الجدل لغةً : شدة الفتل ،أي الحبل المفتول، وجمعه اجدال ، واصطلاحاً رد الخصم ومجادلته وطلب المغالبة به لأظهار الحق بين المتجادلين” لسان العرب كلمة جدل”والجدلية أسم مؤنث منسوب الى جدل..ومنه ظهر الديالكتيك الذي يمثل مصطلح فلسفي يقترن أستعماله بتيارين يمثلان الفلسفة المثالية لهيِكل الألماني ، والفلسفة المادية لماركس.وهي عند أفلاطون عملية فكرية منطقية تنتقل من المحسوس الى المعقول..أنظر: دائرة المعارف العالمية . وفي القرآن الكريم :” وجادلهم بالتي هي أحسن،النحل 125″. وهنا أدخلها القرآن الكريم في المحاورة المنطقية المبنية على الحجة بالدليل..لذا كل حجة لا تستند الى دليل قرآني تعتبر باطلة كما في قتل المرتد المفترى فيها على القرآن الكريم … البقرة آية 217.لأن القتل يتنافى وقوله تعالى :”لكم دينكم ولي دين ..”؟
لقد تحدث العلماء منذ القدم بنظرية الجدل والمجادلة منذ عهد الاغريق والروما ن ووضعوا له نظريات كثيرة أمتد أثرها الى العصر الحديث، فبينوا أهدافه ومقاصده ، ورسموا أدابه واخلاقه، “انظر الفيلسوف هرقليط في نظرية جدل الحركة الدائمة والانسان .ونظرية ارسطوا في الكون والفساد،حتى استقر الرأي عند اليونان في ابتكار جدلية الكون والحركة والأنسان معاً..أنظر دائرة المعارف العالمية في جدلية الكون والحركة..مكتبة الكونكرس الأمريكية ..واشنطن.
وعند السيد محمد باقر الصدر برزت نظرية مناقشة جدلية علم الأصول للابتعاد عن عصر النصوص الذي ادخل العقيدة في مرحلة الابتعاد عن جدلية النص..أنظركتابه المعالم الجديدة للاصول ص 54 ،حين أراد أزالة نظرية تجمد العقل الديني عندهم بعد ما نمت الاساطيربينهم كالزيارة الأربعينية التي لا أصل لها في التشريع.. ومسيرات الأحزان المستمرة واللطم والزنجيل والعادات الاجتماعية الدخيلة التي أوجدها الفقيه المتزمت الحاكم ..والتي غلفتهم بغلاف التعصب الديني كما نشاهده اليوم .. فنزعت منهم نظريات التحديث…حين أدخلتهم في التعتيم .. بخلاف الآيديولوجيات الاخرى التي أفرت لنا كل هذا التقدم التكنولوجي والعلمي الهائل اليوم..
والجدل تعريفاً :هو مقابلة الحجة بالحجة،وكشف الشبه لدى الخصم وهذا واضح من قوله تعالى 🙁 أدعٌ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ،النحل 125)… هو الكشف للشبه وبيان الادلة على طرحها والأحتجاج بالأدلة المقنعة للخصم في مادة الجدل..أنظر أبن فارس في معجمه تحت كلمة جدل.
والجدل يقوم على الثنائية،والثنائية أنواع منه:
2
الثنائية التلازمية : اي صراع العناصر المتناقضة داخلياً ،الموجودة في كل شيء يؤدي الى تغير شكل الشيء بأستمرار، وظهور شكل أخر ، وفي هذا الصراع يكمن السر في التطور والتغير
المستمرين في هذا الكون مادام قائماً. وهو ما يسمى بمصطلح النفي ونفي النفي،وقد أطلقَ عليه القرآن الكريم مصطلح التسبيح :(…. وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم….،الاسراء44). وكلمة التسبيح جاءت من( سبحَ) وهو الحركة المستمرة كالعوم في الماء كما في قوله تعالى( كلُ في فلكٍ يسبحون ،(الأنبياء33). هذا الصراع هو الذي يؤدي الى التغير في الأشياء ، والذي ينتج عنه مقولة 🙁 الموت حق) والله حي باقٍ . ومن هذا السياق اللغوي
نفهم معنى الاية الكريمة:( ولا تدعُ مع الله ألهاً آخر لا أله الاهو كل شيء هالك الا وجههُ له الحكمُ واليه ترجعون،القصص88،). وسيبقى هذا الصراع قائما الى يوم الساعة ليعود الكون مرة اخرى الى البعث.وفي ضوء ذلك تتضح مقولة (البعث حق).
