وقيم شهيد الأمة والعراق شهيدنا الصدر ، بنصرة الحرية والكرامة وتعزيز الوحدة والوئام ورفض الظلم والأستبداد والفساد .انتهى.
……. مصيبة الولاية الثالثة:
ولم يترك السيد جعفر الصدر، كلامه بدون نقاط، ولم يبخل بدمه لاجل الحقيقة وانقاذ الشيعة، فصرح بكل وضوح:
ان دعوات الصدر ضد الظلم ودماء قوافل شهداء الدعوة التي أريقت على طريق الحرية والكرامة تستنهضكم لأتخاذ موقف واضح وبين من اصرار الأستاذ نوري المالكي على الترشح لولاية ثالثة والذي يعني نهايةً للعراق الموحد وتمزيقاً لنسيج شعبه الواحد وأستمرار السياسة الكارثية التي اكتوى بها القريب قبل البعيد ، سياسة نابعة من أناس التفوا حوله لا لقيم الدعوة معتقدين ولا لهموم الأمة حاملين ولا لمصلحة الوطن مراعين ،
فأرجوا منكم اتخاذ موقف حاسم بسحب ترشيحه لولاية ثالثة والأستماع الى نداء العقل …
وهو يذكرنا ببيان ابية الصدر:
على كل عراقي شريف.. في داخل العراق وخارجه.. ان يفعل كل ما في وسعة.. وان كلفه ذلك حياته.. لإزاحة هذا الكابوس الجاثم على صدر العراق..