إفتح ياسمسم عمل عربي مشترك، وبرنامج ثقافي مخصص للأطفال، حظي بمتابعة ملايين المشاهدين، منذ وقت طويل، رغم أن نسخته الحديثة عليها بعض الملاحظات، على أن هناك فقرة فيه، تتحدث عن ظهور شكل هندسي طائر قادم من بعيد، فيقول المعلق: عدّوا الأضلاع، والأطفال بدورهم يندمجون في المشهد، فيعدون الأضلاع، ثم يكتب الإسم: مثلث، مربع، متوازي، مستطيل، وغيرها فيتعلمون بذلك أسماء مصطلحات رياضية، وهم ببداياتهم المدرسية، فما أجمل أن تصاغ برامج، بهذه الجودة والنوعية لأجيالنا العربية المعذبة! يبدو المشهد العراقي ببرلمانه الممزق لمعسكرين، ليمثل صورة سيئة أمام العالم، وكأن جسماً غريباً قادماً من كوكب الرذيلة، لوث فكر بعض أعضاء مجلس النواب، ليرسموا أضلاعاً جديدة للعملية السياسية، وبعثوا بها لبعض الناس، كرسالة إطمئنان مزيفة، في ظاهرها دعوة خاوية للمضي بالإصلاحات، لكن الحكمة تنقص هؤلاء، فحقيقة ما يجري، يقع تحت مسمى الغنيمة السياسية، التي يراد الحصول عليها قبل الإنتحابات، وليس إيقاف المحاصصة ومحاربة الفاسدين، لأنهم أس الفساد وأساسه القذر، الذي إضاع أمن العراق وثرواته!القرارات المتسرعة في دعوة الإصلاحات، التي ولدت معاقة، بلا مشورة أو إستشارة حقيقية، كانت مخيبة للآمال، فضلاً عن تسببها، بإحداث فوضى بعمل الحكومة، وتعطيل القوانين، كما أن خرافة الإعتصام بنية الإصلاح، محاولة بائسة للتغيير، والسبب صريح جداً، أين كانوا من التغيير؟ أيام مطالبات المرجعية بتغيير الوجوه الكالحة، فمن المضحك كثيراً أن يكون الداعي للأصلاح، هو الفاني للثروات، القاضي بأحكام الفساد، وإحكامه لهم بالمناصب، والهيئات المستقلة وبالوكالة، وكأن العراق لا يوجد فيه غيرهم، أفحكم الفاشلين تبغون؟ الجسم الطائر القادم الجديد، في الجلسة المقبلة، هل سيكون وفقاً لتوقعات متابعي برنامج إفتح ياسمسم؟ وأي الأضلاع ستكون متوازية مستقرة؟ أم سيمثل المعتصمون شكل شبه المنحرف، والإصرار على إحداث الفوضى؟ أم أن الأمور ستجري تبعاً للسياقات الدستورية، لإنقاذ العملية السياسية، ليتمكن أطفال العراق، بدلاً من بعض ساستهم المضغوطين، ليقوموا بعدِّ الأضلاع الجديدة، ويرسمون شكلاً مشرقاً لعراق واحد جميل بتنوعه، وأراهم يخاطبونهم قائلين: يمكننا أن نغير حياتنا، إذا غيرتم إتجاهاتكم العقيلة، وأشرتم ببوصلتكم نحو العراق فقط!