لقد عبر القرآن الكريم عن قانون صراع التناقض الداخلي في الشيء نفسه بصيغة(مُخلق وغير مُخلق) و(صَنوان وغير صنوان) (ومتشابه وغير متشابه) و(معرَشات وغير معرَشات) كما في
“سورة الحج5،الرعد4،والانعام 141” . لقد جاءت هذه الآيات لتثبت للناس حدوث البعث وتنزع الشكوك بشأن بلوغه الحتمي فبدأ بقوله:(يا أيها الناس ان كنتم في ريب من البعث….،وهنا تجلى في الاية قانون التطور وتغير شكل الاشياء بأستمرار بأتجاه واحد،وهذا هو القانون الاساسي للحركة الجدلية للحياة العضوية للانسان والكائنات الحية.ومن هنا أستمد دارون نظريته في النشوء والارتقاءوجعله بأسمه قانون للتطور وقامت قائمة المسلمين عليه الى اليوم لجهلهم بالقانون ومقارنته بالأية الكريمة. والصياغة المثلى لهذا القانون في التناقض وردت في القرآن الكريم:( كلُ شيء هالك الا وجهُهُ ) .
الثنائية التقابلية : وهي جدل تلاؤم الزوجين في الخلق، ومصطلح الزوج جاء في آيات عديدة ،منها ( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى ،النجم 45). فالزوج هو زوج المرأة،والمرأة زوج بعلها،والزوج في اللسان العربي أصل يدل على مقارنة شيء لشيءآخر وأرتباطه به بعلاقة ما.،ولا يقال للمرأة زوج الا في حالة الزواج من رجل.لذا تسمى المرأة أرملة في حالة وفاة زوجها،ومطلقة في حالة الانفصال عن الزوج.
لقد أستعمل القرآن الكريم مصطلح زوج بصيغة يزوجهم للدلالة على أشتراك الجنسين معاً في الهيئة الذكر والانثى ، وهما في هذه الحالة أخ وأخت ولكنهما في الطبيعة ً من حيث الذكورة والانوثة زوجان كما جاء في سورة الشورى: ( لله ملك السموات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء أناثاً ويهب لمن يشاء الذكور،)او كما قال تعالى 🙁 أو يزوجهم ذكراناً واناثاً ويجعل من يشاء
3
عقيما انه عليم قدير،50،49) . ثم جاء المعنى الثاني للزوج بالمفهوم الاجتماعي حين أقر عقد النكاح بين الاثنين،من هنا ظهر قانون نكاح المحرمات والزنا لكون هذه المفاهيم اجتماعية انسانية
(أخلاق) وليست مفاهيم طبيعية وجودية كما في سورة النساء23،22 ).فقانون الزوجية هو القانون الثاني الاساسي التي تخضع له جميع الاشياء في الكون المادي.
