بدون مقدمات ونحيب وبكاء على الأطلال .. والله يا جماعة الخير ” جزنا وجزعنا من الدم قراطية , وجزنا من العنب ونريد سلتنا ” كما نقول بالعراقي .
وبالعراقي أيضاً , وبلهجة أهلنا المنكوبين والمفجوعين .. عمي .. أقسم لكم بكل مقدس لقد سئمنا ولعّبة أنفسنا من الديمقراطية المزعومة ومشتقاتها وخزعبلاتها ونفاقها ونفاياتها .
والله يا جماعة الخير .. كفرنا بهل التغير الأسود , والساعة السودة التي جلبت لنا كل هذا الخراب والدمار والقتل على الهوية , وهذا ناصبي وذاك رافضي , وهذا داعشي وذاك وهابي .
ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على ما يسمى زوراً وبهتاناً بالعملية السياسية المسخة , وبمن صدرها لنا , وجاء بها عبر آلاف الأميال , وبمن يتزعمها ويقودها من شلة شذاذ الآفاق والممسوخين , وبمن بارك وهلل وطبل لها , وبمن قبض ثمنها الذي كان يساوي ( 200 مليون دولار ) مقابل تخدير عقول العراقيين المساكين بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان , بأن الله سخر لهم عدوهم الخارجي !؟. ليخلصهم من عدوهم الداخلي !؟؟؟, وليخرجهم من حقبة الدكتاتورية البغيضة , إلى حقبة حرية وديمقراطية التخلف والجهل والأمية وممارسة الشعائر التي ما أنزل الله بها من سلطان , كما ادعى ويدعون حتى يومنا هذا بلا خجل وبلا حياء وبلا مخافة من الله , وأظن تعرفون .. أقصد من !؟.
والله وتالله وبالله أصبح غالبية الشعب العراقي وبدون مبالغة .. حتى الأطفال الذين ولدوا ما بعد عام النكبة الوطنية 2003 يأن ويحّنْ ويترحّم على ذلك الزمن الجميل , بمجرد سماع الآخرين يحكون عنه , أي زمن الدكتاتورية زمن الأمن والأمان الخالي من القتل والخطف والتفجيرات والقاعدة وداعش وغيرها من المليشيات التي تسرح وتمرح وتخطف وتقتل , زمن البناء والإعمار . زمن المصانع والمعامل الزاهر , زمن التقدم والتطور العلمي والتقني , زمن محو الأمية والبعثات والدراسات , زمن العلم والعلماء والتكنلوجبا … ألخ , اليوم بات أعداء ومعارضي النظام السابق يترحمون عليه , فما بالك بالمحبين والمنصفين والمؤيدين !؟, أليس من حقهم ومن حقنا أن نكفر بديمقراطية أمريكا وعملائها وإيران وأوباشها ونترحم على باني مجد العراق وحامي حياضه ” الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله ” , ونتمنى أن يعود حكم الحزب الواحد الشمولي كما يصفونه .. أي حكم حزب البعث العربي القومي العروبي ورجاله الأمناء الشرفاء الأصلاء , بدل أحزاب الطوائف والمليشيات وأقزام سياسة آخر زمان وأمراء الحرب الطائفية .
أيها الناس صدقوا أو لا تصدقوا .. وقولوا عني ما تشاؤون … بعثي .. صدامي … ألخ , ليس مهم بالنسبة لي , اليوم باتت الغالبية العظمى تتمنى عودة ذلك النظام , بغض النظر عن الأخطاء والهفوات التي شابته , لكننا يجب أن نكون منصفين وعادلين وشجعان ولا نخاف بالحق لومة لائم , لقد حافظ ذلك النظام الذي يحلو للبعض بنعته بالنظام البائد .. على وحدة العراق أرضاً وشعباً , ودافع عن وحدة الوطن وكرامة المواطن على مدى 35 عام , ولو تم الآن إجراء استفتاء شريف ونزيه وعادل في عموم العراق , وتم طرح السؤال التالي :
هل تريد عودة البعث ونظام تلك الحقبة .. أم البقاء على هذا الحال … لكان الجواب بنعم وبنسبة لا تقل عن 70% , طبعاً ما عدى الدخلاء واللصوص والمستفيدين من هذا الهرج والمرج وخلط الأوراق وخلط الحابل والنابل , وشغل العراقيين بأنفسهم وبتأمين قوت يومهم بشق الأنفس , وتأمين أمنهم وأمانهم , ناهيك عن السواد الأعظم من الفقراء والبسطاء , بل وحتى من فقدوا زهرة شبابهم وفلذات أكبادهم في حروب الشرف والكرامة التي دافعوا خلالها عن حدود الوطن ووحدة الشعب العراقي , سواء في حرب الثمان سنوات مع العدو الإيراني المجرم , أم في حرب الكويت التي فرضت على العراق فرضاً , والتي كنت ولا أزل أقول بأن تلك الحرب كانت فخاً إجرامياً شيطانياً ماسونياً خبيثاً , مهد وعبد الطرق وهيأ الشعب العراقي نفسياً للقبول بالأمر الواقع , بعد أن حطم معنوياته وهدم بناه الإجتماعية قبل بناه التحتية , لكي يصل إلى ما وصل إليه من فقر وعوز ومرض ومحنة قل لها مثيل في تاريخ الحروب والحصار , الذي فرض علينا على مدى ثلاثة عشر عاماً , ليذعن ويقبل ويستسلم في نهاية المطاف بسبب تكالب الأعداء بما فيهم ذوي القربى للأسف , والذي دفع ومازال يدفع ثمنه الباهض الشعب العراقي منذ عام 1990 وحتى يومنا هذا .
