23 ديسمبر، 2024 4:59 ص

جعبة خرقاء و سلعة بائرة

جعبة خرقاء و سلعة بائرة

سعى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية طوال 38 عاما الى العمل من أجل الحيلولة دون إقامة أية علاقات أو لقاءات بين منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة له و بين بلدان العالم عموما و البلدان العربية خصوصا، وقد قام بتوظيف إمکانياته السياسية و الاقتصادية لهذا الهدف حيث إعتبر إقامة أية علاقة مع هذه المنظمة خطا أحمرا، وهذا المخطط الذي إستمر لأعوام طويلة إستطاعت المنظمة بطرق و اساليب مختلفة من النضال من تخطيه و تجاوزه و نجحت في إثبات دور و حضور واضح لها على الساحة العربية وهو ماأغاظ طهران و أفقدها صوابها.
منظمة مجاهدي خلق التي نجحت نجاحا کبيرا في تحقيق تقارب مع البلدان العربية و کسب ثقتها الى الحد الذي شهد العالم فيه حضورا عربيا مميزا في التجمعين العامين للمقاومة الايرانية في عامي 2016 و 2017 على التوالي ولاسيما الحضورين المصري و السعودي، وکان من الطبيعي و المنتظر أن يبادر النظام الايراني للعمل ضد هذا التطور الذي يفسد مخططاته و مشروعه المشبوه في المنطقة، ولذلك لم يکن بغريب عليه أن يبادر الى التحرك وفق مخطط جديد يبدأ من بلدان أوربية و يستهدف فصم و تحطيم العلاقة و الثقة القائمة بين البلدان العربية و منظمة مجاهدي خلق.
محمد علي الحسيني، رجل الدين اللبناني الذي زعم خلال الاعوام المنصرمة بأنه معادي للنظام الايراني و لحزب الله وإنه يسعى لفك إرتباط الشيعة العرب بهذا النظام و هذا الحزب و فضح المشروع الايراني في المنطقة، وقد ساندته المنظمة و وقفت الى جانبه و أيدته بل وحتى قدمت له المساعدات المالية کما کشفت المنظمة عن ذلك من خلال الادلة و المستمسکات و الوثائق الدامغة، لکن هذا الرجل وفي خطوة مثيرة للتقزز و القرف، أعلن في باريس و عقب التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في 1تموز2017 الماضي، وبحضور حفنة من عملاء المخابرات الايرانية و قوة القدس الارهابية، عن عودته الى أحضان النظام الايرانية و عداءه السافر لمنظمة مجاهدي خلق.
رجل الدين اللبناني هذا وبعد هذا الاعلان الذي جوبه بسخرية لاذعة من جانب الاوساط العربية، يسعى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لإستخدامه کحصان طروادة ضد العلاقات العربية الحميمة القائمة مع منظمة مجاهدي خلق، وذلك من خلال فتح مکتب له في بلدان أوربية و توظيف عدد العاملين معه لکي ينشط ضد مجاهدي خلق و مناصريهم و حماتهم خاصة بين العرب تحت غطاء مثير للتهکم وهو”مکافحة الارهاب”، ولاندري أي إرهاب يکافح الحسيني ولارهاب يقوم مصنعه في طهران ذاتها!
من أجل دفع الاوساط العربية للثقة برجل الدين هذا، فقد دفعته طهران لإصدار بيانات ضدها و ضد حزب الله اللبناني بعد أن کان قد توقف عنها لأکثر من سنة، ويريد النظام الايراني من خلال ذلك توفير الارضية المناسبة و الملائمة للتصيد في المياه العکرة و التسويق لبضاعته البائرة ذلك إن هذا النظام لم يعد بإمکانه کالسابق أن يخفي مخططاته و يغطي عليها، مثلما إن رجل الدين هذا قبعد ظهوره المفضوح مع عملاء المخابرات الايرانية و قوة القدس الارهابية، قد صار ورقة محروقة وليس في إمکانه أبدا أن ينجح بهذا الدور المشبوه المناط به.