23 ديسمبر، 2024 9:16 ص

جسدها متاهات من الجروح – قصة قصيرة

جسدها متاهات من الجروح – قصة قصيرة

1

كلما نظر اليها احس برعشة عذراء تخدش حوافره فهي بالنسبة له ليست انثى عادية فجمالها يصف ملامحها الناعمة السمراء وصهيل صوتها يقرع في بقاع رجولته اجراس الثورة …..
فهي تعلم ان هذا الرجل يحوم حول عرينها فرغبتها الجامحة نحو سمو كبرياء انوثتها يجعلها تأبى ان تكون مجرد قطعة من القماش يرسم عليها هذا الرجل تفاصيل هزيمة اخرى مع العشق ؟

2

كان يخشى ان تعرف انه على علاقة غير شرعية بأنثى تصدح انوار الشعر عند رؤية ملامح وجهها فهو لا يحتمل فكرة رحيلها وفراقها عن جسده فهي بالنسبة له مرفأ يلقي كل همومه ومتاعبه على ارصفته فالحنين كاد يقتله ذات يوم عندما شعر ان غضبه وعجرفته وطغيانه وغروره قد مزق ترائب كل اللحظات الجميلة التي عاشها برفقتها في صفحات الازمنة الغابرة ؟

3

يحبها بجنون ويعشقها بجنون لأنها تعرف كيف يفكر عندما يكتب الشعر فهي تعرف الحروف والكلمات التي سيكتبها في احدى قصائده العارية فهو يهوى فيها موهبتها في معرفة اسرار وخفايا رجولته المستباحة فيقرر البحث في صفحات انوثتها عن بقايا قيود واسلاك شائكة حفرت على جسدها متاهات من الجروح التي لا تلتئم ؟

4

سيفشل في رحلته الثورية وهو يرقد تحت جسدها كقصيدة شعر حولتها رمال الصحراء الى كتلة هامدة من الحروف والكلمات التي ستمحو انتصاراته مع الحب فهذه عادة لا يمكنه الاستغناء عنها فلقد تشققت زوايا قصائده الصماء لتتحول الى اعمدة من الدخان المتطاير من سيجارته الارستقراطية ؟
5

حنينه للشعر افقده كبرياء رجولته فهو يعتقد ان جسدها هو ملاذ حفيف اوجاعه والامه فهذه هي المأساة التي يعيشها فهو يبحث عن انثى تحل محل حبيبته التي هجرته خوفا من تأريخ عائلته التي ترقص في اروقتها اساطير قصة الابن الضال الذي عشق انثى هاربة من وطن قصائده الحمراء ؟