ومصطلح الازواج في القرآن عبرعن كل الموجودات في الكون فهي علاقة خارجية بالنسبة للشيء (الزوج) وللشيءالمقابل له (الزوج الاخر).،لذا لايمكن ان تكون العلاقة تقابلية الا اذا كان الشيء نفسه في علاقة تقابلية جدليةأخرى مع شيء أخر في مستوى ما، لذا يظهر جلياً ان العلاقة التقابلية بين زوجين هي علاقة خارجية بين شيئين تقوم على التأثير والتأثر المتبادل بينهما ،لكن ممكن فصلها بالتراضي.وهو ما نسميه بمصطلح الطلاق. والصياغة المثلى لهذا القانون الرباني
وردت في القرآن 🙁 ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون،الذاريات 49). ومن دراسة هذه النظرية يظهر لنا ان :
هناك جدلية ثنائية تعاقبية ..متمثلة بين ظاهرتين لا تلتقيان أبداً،اذ ينفي وجودالواحد وجود الاخر بالضرورة ويحدث ذلك في ظواهر الطبيعة مثل تعاقب الليل والنهار، كما قي قوله تعالى:( لا
الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون،يس 40).وتعاقب الشهيق والزفير في عالم الاحياء،لقوله تعالى:( فأما الذين شَقُوا ففي النارِ زفيرُ وشهيقٌ خالدين فيها مادامت السموات والارض ألا ما شاء ربك فعالُ لما يريد،هود106،اي ان لا خلود دائم في النار، ودليل ذلك ان الله فصل بين الخلود والنار. أما الآية 108من نفس السورة فقد ذكر أهل الجنة والخلود فيها في آية واحدة للدلالة على ان الدخول الى الجنة والخلود فيها مرتبطان ببعضهما البعض،فلا أقامة مؤقة في الجنة، لقوله تعالى:( وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض ألا ما شاء ربك عطاءًغيرَمجذوذٍ،أي غير مقطوع.. هنا تظهر الآيات القرآنية الكريمة استقرار النقيضين في الجنة والنار.
أنظر محمد شحرور في كتابه الموسوم ..الكتاب والقرآن..؟
.ويقوم جدل الأضدادعلى صراع تناقضي على التعاقب،وهذا هو جدل تعاقب الضدين. وثنائية تلازمية بين نقضين غير ماديين يتواجدان في الدماغ الانساني حين يؤدي الصراع بين فكرتين الى تاييد احدهما وألغاء الاخرى.ويكون الحُكم صادقا اذاكان مطابقاً للحقيقة،ويكون كاذبا اذا لم يطابق الحقيقة.لذا فالصدق يكون هو الحقيقة والكذب هو اللاحقيقة،كما قيل يكاد المريب يقول خذوني) وهو الكاذب على الحقيقة . ويبقى جدل الفكر الانساني متمثلا في الحب والكراهية . ومن نظرية الجدل ودراستها نستطيع ان نقرأ تصوراً واضحاً عن نظرية البعث والحساب والجنة والنار والمجتمع الدنيوي والاخروي والاختلاف فيما بينهما. وقد اسهب المؤلفون في هذه الجدليات بدراسة واقعية ومشوقة وسوف انقل للقارىء الكريم بعضاً من دراستها العلمية.
4
يطرح الكاتب الدكتور محمد شحرور تصورا جديدا في بداية ظهور هذا الكون المادي الذي حدث نتيجة انفجار هائل ادى الى تغير طبيعة المادة . فالتغير حدي في الصيرورة المادية ،معبرا عنه بنفخة الصوركقوله تعالى:( ونفخ في الصور،الزمر 68) والصور من الصيرورة، والصور عبرَ عنه بالساعة وهي وقت هلاك الكون ، لتاتي مادة اخرى تحل محل الاولى بقوانين جديدة في كون مادي اخر. من هنا جاء قوله تعالى 🙁 ويوم تقوم الساعة يُقسم المجرمون ما لبثوا غيرساعة ،الروم55). “ومن هذا الامر الرباني نستنتج ان ما يدعونه رجال الدين والفقهاء والمفسرين منهم بعذاب القبر بالمفهوم السائد لا وجود له .
ان الملاحظ ان قيام الساعة لا يعني انتهاء الشمس والقمر،لكن الكون الذي سيتعرض للفناء هو الكون الذي وصل به الانسان الى اعلى مراحل التطور العلمي والتقدم المادي حتى ظن انه أصبح رباً متصرفاً في ظواهر الوجود..كما في تقدم التكنولوجيا الحالية بلا حدود.. لقوله تعالى:( انما مثل الحياة الدنيا كماءأنزلناه من السماء فأختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى أذا اخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيدا كأن لم تغنَ بالامس،كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون،يونس 24).
وليعلم الحاكم الظالم..