اليوم الناس في هذا الوطن المستباح , سكارى وما هم بسكارى , بسبب اصابتهم بتخمة الديمقراطية , عقد كامل من الوعود والعهود الكاذبة , والنفاق الديني والمذهبي والسياسي , عقد كامل من الانتخابات المزورة وتبادل الأدوار بين لصوص وسراق ومافيات , عقد كامل من السلب والنهب وضياع ثروات العراق وتاريخه وإرثه الحضاري , ومخطوطاته وكنوزه التي لا تقدر بثمن , عقد كامل من استباحة الدم العراقي وهدر أموال العراقيين , عقد كامل من قتل وتشريد وتجويع وتهجير , عقد كامل من اختلاق المشاكل والفتن والحروب وتهريب أعتى عتاة القتلة والمجرمين من السجون في وضح النهار بسبب عقد صفقات سرية بين إيران وأمريكا , واعتقال الأبرياء من النساء والرجال والأطفال بدون أي ذنب بحجة محاربة الإرهاب ؟؟؟, والحبل على الجرار , ولا نعلم ماذا يخبأ لنا الغد من مصائب وأهوال لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .
مازالت التفجيرات تحصد أرواح الأبرياء حتى هذه الساعة , وقصف وقتل الإطفال الرضع في بيوتهم , والتلاميذ في مدارسهم مستمرة وفي تصاعد مستمر , بحجة وتحت ذرائع محاربة الإرهاب الداعشي وغيره من الأكاذيب والممارسات التي لم تخطر حتى على بال شياطين الجن .
للأسف بلد يحترق وشعب يقتل ويسبى باسم هذه الديمقراطية الزائفة والعفنة , احتل الشيطان الأكبر ” أمريكا ” العراق , لتسلمه فيما بعد على طبق من ذهب للشيطان الأصغر ” إيران ” وملاليها المتعطشين للثأر والقتل وسفك الدماء والانتقام من كل ما هو عراقي , بغض النظر عن قوميته ودينه ومذهبه , فكلنا بنظرهم أعداء تاريخيين , تنتقم منا ليس فقط بسبب حرب الثمان سنوات , وواهم من يعتقد ذلك !, بل هي تنتقم من العرب الذين تطلق عليهم بالأجلاف الذين حطموا وهزموا اميراطوريتها التي كانت آنذاك تضاهي أو تشبه إلى حد كبير إمبراطورية أمريكا الآن قبل 1400 عام , ولهذا هي تنتقم وستبقى تنتقم بغض النظر عن نوع الحكم في هذا البلد والجار الشرير والعياذ بالله .
أخيراً .. نطالب ونناشد شعوب وقادة دول العالم أجمع من خلال منظمات وهيئات الأمم المتحدة , ومنظمات وهيئات حقوق .. الحيوان والإنسان بأن يعيدوا لنا زمن الدكتاتورية الرائعة , ودكتاتور عادل أمين يحب العراق .. أفضل من دجال منافق يدعي الدين وحب الحسين ..؟, سنختاره نحن بمحض إرادتنا وبكامل قوانا العقلية بعد هذه التجربة المريرة والفترة المظلمة , لكي نحافظ على ما تبقى من دماء وأرواح وثروات ووحدة وطن مزقته الحروب والفتن والاقتتال الطائفي ومازالت , وليأخذوا ديمقراطيتهم البائسة والسخيفة , وكل هؤلاء الأمعاة والسذج والمزورين والسراق , ليرموا به إلى مزبلة التاريخ , غير مأسوف عليهم , وعندها لن يجدوا من يذرف دمعة واحدة أو يحزن عليهم من أبناء هذا الشعب المنكوب .
وللحديث بقية .