23 ديسمبر، 2024 4:50 ص

جعجعة العزف على قيثارة الاقاليم

جعجعة العزف على قيثارة الاقاليم

تحمل زيارة السياسي اللبناني ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الاخيرة لاقليم كردستان دلالات كثيرة ليست الصبغة الرسمية احداها، كونها جاءت بدعوة من الحزب الديمقراطي الكردستاني لشخصية تنشطر حولها الاراء وتختلف لتاريخها المعروف ابتداءاً من دوره في الحرب الاهلية اللبنانية وانتهاءاً بعلاقاته المريبة مع اسرائيل، حيث من الممكن قراءة نوع مثل هكذا زيارات من خلال الوفد المرافق والمتخصص من قيادة القوات اللبنانية والتي لايخلو تاريخها من البقع السوداء.
ومن حق الحزب االديمقراطي الكردستاني بوصفه الحزب الحاكم في الاقليم دعوة اي شخصية سياسية او دبلوماسية لاي سبب كان، لكن ليس من حق هذه الشخصية مهما بلغت من مستوى رفيع التدخل في شؤون المركز وتوجيه لوم او تقريع او توصيات ومقترحات لاي قضية تعد شأناً داخلياً، لان في ذلك تجاوز على السيادة العراقية التي لازالت تحبو في خطواتها الاولى، فمسيحيو العراق ليسوا بحاجة الى توصيات عربية او دولية لتقويم اوضاعهم المعيشية ومايجري عليهم اليوم يجري على كل ابناء الشعب العراقي، والارهاب الذي يطالهم يستهدف كل اطياف الشعب من دون استثناء، فشخصية مثل جعجع الذي سجن عام 1994 بسبب اتهامه بتفجير كنيسة سيدة النجاة بمنطقة كسروان في لبنان كما حوكم بتهمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي ورئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون، واتهم بعدها باغتيال النائب طوني فرنجيّة ابن الرئيس سليمان فرنجيّة وعائلته في إهدن، وحكمت المحكمة عليه بالإعدام، إلا إن الحكم خفف من قبل رئيس الجمهورية إلياس الهراوي إلى السجن مدى الحياة، كما تم الحكم بحل القوات اللبنانية، واطلق سراحه عبر عفو نيابي خاص من قبل المجلس النيابي الذي إنبثق بعد خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005، ليعود بعد ذلك إلى نشاطه السياسي الذي لايخلو من همس في الاوساط السياسية عن اتصالاته بجهاز الموساد الاسرائيلي لايصلح لان يكون عراباً لمسيحيي العراق وما تصريحاته الاخيرة، والتي عدها البعض تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق، بشأن اقامة اقليم مسيحي في منطقة سهل نينوى الا دلالة على ضعف الدور القيادي للمسيحيين وخلو الساحة السياسية من شخصيات عراقية مسيحية بأمكانها تصويب وضع ابناء الطائفة.
فجعجعة السيد سمير بالعزف على قيثارة الاقاليم في توقيت مهم وخطير، نظراً للتداعيات السياسية الاخيرة على الساحة العراقية، ماهو الا تمهيد لمشروع مستقبلي في غاية الخطورة لتقسيم العراق الى دويلات متناهية الصغر يسهل السيطرة عليها وعلى مقدراتها والتلاعب بأبناءها حسب مصالح واجندات تخدم اجهزة مخابرات اقليمية، يجب الانتباه لها كي لا تكون سبة تضاف الى كاهل ابناء الشعب العراقي الذي لاينفك من التدخلات الاقليمية والخارجية على حداً سواء.
[email protected]