23 ديسمبر، 2024 3:48 م

جريمة وحشية تهز ضمير الانسانية

جريمة وحشية تهز ضمير الانسانية

 استيقظت ابنة الانبار سما ، على اذان فجرها الجديد ،  وتوضأت بماء الفرات قبل ان تغتسل بدمائها الطاهرة ، لتقابل بارئها مفترشة سجادة صلاتها لتكون اخر صلاة تؤديها واقفة خاشعة لرب العزة قبل ان يصلي عليها الجمع المؤمن صلاة الغائب ، فتذهب روحها الزكية الى ربها الأعلى شهيدة محراب العلم والدراسة .

أراد المجرمون القتلة ان يوصلوا رسالة الى أبناء الانبار بانه لا مكان للعلم في مدينتكم طالما انكم لا تؤيدون سياسة الحكومة  تلك الحكومة التي تريد اذلال أبناء الانبار واحتقارهم وسلب كرامتهم ، والحقيقة هي ان أبناء الغربية أصحاب نخوة وغيرة وشجاعة يكرمون ضيوفهم ويعمرون دلالهم  ويسكنونهم ماء المُقل ، وعليه يجب ان يكون العلم بين ابنائهم ” عاقراً ” غير ولود ، وهذا هو بيت القصيد، وديدن الجبناء .

اذا كانت الشهيدة سما ابنة العشرين ربيعاً قد امتزجت دماؤها بحبر كتبها بسبب عنجهية ووحشية وقسوة الفعل الاثم ، فهذا اكبر دليل على ان مطلق الرصاص على عنقها البريء لا يحمل بين ضلوعه أي نفس عراقي شريف ، ومعلوم لدى الجميع ان هذا الشخص يحمل معه ريحاً صفراء مسمومة اكبر من حجم الفعل الشنيع الذي ارتكبه .

  كانت المغدورة التي تخضبت دماؤها الطاهرة في الحرم الجامعي صبيحة يوم الاحد الموافق 1/6/2014 تؤدي الامتحانات النهائية للمرحلة الثانية في جامعة المعارف حيث اغتالتها رصاصات الغدر ، ولم يقتلها القناص الا لأنها تحمل سلاحا فتاكا في معركة ضد الجهل في أقدس مكان وساحة مصارعه ضد الظلم و الحرم الجامعي .

  سلاحها الوحيد الذي كانت تحمله بيدها هو القرطاس والقلم ، فكانت لها الشهادة العليا ، انها بحق شهيدة العلم والحرب في ان واحد .هذه الشهيدة خرجت روحها الطاهرة بصمت وسكينة امام انظار زملائها وزميلاتها الذين انهمرت دموعهم وتفطرت قلوبهم حزناً والماً امام مشهد القتل الوحشي الذي يطال أبناء هذه المحافظة التي اكتوت بنار عملائها اكثر من نيران اعدائها .

اي خسة واي عار هذا الذي يحمله الخونة والمتآمرون عليك يا حاضرة بني العباس ، واي تحالف سياسي مشبوه تتحدثون عنه يا سنة المالكي مع ولي الدم ، يامن تلهثون وراء مصالحكم على حساب دماء أبناء جلدتكم ،ستبقى دماء الأبرياء تلاحقكم وتلعنكم وستبقى جريمة الحرم الجامعي اكبر شاهد على خيانتكم ورخص اثمانكم .

نامي ايتها السما قريرة العين يفوح من ثراك عبق الطهارة وعفتها ، ارقدي ايتها الروح المطمئنة راضية مرضية في ارضِ البطولة والفداء وغار الشرفاء سيكلل ذكراك الى يوم القيامة وسيبقى قلمك وقرطاسك ملطخاً بعار الجبناء يقض مضاجع القتلة والمجرمين طالما اخوانك واخواتك يحملون اقلامهم يفقعون بها عيون الظلم ، الا تباً لكم أيها الضعفاء والجهلاء … الا تبت اعين الجبناء .