ان ميزان العدل الآلهي يتناقض مع الخطأ والعدوان على النفس الانسانية والوطن من قبل حاكميها ،لذا اذا ما طغوا وفجروا فيها يأتيها أمره تعالى من حيث لا تحتسب لأصلاح ذات البين واعادة المعايير الاخلاقية الى وضعها الطبيعي،فهل سينبه الفقهاء سلاطينهم الطغاة المارقون الذين نسوا الله فنساهم لحين ثم سيفجعهم بهذه النهاية المفجعة،أم سيتركون في غيهم يعمهون؟
اما نظرية البعث والحساب فقد ورد البعث في سورة الزخرف لقوله تعالى:( والذي نزل من السماء ماء بقدرٍ فأنشرنا به بلدةً ميتاً كذلك تخرجون).أي ان البعث هو خروج الناس من الموت الى الحياة بكينونة مادية جديدة لا تغير في صيرورتها. أن ما ذكر القرآن بخصوص الحساب وكيفية اجراؤه يوم القيامة لم تأتِ تفصيلات فيه سوى أنه ذكر على سبيل العضة والاعتبار كما في قوله تعالى:( هذا ما توعدون يوم الحساب ،ص53).
أما الجنة والنارفنقول :
لم توجدا بعد.. وستظهران على أنقاض الكون بعد نفخة الصور وجاهزيتهما ستكون فورية،وبوجودهما سينتهي التطور ويحل محله دار القرار لقوله تعالى:( يا قوم انما هذه الدنيا متاعٍ وان الاخرة هي دار القرار،غافر 39).وبذلك سينتهي القانون الرباني (كل شيء هالك) ليحل محله قانون رباني اخر هو: (كل شيء خالد ) والذي عبر عنه بمصطلح الخلود ،لقوله : خالدين فيها ،هود 107). ويبدوان السموات والارض سيحصل فيهما تبديل لتحل محلها سموات وارض جديدة تحكمها قوانين مادية جديدة لقوله تعالى:( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ،ابراهيم 48). فالدنيا دار المتاع والغرور والزوال بينما الجنة (أكلها دائم) ومتاعها باقٍ وفاكهة كثيرة ،لا
5
مقطوعة ولا ممنوعة،الواقعة 32-33). ونحاول هنا ان يعقد مقارنة جميلة ورائعة وبارعة بين المجتمع الدنيوي والمجتمع الآخروي ..يقول الدكتور شحرور في كتابه الكتاب والقرآن :
في المجتمع الدنيوي وجود ظاهرة العمل والراحة، بينما تختفي هذه الظاهرة في المجتمع الآخروي لقوله قطوفها دانية ،الحاقة 23،ويذكر الحالة نفسها في السور القرآنية،الأنسان 14،الحجر 48،فاطر 35.
وفي المجتمع الدنيوي وجود ظاهرة الصحة والمرض ،واختفاء هذه الظاهرة في المجتمع الاخروي لقوله تعالى(وان الدار الاخرة لهي الحَيواَن،وكلمة الحَيوان هنا ضد كلمة موتان وهي من الحيوية ،العنكبوت64 .
وفي المجتمع الدنيوي وجود ظاهرة الخير والشر في العمل الانساني ،بينما تختفي ظاهرة الشر في المجتمع الاخروي لقوله تعالى( ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ أخواناً على سررٍمتقابلين،الحجر 47).
وفي المجتمع الدنيوي وجود ظاهرة الحرب والسلام ،بينما في المجتمع الاخروي تختفي ظاهرة الحرب ويسود السلام،لقوله ( ان ذلك لحق تخاصم أهل النار،ص64).
