انقسم الشارع السياسي ما بين مؤيد لما تقوم بة تركيا وبين مضاد لها .. وان لكل طرف تبريراته .. بمعنى هناك جدال من يعتبر الأتراك شياطين وهناك من يعتبرهم ملائكة وكذلك بالنسبة للأكراد كل حسب أجنداته وحساباته، والطير المذبوح هو سوريا وخصوصاً السوريين العرب الذين تشهد مناطقهم ما يجري من صراع دامي ذاقوا فيها الأمرين من هذا الطرف وذاك، لهذا لابد وان نبين حقيقة ما يجري من احداث في الشمال السوري وتحديداً شرق الفرات ووجهات نظر الاطرف التي تتصدر المشهد .. ولكن في البداية نود ان نشير الى ما انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي من حديث لشخص من الشمال السورى يروي حقيقة ما جري من احداث في تلك المناطق حيث يقول : –
( الكل يتحدث عن نبع السلام بأنها عملية عسكرية تركية داخل الاراضي السورية وهذا خطأ لان هذه الاراضي خرجت من تحت السيادة السورية منذ عام 2012 واصبح اسم الشمال السوري ( ورج افا ) وهذا يعني باللغة الكردية غرب كردستان وكان اول ما فعله ال b k k عندنا استلمو حكم تلك الاراضي العربية من فصائل الجيش الحر هو الاستيلاء على محلات وبيوت الناس اللذين شاركو بالثورة السورية وطردوهم خارج البلاد واستباحوا حرمة البيوت وهدموا القرى العربية بالكامل وهجرو اهلها واطلقو على باقي القري والمدن اسماء كردية مثلا ( رأس العين اصبحت سري كانيه ) و ( تل ابيض اصبحت درباس بيه ) وغيرها كثير جدا ووضعو قانون جديد للبلاد وعينو رئيس لها ووزراء ومجلس شعب واقاموا المحاكم الخاصة بهم والتي تحكم بقانونهم واقامو البلديات وعينوا الموظفين بدوائر قاموا بأنشائها واصبحت اللغة الكردية لغة رسمية للبلاد واذا اراد اي مواطن سوري من مواليد المحافظات الاخرى مثل حلب او دمشق القدوم الى المناطق الكردية لا يمكنه ذلك الا اذا أتى بكفيل كردي كما يحصل في شمال العراق وقاموا بسوق الشباب بالقوة الى الخدمة الالزامية بجيش الدولة الكردية الجديدة وطبعوا المناهج الدراسية باللغة الكردية وعلقت صورة اوجلان وهو رجل تركي ورئيس حزب ال b k k على كل الجدران والساحات والمكاتب والسيارات .. ويقول شاهد العيان السوري .. لهذا تركيا لا تعتدي على سيادة الدولة السورية بل تحارب روج افا ولا تقاتل السورين هذا ما وجب التنبيه له حسب قوله )…
لذلك يمكن اعتبار ما تقدم وجهة نظر سورية تركية ..
اما وجهة نظر قسد الكردية التي هي رمز لقوات سوريا الديمقراطية فأنها تدعي محاربة داعش والدفاع عن النفس وتتخذها حجة في اخفاء تلونها حسب تقلبات الظروف مع بقاء الثوابت في اجندتها التي ترمي الى تحقيق الدولة الكردية من خلال السيطرة على مناطق عربية وإقامة تغييرات ديمغرافية فيها بشكل شبه كامل مثل الرقة التي فيها نسبة العرب أكثر من 93 بالمئة، ودير الزور ورفعة العرب وتل ابيض التي نسبة العرب فيها 100 بالمئة، والحسكة نسبة العرب قرابة 80 بالمئة، ومنبج نسبة العرب فيها أكثر من 94 بالمئة، والباقي خليط عرقي (اكراد وتركمان وجركس واشوريين ) كل ذلك من اجل تحقيق حلم الأكراد في كل مكان بانشاء دولة كردستان الكبرى ..
اما الأتراك فقد بات يوجه لهم اصابع الاتهام بان لهم اطماع كبرى في المنطقة ولكنهم يؤكدون بأن الموقف التركي ينحصر ما بين الخشية على أمنهم القومي من وجود قوة كردية مناوئة لهم تريد تأسيس دولة مجاورة لمدن تركية يقطن غالبيتها أكراد وبين ادعائها وفق مشهد جديد تحت عنوان انشاء منطقة امنة للاجئين، ولكن الذي اضعف الموقف التركي هو استخدام اللاجئين ورقة سياسية مرة تهدد بهم اوربا ومرة تريد احتلال مناطق سورية تحت هذ الغطاء ..
اما الموقف الأمريكي الذي يتسم بالنفاق والمراوغة والانتهازية حيث جعلت امريكا من مقاتلي قسد اداة لتقسيم سوريا وتركت لهم المجال بعد تسليحهم باقتحام المدن والبلدات العربية السورية ولغاية البو كمال ولم تعترض على الممارسات التي تقوم بها تلك القوات من جرائم تغيير ديمغرافي بحق السكان العرب واليوم تراوغ في المماطلة ما بين تركهم لالقاء حتفهم وبين الدعوات المخادعة للدفاع عنهم والتنديد بالتدخل التركي وهي لا يهمها سوى اشعال المنطقة في حروب لها اول وليس لها نهاية لحين الوصول الى الاهداف الاستراتيجية المطلوبة وهي تقسيم سوريا كبداية لتقسيم باقي دول المنطقة ..
اما العرب فلا نريد التطرق الى مواقفهم لانها حقا مثيرة للسخرية لأنهم منقسمين من هذة المسألة المعقدة مثلما هم منقسمين في كل شيء ..
واخيراً لابد من القول ان السبب الرئيسي لما يحصل من مواقف شائكة تدفع ثمنه سوريا وشعبها العربي الأصيل، هو النظام الدكتاتوري الشمولي المتسلط على رقاب الشعب والذي قايض الدولة السورية مابين كرسي الحكم ودخول كل قاذورات خلق الله لأحتلال سوريا وتقطيعها أوصال فقد تم ادخال داعش لخلط الاوراق لضرب انتفاضة الشعب السوري بالدبابات والطائرات والكيمياوي والبراميل المتفجرة ثم ادخل الإيرانين ليكون لهم موطئ قدم في سوريا لحماية عرشه بحجة محاربة داعش وكذلك ادخل الروس التي استعمرت وهيمنت على كل مفاصل الدولة الى ان وصل حال شعب سوريا ملايين مابين مشرد وقتيل ومهجر ..