ربما يتصور البعض بان جريمة اغتيال القائدين الشهيدين الجنرال سليماني والمهندس ( رض) هي جريمة حالها حال بقيه الجرائم المرتكبة يحدد المتهم وتشخص ابعادها وتعلن فيها نتائج التحقيق فيعاقب من يعاقب وتتدارك الامور الاخرى او يغض النظر عن بعضها وكلا حسب موقعها واهميتها .
بل على العكس مما ذكرناه اعلاه فان جريمة اغتيال القائدين الشهيدين الجنرال سليماني والمهندس ( رض) فان لهذه الجريمة بالذات جذور وتداعيات لانها وقعت في وقت عصيب وكانت الاحداث التي مر بها العراق من تصاعد لحدة التظاهرات الجوكرية والبعثية والتي كان مخطط لها مسبقا من قبل سفارة الشر والطغيان امريكا دور كبير في تهيئه الارضية الاعلامية والميدانية على الارض لتنفيذ عملية الاغتيال ناهيك عن ان الزمر البعثيه وايتام النظام البائد كانوا معشعشين في جميع دوائر ومفاصل الدولة وهم بالتالي اداة استخباراتية وعميلة للعدو الامريكي بصورة غير معلنة اضافة الى وجود عدة سفارات عربية وخليجية معادية للعراق وشعبه وكان يغيضهم انتصار العراق في معارك النصر على داعش الارهابي وهم كانوا ولا زالوا يعملون ليلا ونهارا لتدمير العملية الديمقراطية في العراق الجديد .
ان عملية اغتيال القائدين الشهيدين الجنرال سليماني والمهندس ( رض) لم تأتي وتنفذ بهذه السرعة لولا لم يكن لها مقدمات اعلامية وميدانية ومجتمعية قامت بدعمها قبل ان تنفذ فليس من المعقول ان تقوم القوات الامريكية بهذه العملية مالم تستعين بعملاء لها في العراق خططت معهم واتصلت معهم حول كل مخططات الجريمة وتدارست حيثياتها بشكل دقيق وخير دليل ما كشفت عنه التحقيقات حول عملية الاغتيال واعلن عنها مؤخرا من مشاركة ضباط في اجهزة المخابرات العراقية كانت لهم خلفيات بعثيه وهم من ازلام النظام البعثي الكافر كما ان ما شهدته ورافقته عملية تشييع الشهيد المهندس من هتافات رافضة مرور جنازته الكريمة والشريفة في بعض مناطق العراق وتصاعد حدة الهجمات الاعلامية الخبيثه والجوكرية في حينها عبر بيجات مموله ووكالات وصفحات اعلامية مدعومه من السفارة الامريكية هي دليل اخر على وحود جذور للجريمة كانت تعمل ليل نهار لتهيئه القاعدة الارضية والفكرية لحدوث الجريمة النكراء واستقبالها نفسيا والتفاعل معها وكأنها حدث عابر .
وما قول الامام الحسين ( ع) في خطبته يوم عاشورا عنا ببعيد حينما وصف جذور واقعة الطف قائلا ( أجل والله غدرٌ فيكم قديم وشجت عليه أُصولكم وتأزّرت فروعكم فكنتم أخبث ثمرة شجي للناظر وأكلة للغاصب ) .. اذن هنالك غدر قديم وحقد دفين تتوارثه الاجيال جيل بعد جيل متأصل منذ القدم فهتافات الجوكرية البعثيه قبل وبعد استشهاد القادة ليست من فراغ بل لها اصول متجذرة وتصاعدت حماها لتكون ثمرتها هو عملية اغتيال الشهداء القادة على يد اشر خلق الله امريكا والصهيونية .
ولو تتبعنا كل شاردة وواردة وحسب خبرتنا القاصرة لرأينا ان جريمة الاغتيال لها اياد خبيثه اخرى وواسعة واتصالات عميلة تحوم حولها بكل تاكيد لان القادة الشهداء لم يكونوا اناس ورجال طبيعيين بل كان لهم دور بطولي اقليمي وحتى دولي وقد شهد الكثير لهم بذلك .
اذن الانتقام المنشود يجب ان لا يحدد بشخصية معينة او بمكان ما او بمجموعة بل يجب ان يتم اخذ ثأر القادة الشهداء من كل من شارك بقول او بفعل او ساعد او هيأ لعملية الاغتيال لذلك نرى دعائنا في زيارة عاشوراء يحمل في طياته اشعارات عملية لنتخذ منها برنامج عملي فعال وميداني حيث نقول ( ولعن الله امة شايعت وتابعت وجاهدت على قتلك ) فهنالك بطبيعة الحال مجموعات هيئة وتابعت وخططت وتواصلت لحدوث جريمة الاغتيال النكراء والداميه والظالمة .
واخيرا نقول نعم القادة قادتنا الشهداء وبأس العبيد هم الجوكرية والبعثية وكل من شارك بقول او فعل في حدوث جريمة الاغتيال وسيبقى قادة النصر الشهداء الجنرال سليماني والمهندس ( رض) ايقونة العطاء والتضحية والفداء .