لكن السؤال المطروح هو :هل ان مواصفات اهل الجنة يمكن تحقيقها في الحياة الدنيا؟ يبدو ان الجواب يقول مستحيل..نستنتج من هذه الجدلية الربانية ..العلوم المدنية قبل علوم الدين فنقول :
ان قوانين المادة الكونية الحالية تخضع لقانون صراع المتناقضات الداخلي الذي يؤدي الى تغير الصيرورة بأستمرار ،فهي لا تسمح ابداً بقيام مجتمع يتشابه مع المجتمع الأخروي للتناقضات الخاصة به والتي تؤدي الى هلاكه لقوله تعالى (وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً كان ذلك في الكتاب.. ،الاسراء 58). ويستنج الكاتب ان في الكون الجديد والقوانين الجديدة في المجتمع الاخروي، لا.. ولادة ،ولا موت، ولاتغير في الصيرورة والتسبيح يبقى للملائكة فقط ،لقوله تعالى:( وترى الملائكة حَافينَ من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق وقيل الحمدلله رب العالمين،الزمر 75). وكلمة الحمدلله رب العالمين جاءت في البداية والنهاية، لقوله:( له الحمد في الدنيا والاخرة،القصص70). وفي رأي التأويل لربما يستطيع أهل الجنة رؤية الله بعد الخلود فيها لطبيعة المادة الجديدة في الكون الجديد.
ويبقى شيء لابد من التعليق عليه وهو:ان هذا الميزان الرصين الذي خلقت به السموات والارض ، والجنة والنار، والقوانين التي وضعت ماهي الا لتحقيق العدالة الاجتماعية على الأرض وتقنينها، والوعد والوعيد لمن يخالف ارادة الله الواحد القهار، فقد أخفاها الفقهاء عن الناس أو قل تجاهلوها لجهلهم بها.. وحولوا الايات القرآنية العظيمة الى تفسيرات طوباوية لا يفهم منها الا ما راق لهم من تفسير خاطىء ،وفكر مقوقع يلفه التخلف والانحباس الفكري العاطفي الرهيب خدمة للسلطان ورجال الدين الذين لا يعترف القرآن بوجودهم ولا يخولهم حق الفتوى عن الناس ولا يميزهم بلباس معين ، لذا أبتكروا لنا المذهبية والحزبية والطائفية والعنصرية والجبرية
6
والزيارة الأربعينية واللطم على الموتى ، وأختلاف الأديان ، وتشجيع فكرة القدروالأعتزال والأرجاء وتكوين الكتل الساكتة عن الحق، وما جرَت علينا من ويلات وثبور تخلصت منها المجتمعات المتحرة من أزمان بعيدة ونحن لازلنا نلصقها بالقرآن والسُنة ورب العالمين والقرآن والرسول منها براء ……فما هو الحل…؟
الحَل يكمن في أنهاء الازمة الفقهية الحادة التي تمر بنا ، وأحلال فقه جديد معاصر على يد علماء التخصص الجدد والأبتعاد عن نظارات الفقهاء السالفين ،لأن الزمن يلعب دورا في عملية التغيير ،كما في الحاجة الى تبديل الدساتير والقوانين لتتلائم مع حقوق الناس في التطبيق..،وهذه نظريات مرجعيات الدين المتخلفة التي تريد لها التقديس ولا غير،كمافي قولهم :(قدس سرهم)،والقرآن يرفض التقديس،البقرة آية 174. فعلينا فهم معاصر للسُنة النبوية،وذلك بأعادة النظر في الفقه الاسلامي لكل الفرق الاسلامية – لا توجد فِرق في النص بالمطلق – بل هي من اختراعات الفقهاء الذين ولى زمانهم وانتهى دون تمييز.
لذا لابد لنا من صياغة نظرية جديدة في المعرفة الانسانية قائمة على منطقية الجدل العلمي الصحيح،ان هذا المنطلق الجديد سيولد لنا بالضرورة الحل الفقهي الذي سيطرح للمناقشة لعلنا لنصل الى ما نريد،بعد التوقف عن طباعة كتب التراث الميتة والعادات الاجتماعية التي جمدت و تجمد عقول الاجيال اليوم كما في الحجاب المتخلف واللحى التي شوهت وجوه الرجال ومسيرات الأحزان دون سبب أكيد.فهل من حاكم شجاع ينبري لتنفيذ المهمة في هذا الزمن الصعب؟ ، ومن هزيمة الامة … من المستحيل علينا ان نقول نعم…؟ في هذا الجو الديني المضطرب اليوم..بعد ان حلَ السيف بدلاً من العقل..
في التنفيذ في عراق الحضارات والقوانين …
انظر كتاب :الكتاب والقرآن ..للفيلسوف محمد شحرور