8 أعوام من فترتين رئاسيتين لأوباما، شهد خلاهما نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فترة ذهبية نادرة کما وصف ذلك معظم المراقبون و المحللون السياسيون، خلال هذه الفترة تمادى فيها هذا النظام في سياساته المشبوهة في المنطقة ولاسيما في العراق و سوريا و اليمن و لبنان، وأطلق خلالها الکثير من التصريحات و المواقف”العنجهية”المشبعة بالغطرسة و الغرور خصوصا عندما ذکر بأن حدوده الجديدة قد صارت البحر الابيض المتوسط وإنه يقاتل في بغداد و دمشق و صنعاء حتى لايقاتل في شوارع طهران!
إدارة أوباما التي منحت الکثير من أسباب القوة لهذا النظام الذي کان من الممکن أن يسقط خلال الاعوام الثمانية الماضية، بحيث جعله يتمختر و يتعنتر على بلدان المنطقة و يوحي لشعوب و دول المنطقة من إنه قد صار أمرا واقعا ولامناص من الانصياع لمطالبه و رغباته في المنطقة، کما إنه قد تمادى أکثر في جرائمه و إنتهاکاته اللاإنسانية في العراق و سوريا و اليمن، بحيث جعل هذه البلدان الثلاثة تعاني الامرين من جراء سياساته الخبيثة التي إنعکست بصورة سلبية على الاوضاع فيها، وکان واضحا إن إحساس الغرور و الشعور بالقوة قد أعمى بصيرة هذا النظام متناسيا من إنها مجرد مرحلة ولابد لها من الانتهاء، ولاسيما وإنه کان يتصرف وکأن الزمن سيقف عند هذه المرحلة السوداء و لن يتغير، حتى جاء اليوم الذي لملم فيه أوباما حاجياته و غادر البيت الابيض الى غير رجعة ليبدأ عهدا جديدا من أهم معالمه إعادة النظام الايراني الى حجمه و قص أظافره التي طالت أکثر مما يجب.
مجئ الرئيس ترامب الى البيت الابيض و الذي کان بداية مآسي و مصائب النظام الايراني، حيث إنه قد حدد من دور و تأثير لوبي النظام في واشنطن کما إنه وضع الاساس لمرحلة جديدة تٶسس لتحديد تحرکات و نشاطات النظام الايراني و تحد من دوره و تدخلاته في دول المنطقة، ناهيك عن إن هذا العهد قد بدأ بتلقي الرئيس الامريکي الجديد لرسالة خطية من 23 سياسيا أمريکيا مرموقا يدعوه فيها الى تغيير السياسة الامريکية تجاه إيران و بدأ حوار مع المقاومة الايرانية، وهو الامر الذي ولد الکثير من ا؛قلق في طهران خصوصا وإن ترامب قد إستلم الرسالة يدويا بما يحمله ذلك من معاني خاصة ذات مغزى، هذا القلق الايراني إستمر حتى بلغ ذروته عندما بادر الرئيس ترامب بتوجيه ضربة صاروخية للنظام السوري عقابا له على إرتکابه لمجزرة أدلب، وهذه الضربة التي کانت رسالة أمريکية للعالم کله، لکنها کانت موجهة بشکل خاص لطهران و دمشق و بغداد و لأطراف أخرى في المنطقة، بل ويمکن القول من إنها جرة أذن واضحة لطهران و دمشق و بغداد، لکن لو لم تحمل هذه العواصم جرة الاذن هذه بنظر الاعتبار فمن المٶکد جدا بأن الذي سيعقب ذلك سيکون أکثر من جرة الاذن بکثير!