في بداية عام (1991)تم تدمير الجسر المعلق في بغداد , وكنت صباح ذلك اليوم حاضرا المشهد , وقد تجمع المئات من الناسوكأنهم في مسيرة عزاء وتشييع للجسر , وكان الحزن مخيما والندب والعويل ظاهرا , بل البعض كان يلطم.
وفي (26\3\2024) إرتطمت سفينة شحن بجسر في مدينة بدولة متقدمة , فتهاوى الجسر , وماذا جرى في صباح اليوم التالي؟
كلمات تحدي وعزيمة متنامية لإعادة بنائه , والعمل الجاد على إتخاذ الإجراءات اللازمة , لتوفير ما يحتاجه إعادة البناء من أموال ومواد.
إنها مجتمعات تحدي وإصرار وتوثب , ومجتمعاتنا فيها ميل للرثاء واللطم وذرف الدموع وتعزيز العجز والقنوط.
أنظروا ما يحصل في غزة منذ (7\10\2023) , دمار مروع , وإبادات جماعية , والأمة منقسمة بين صامت لا مكترث , ومتعاون مع العدوان , ومعظمها ترثي وتنوح وتتوجه بالدعاء لا غير , والأخبار تتوالى عن القتل اليومي وكأن البشر أرقام.
فهل برز التحدي المتحد؟
وهل هبت الأمة كرجل واحد؟
إن المجتمعات الحية لا تستكين , وتعمل بجد وإصرار لتأكيد ذاتها وموضوعها .
فهل نحن مجتمعات حرة أم مسخّرة لتأمين إرادات الآخرين ؟
إن ما يحصل في مجتمعاتنا من تفاعلات وتداعيات يشير إلى أننا ضد ذاتننا وموضوعنا , ونستطيب البكاء على الأطلال وذرف الدموع , فهذا ما نستلطفه , ولا حول ولا قوة عندنا إلا القنوط!!
و”هيا نجدد للبلاد شبابها…متكاتفين على الزمان الأنكد”!!